الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل وصوله الأجواء الإسرائيلية
يستعد البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، لعقد جلسة حاسمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بهدف إنهاء فراغ رئاسي استمر أكثر من عامين وأدى إلى تعميق الأزمات السياسية والاقتصادية في البلاد.
تبدأ الجلسة عند الساعة الحادية عشرة صباحًا (9:00 غرينتش) وسط آمال بأن يشكّل هذا الانتخاب بداية مرحلة جديدة من الاستقرار النسبي.
الجنرال في الصدارة
تتركز الأنظار على قائد الجيش، العماد جوزيف عون، الذي يبدو الأقرب للوصول إلى سدّة الرئاسة، بدعم داخلي وإقليمي ودولي متزايد.
وقد تكثفت التصريحات والمشاورات السياسية في الساعات الأخيرة لإتمام "توافق" حول انتخابه، خصوصاً بعد انسحاب المرشح المدعوم سابقاً من حزب الله، سليمان فرنجية، يوم الأربعاء.
ويأتي هذا التطور في ظل تراجع نفوذ حزب الله، الذي تلقى ضربات موجعة خلال مواجهات امتدت عاماً كامل مع إسرائيل. الحرب الأخيرة، التي جاءت على خلفية الصراع بين حركة حماس وإسرائيل، أسفرت عن تدمير أجزاء كبيرة من ترسانة حزب الله، ومقتل عدد من قياداته، بمن فيهم أمينه العام حسن نصرالله.
هذه الخسائر أجبرت الحزب على قبول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، والذي ينص على انسحابه من المناطق الحدودية ونزع سلاحه تدريجياً.
ضغوط دولية ومفاوضات مكثفة
في الأيام الأخيرة، زار لبنان موفدون دوليون، بينهم الموفد الأمريكي آموس هوكستين، والسعودي يزيد بن محمد آل فرحان، والفرنسي جان-إيف لودريان، حيث أجروا لقاءات مكثفة مع القوى السياسية لدفعها نحو تسوية تُفضي إلى انتخاب رئيس جديد.
الاتفاق المدعوم دولياً لوقف إطلاق النار ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي دخلها خلال الحرب الأخيرة في جنوب لبنان، وانتشار الجيش اللبناني مكانه.
كما يلتزم حزب الله بسحب قواته إلى شمال نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك، تحت إشراف الجيش اللبناني.
التحديات أمام الرئيس المقبل
إذا انتُخب العماد جوزيف عون اليوم، فسيكون خامس قائد للجيش يصل إلى الرئاسة في تاريخ لبنان والرابع على التوالي.
ولكن طريقه لن يكون مفروشاً بالورود؛ فالرئيس الجديد سيواجه تحديات كبرى، أبرزها إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بما يتضمن الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي يدعو إلى نزع سلاح المجموعات غير الشرعية.
إلى جانب ذلك، ينتظر لبنان إصلاحات اقتصادية ملحّة لإعادة إحياء الاقتصاد المتهاوي، بعد أكثر من خمس سنوات من الانهيار المالي غير المسبوق، بالإضافة إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ خطط التعافي وإدارة شؤون البلاد.
توقعات الجلسة
قبيل الجلسة، عبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن تفاؤله، قائلاً: "للمرة الأولى منذ الفراغ الرئاسي، أشعر بالسرور لأنه، بإذن الله، سيكون لنا رئيس جديد للجمهورية".
يتطلب انتخاب الرئيس في الدورة الأولى غالبية الثلثين (86 صوتًا من أصل 128)، وفي حال الفشل، تُجرى دورة ثانية تتطلب غالبية مطلقة (65 صوتاً). كما يحتاج انتخاب جوزيف عون إلى تعديل دستوري، كون الدستور يمنع انتخاب موظفي الفئة الأولى في أثناء توليهم مناصبهم.
انتخاب رئيس جديد للبنان في هذه المرحلة يعدّ خطوة فارقة قد تفتح الباب أمام استقرار سياسي وأمني نسبي، وتمهّد لمعالجة التحديات الكبرى التي تواجه البلاد.