logo
العالم العربي

بعد الاغتيالات الموجعة.. ما قدرة حماس على ترميم قوتها؟

بعد الاغتيالات الموجعة.. ما قدرة حماس على ترميم قوتها؟
مسلحون يتبعون لحركة حماسالمصدر: (أ ف ب)
03 أغسطس 2024، 7:28 ص

قال خبراء ومختصون سياسيون إن حركة حماس ستفقد جزءًا كبيرًا من قوتها السياسية والعسكرية إثر عمليات الاغتيال الإسرائيلية الأخيرة، التي طالت قيادات بارزة في جناحيها السياسي والعسكري.

جاء ذلك بعد أن اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، إضافة للقائد العام للجناح المسلح محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة، إلى جانب قيادات عسكرية بارزة.

أخبار ذات علاقة

وسط "تضاؤل قوتها".. كيف سترد "حماس" على اغتيال هنية؟

ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني رياض العيلة "أن الاغتيالات الأخيرة التي طالت قيادة صنع القرار في حماس ستكون سببًا في فقدان الحركة الجزء الأكبر من قوتها وتوازنها، على المستويين السياسي والعسكري".

وقال العيلة، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل وجهت ضربات دقيقة لحماس وجناحها المسلح، وهو الأمر الذي جاء في وقت حرج وحساس للغاية بالنسبة للحركة، وبالتزامن مع الصراعات الداخلية بين قادتها العسكريين والسياسيين".

وأوضح أن "ذلك سيدفع الحركة لاتخاذ قرارات غير مسبوقة تتعلق بمسارها السياسي والعسكري في المرحلة المقبلة، خاصة أن القدرات التي فقدتها منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل في أكتوبر/تشرين أول الماضي لا يمكن تعويضها بسهولة".

وأضاف: "حماس تواجه في الوقت الراهن مصيرًا مجهولًا، وستمضي قدمًا في إجراء تعديلات جذرية على خططها السياسية وقراراتها العسكرية، كما أنها ستغير من الهياكل القيادية بما يمكن وصفه بأنه انقلاب على القيادة الحالية".

وأشار إلى أنه "ومن دون ذلك، فإن حركة حماس تواجه خطر الانهيار والاندثار معًا، وهو الأمر الذي لا ترغب فيه قيادتها وحلفاؤها"، مبينًا أن تلك الاغتيالات ستدفع حماس نحو تقديم تنازلات بشأن ملفي التهدئة مع إسرائيل، والمصالحة مع فتح والسلطة الفلسطينية.

سيناريو فتح

ويرى المختص في الشأن الفلسطيني، رياض أبو رحمة، أن "حماس وعلى إثر الاغتيالات الموجعة التي تعرضت لها، فإنها في طريقها للانهيار"، لافتًا إلى أنها ستكون عرضة للسيناريو ذاته الذي حدث لحركة فتح بداية تسعينات القرن الماضي.

وقال أبو رحمة، لـ"إرم نيوز"، إن "سلسلة الاغتيالات التي تعرضت لها القيادات العسكرية لفتح في ذلك الحين، أجبرتها على تغيير مواقفها السياسية والعسكرية من العلاقة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية الأخرى".

وأضاف: "حماس ستضطر لتكرار السيناريو نفسه، خاصة أنها تمر بالتجربة نفسها، الأمر الذي سيدفعها نحو التوصل لاتفاق سياسي مع إسرائيل"، مشيرًا إلى أن مثل هذا الاتفاق سيحتاج إلى سنوات من أجل التوصل إليه.

واستدرك: "لكن أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل سيكون المرحلة الأولى للاتفاق السياسي بين الجانبين"، متابعًا: "الحرب الدائرة في غزة أفقدت الجناح المسلح للحركة جزءاً كبيراً من قدراته العسكرية التي لا يمكن تعويضها لعقود طويلة"، وفق تقديره.

وتابع: "الحركة ستكون مضطرة لتقديم تنازلات غير مسبوقة من أجل ترتيب بيتها الداخلي وتجاوز الخلافات العميقة بين قياداتها العسكرية، علاوة على ضمان بقاء حكمها في قطاع غزة، وهو الأمر الذي سيدفعها للموافقة على أي اتفاق يحظى بقبول إقليمي ودولي".

وأشار إلى أن "حماس ستكون مضطرة أيضًا للقبول بالشراكة السياسية مع حركة فتح والتنازل للسلطة الفلسطينية عن جزء من صلاحياتها في غزة لتجاوز المرحلة الراهنة، وضمان إعادة إعمار القطاع المدمر، وهو الأمر الذي يشكل أساس بقائها في الحكم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC