وزير الخزانة الأمريكي: يمكن أن نحصل على توقيع أوكرانيا على اتفاق المعادن خلال الأسبوع المقبل
كشفت مصادر متطابقة في العراق عن صراع محموم يجري بين قيادات الميليشيات المسلحة بهدف الاستحواذ على منصب رئاسة "الحشد الشعبي" الذي يضم أكثر من 67 فصيلاً مسلحاً، وأن عددًا كبيرًا منهم من الموالين لإيران.
وفي الوقت الذي تسعى كل من "بدر" و "التيار الصدري" للإبقاء على رئيس "هيئة الحشد" الحالي، فالح الفياض، تدفع فيه حركة "عصائب أهل الحق" بزعامة، الشيخ قيس الخزعلي، لإقالة الفياض.
إقالة الفياض
ويقول، علي التركي، النائب عن كتلة "صادقون" التي تمثل الجناح السياسي لـ"عصائب أهل الحق"، إن "فالح الفياض لم يعد يصلح لرئاسة الهيئة ولديه إخفاقات كبيرة في عمله، خصوصاً ما يتعلق بعملية استغلاله لمنصبه للحصول على مكاسب انتخابية خلال الانتخابات الماضية، وهو يسعى اليوم لتكرار تلك التجربة في الانتخابات المقبلة".
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "موقفنا في كتلة (صادقون) ثابت فيما يتعلق بقضية إقالة الفياض من رئاسة الهيئة، وهناك من هو أجدر وأحق منه لشغل هذا المنصب، خصوصاً أنه موظف حكومي وقد تجاوز السن القانوني الـ 60 عاما، وأن بقاءه دون خروجه على التقاعد مخالفة قانونية".
فالح الفياض
وكان الفياض تسلم رئاسة "الحشد الشعبي" في يوليو/تموز العام 2020 بعدما تم تعيينه رسمياً بالأصالة من قبل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، بعدما كان يشغل المنصب بالوكالة.
ويعد الفياض واحدا من زعامات الإطار التنسيقي، وفضلاً عن كونه رئيسا للحشد فإنه يمتلك نشاطاً سياسياً عبر تشكيله "حركة عطاء" و"تحالف العقد الوطني"، وقد مكنه ذلك من الحصول على 8 مقاعد داخل البرلمان العراقي.
والصراع على رئاسة "الحشد الشعبي" ليس مجرد تنافس على منصب، بل هو معركة على النفوذ العسكري والسياسي والاقتصادي في العراق، وهو ما يجعل هذا المنصب محط صراع دائم بين الفصائل المختلفة.
تصدع الإطار التنسيقي
وكشف مصدر سياسي رفيع داخل الإطار التنسيقي، لـ"إرم نيوز"، عن الداعمين للفياض والمعارضين له داخل الإطار، وما هي الأسباب التي أدت إلى تفاقم الصراع بينهما.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "هناك العديد من العوامل التي أدت إلى نشوب صراعات وعدم توافق على بقاء رئيس الحشد، فالح الفياض، منها أن رئاسة الحشد تمنح صاحبها قوة عسكرية وأمنية كبيرة، فهو يشرف على فصائل مسلحة تمتلك تأثيراً كبيراً على الأرض، ما يجعله لاعباً أساسياً في المشهد السياسي والأمني".
وأضاف، أن "جهات سياسية ومنها عصائب أهل الحق ترى أن سيطرة، الفياض، على الحشد سيمنحه نفوذا سياسيا كبيرا في الانتخابات البرلمانية المقبلة، إذ يمكن استخدام الدعم الشعبي والتأثير العسكري لضمان مقاعد أكثر في البرلمان".
تمويل الميليشيات
وأكد، أن "الصراع الأكبر يكمن في أن الحشد يحصل على تمويل حكومي سنوي يقدر بمليارات الدنانير العراقية، مما يجعل رئاسته موقعاً استراتيجياً للسيطرة على الموارد المالية وزيادة تمويل فصيل معين وقياداته دون غيره من الفصائل، وهذا بحد ذاته يعتبره البعض باباً كبيراً لديمومة بقاء كيانه العسكري والسياسي".
وتتنافس الميليشيات الموالية لإيران التي تريد أن يكون رئيس الحشد تابعاً لها، مع الجهات التي تحاول الإبقاء على الحشد تحت سلطة الدولة العراقية، وهذا الصراع يظهر بوضوح في الخلافات بين قيادات الحشد المقربة من الحكومة والتيارات الأكثر تشددًا.
ولأول مرة تختلف رؤية زعيم "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، المصنف على قائمة الإرهاب الأمريكية الداعم لرئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، مع الأخير فيما يخص عملية الإطاحة برئيس "هيئة الحشد"، فالح الفياض.
قيس الخزعلي
وكشف مصدر مطلع على خبايا الفصائل المسلحة، عن مساعٍ لقيس الخزعلي، للدفع بشخصية من داخل فصيله "عصائب أهل الحق" لتولي منصب رئاسة الحشد الشعبي.
وقال، لـ"إرم نيوز"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن "الخزعلي يسعى للسيطرة بشكل كامل على الحشد الشعبي عبر تعيين شخصية من داخل فصيله المسلح لرئاسته، إذ إن الحشد يمتلك مقدرات كبيرة، خصوصاً أنه سيكون قادراً على الدفع بالمزيد من العناصر الموالين له داخل الحشد، وبذلك زيادة قدرات ميليشيا عصائب أهل الحق، البشرية".
فيما يرى عضو جماعة رفض، والمحلل السياسي، محمد نعناع، أن "عصائب أهل الحق تتخوف من تمدد الفياض وحصوله على أصوات انتخابية عالية، خصوصاً أنه منفتح على بعض المناطق ذات الكثافة السنيّة مثل الموصل والأنبار، وهو بذلك سيكون مقوضاً لنفوذ بعض القوى الشيعية ومنها العصائب".
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "الفياض يعد من الشخصيات المعتدلة، وهو لا يرتبط بشكل مباشر بإيران نوعاً ما، وهذا كان بائناً حين رفض تولي، عبد العزيز المحمداوي الملقب بـ (أبو فدك) رئاسة أركان الحشد".