"وول ستريت جورنال": نتنياهو أستاذ في "خلق الروايات السياسية"

قالت صحيفة وول ستريت جورنال، أن شهراً من النجاحات العسكرية الإسرائيلية، والتي توجت بمقتل زعيم حماس يحيى السنوار، يعمل على تعزيز شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كأستاذ في خلق الروايات السياسية، وتعزيز نفوذه السياسي.

ورأت بأنه على الرغم من أن المكاسب العسكرية تعزز قبضة نتنياهو، حيث يُعد مقتل زعيم حماس امتدادًا لسلسلة من الانتصارات التكتيكية للزعيم الإسرائيلي؛ لكن الإسرائيليين يظلون منقسمين.

استطلاعات الرأي

وبحسب الصحيفة، أظهر نتنياهو، الذي بلغ 75 عاماً يوم الاثنين، مرة أخرى قوة بقاء لا تصدق كسياسي، بعد أن تراجعت شعبيته في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي. 

وسوف يختار المزيد من الناخبين الإسرائيليين نتنياهو لمنصب رئيس الوزراء على حساب الزعماء الرئيسين للمعارضة الوسطية، وفقاً لنتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، التي أجريت حتى قبل مقتل السنوار.

وكما قد يؤدي دعمه المتزايد بين الناخبين اليمينيين إلى تحسين موقفه في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بدفعة دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتدرس إسرائيل الرد على الضربات الصاروخية الإيرانية على البلاد في وقت سابق من هذا الشهر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأرقام المتزايدة في استطلاعات الرأي لا تعني أن مشاكل نتنياهو السياسية قد انتهت.

 

تُظهر استطلاعات الرأي أيضًا أن الانقسامات العميقة في إسرائيل، بما في ذلك حول كيفية تحقيق إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، من المرجح أن تجعل من الصعب عليه تشكيل ائتلاف حاكم إذا كانت هناك انتخابات جديدة.

وفي حين أراد معظم الإسرائيليين، بعد إخفاق السابع من أكتوبر استقالة نتنياهو، ورغم أن العديد من المؤيدين القدامى كانوا غير راضين عن طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب في غزة، والتي استمرت دون أي علامة على "النصر الكامل" على حماس الذي ظل رئيس الوزراء يعد به؛ لكن لم يظهر أي منافس قوي.

وتابعت الصحيفة بأن حظوظ نتنياهو تغيرت في شهر مايو/أيار الماضي، عندما توغلت القوات الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأمام إصراره بعد ذلك على مقاومة الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة والقيادة العسكرية الإسرائيلية وعائلات الرهائن من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

عائق أمام النصر

وقال ياكوف كاتز، زميل بارز في معهد سياسة الشعب اليهودي: " إن حقيقة تحول نتنياهو من الإشراف على أكبر فشل أمني لإسرائيل إلى كونه الزعيم المفضل، هي شهادة رائعة على مهاراته في البقاء السياسي".

وأضاف كاتز: " ما فعله نتنياهو بذكاء شديد هو عدم السماح للحرب بالانتهاء".

وخلُصت الصحيفة إلى أن نتنياهو، الذي يصفه زملاؤه وخصومه على حد سواء بأنه أستاذ في خلق الروايات السياسية، نجح في حشد قاعدته من خلال تصوير الولايات المتحدة وكذلك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كعائق أمام النصر.

ومع ذلك، يترتب على نتنياهو، الذي يترتب عليه إدارة الحرب الإسرائيلية المتعددة الجبهات بما يتجاوز التعهد بمواصلة القتال، تحويل الإنجازات العسكرية إلى نجاح سياسي من خلال إيجاد ترتيبات سياسية في غزة ولبنان تمنع تنامي الانقسام الإسرائيلي.