حزب الله ينعى قائداً عسكرياً و13 مقاتلاً قضوا في غارة إسرائيلية بضاحية بيروت

logo
العالم العربي

عقب مبادرته الأخيرة.. هل ينجح "الاتحاد الأفريقي" في اختراق الأزمة السودانية؟

عقب مبادرته الأخيرة.. هل ينجح "الاتحاد الأفريقي" في اختراق الأزمة السودانية؟
رئيس الوزراء الإثيوبي مع قائد الجيش السودانيالمصدر: أ ف ب
12 يوليو 2024، 9:29 ص

أطلق الاتحاد الأفريقي مبادرة للحوار السوداني اجتمع خلالها عدد من القوى السياسية السودانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بغرض التوافق على مشروع سياسي يساعد في وقف الحرب الطاحنة في البلاد.

ولم تحظ المبادرة الأفريقية بموافقة القوى السياسية السودانية كلها، حيث قاطعتها مجموعة مؤثرة في المشهد السوداني احتجاجًا على مشاركة ما أسمتها "واجهات" حزب المؤتمر الوطني المنحل ومؤيدي الجيش السوداني.

عملية سياسية

وأكد المتحدث باسم "تحالف القوى المدنية لشرق السودان" صالح عمار، أن الاجتماع التحضيري للعملية السياسية الذي انطلق في أديس أبابا بتنظيم من الاتحاد الأفريقي، غابت عنه كل القوى المدنية والحركات المسلحة الأساسية والفاعلة في المشهد السوداني وبينها تحالف القوى المدنية لشرق السودان.

وقال عمار لـ"إرم نيوز" إن تنسيقية "تقدم"، التي يعد التحالف جزءًا منها، توصلت بعد عدد من الاجتماعات مع اللجنة الأفريقية، إلى نتيجة بأن الاجتماع الذي يجري في أديس أبابا لن تنتج عنه عملية سياسية شفافة يملكها السودانيون بأنفسهم.

وأشار إلى أن مجريات الأمور أكدت صحة توقعاتهم حول أن لقاء أديس أبابا بشكله الحالي لن يوصل إلى نتيجة، مستدلًا بمشاركة أشخاص منخرطين في الحرب مباشرة، ويحرضون عليها جهارا، بينما غابت كل القوى المدنية ذات الثقل والتأثير، وفق قوله.

وذكر أن تنسيقية "تقدم" تمتلك رؤية حول أسس العملية السياسية لوقف الحرب وتأسيس السلطة الانتقالية المدنية طرحتها للاتحاد الأفريقي مسنودة بخريطة طريق فنية تشمل معايير اختيار الأطراف.

ومع ذلك، أشاد عمار بما احتوته كلمات ممثلي الاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد" في افتتاح الاجتماع، من خلال التركيز على أولوية المسار الإنساني ووقف الحرب والحكومة المدنية في السودان.

وشدد على التعاطي الإيجابي مع مبادرة الاتحاد الأفريقي وبذل كل ما هو ممكن من أجل الوصول إلى نقاط التلاقي التي تضمن انطلاق عملية سياسية شفافة تعبر عن السودانيين كلهم، وتكون نتيجتها وقف الحرب وتأسيس سلطة مدنية ديمقراطية.

تسوية عرجاء

ومن جهته، اعتبر حزب المؤتمر الشعبي ما يجري في الاجتماع الذي ينظمه الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية، محاولة لعقد "تسوية عرجاء" تأتي بأنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير إلى الواجهة.

وانتقد المؤتمر الشعبي، في بيان أرسل لـ"إرم نيوز"، طريقة تقديم الاتحاد الأفريقي الدعوات للمشاركين في الاجتماع، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأفريقي دعا مجموعة مفصولة من الحزب لتأييدها الحرب الجارية.

وقال: "يأسف المؤتمر الشعبي إلى ما وصل إليه حال الاتحاد الأفريقي من تخبط واستغلال قد يفقده صفة الحياد في قارة موبوءة بالصراعات تنتظر تسوية نزاعاتها دون تحيز أو محاباة".

وأكد أن "مقاطعة تنسيقية "تقدم" لمؤتمر أديس أبابا الذي زورت فيه مشاركة المؤتمر الشعبي، ليست إلا دليلًا قاطعًا على أن هناك جهات نافذة من النظام البائد في السودان تتلاعب بمنصة الاتحاد الأفريقي، وتصر على التسوية العرجاء لملف تتطلب إدارته التوافق السياسي لا التفرقة والتشتت".

وشارك في الاجتماع المنعقد في أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي، قوى متوافقة في رؤاها السياسية ومتفقة على دعم الجيش السوداني في حربة الجارية ضد قوات الدعم السريع.

وأبرزُ المشاركين في الاجتماع مجموعةُ الكتلة الديمقراطية التي تضم الحركات المسلحة التي يقودها كل من مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم ومالك عقار، حيث تقاتل حاليًا مع الجيش.

كذلك يشارك في الاجتماع كيانات وشخصيات كانت مشاركة في نظام الرئيس السابق عمر البشير حتى تاريخ سقوطه.

اجتماع جديد

وتوقع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبوعبيدة برغوث، أن يعقد الاتحاد الأفريقي اجتماعًا جديدًا مع القوى التي قاطعت الاجتماع الحالي، إذا ما أراد لمبادرته النجاح، وفق قوله.

وقال برغوث لـ"إرم نيوز" إن المسافة بين القوى السياسية السودانية متباعدة ما يظهر في مقاطعة تنسيقية "تقدم" والقوى الفاعلة في المشهد السوداني لاجتماع أديس أبابا.

وأوضح أن هذه القوى قاطعت الاجتماع، ليس رفضًا لمبادرة الاتحاد الأفريقي، وإنما لها تحفظات على مشاركة مجموعة النظام القديم وواجهاته في الاجتماع، مؤكدًا أن القوى الحية قاطعت الاجتماع، بينما شاركت المجموعة الموالية للجيش السوداني وواجهات حزب المؤتمر الوطني المنحل.

وأضاف أنه "يتوقع أن يجلس الاتحاد الأفريقي مع المقاطعين للاجتماع للسماع لوجهة نظرهم، خصوصًا أن التواصل بين الطرفين لم ينقطع"، وفق قوله.

وأشار برغوث إلى أن لجنة الاتحاد الأفريقي برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، المعنية بجمع قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تنشط هذه الأيام، وتعمل بصورة جيدة، متوقعًا إحداثها اختراقا في الأزمة السودانية.

وكان مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي شكل في الـ22 يونيو/ حزيران الماضي لجنة رئاسية يقودها الرئيس الأوغندي، يوري موسفيني، وبعضوية عدد من رؤساء وقادة الدول، لتسهيل اللقاءات المباشرة بين قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، "البرهان وحميدتي" في أقصر وقت ممكن، وفق بيان.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC