إسرائيل: استهدفنا عنصرا من "حزب الله" كان يساعد حماس في تنفيذ هجوم ضد الإسرائيليين
تُفضّل أطراف ليبية فاعلة في المشهد السياسي عقد مؤتمرات مصالحة داخل البلاد وليس خارجها بعدما شهده اجتماع أديس أبابا من جدل حول الوثيقة الموقع عليها؛ إذ وجهت "القيادة العامة" دعوة للاتحاد الأفريقي للمشاركة قريبا في مؤتمر يعقد بمدينة سرت الواقعة بين طرابلس وبنغازي.
وتسلّم رئيس جمهورية الكونغو برازافيل دينيس ساسو نغيسو، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا رسالة من الصديق حفتر مبعوث المشير خليفة حفتر، تدعوه للمشاركة في مؤتمر المصالحة الليبية الذي سيعقد قريبا في سرت.
ونشرت الرئاسة الكونغولية كواليس لقاء نجل حفتر مع ساسو نغيسو، موضحة أن الرسالة الأولى تتعلق بالمصالحة الوطنية في ليبيا في مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا دون توضيح مضمونها، أما الرسالة الثانية فتتعلق بدعوته من قبل قائد القيادة العامة إلى مؤتمر مصالحة كبير بشأن ليبيا، ربما سيعقد في مدينة سرت، بحضور المجتمع الدولي والمهتمين بحل الأزمة الليبية.
وقال المبعوث الخاص للمشير خليفة حفتر، إن "الاجتماع سيكون مخصصا لجميع الأطراف المحلية الملتزمة بالتوصل إلى نهاية للأزمة في ليبيا".
ومنذ عدة أشهر يعقد الصديق حفتر الذي عُيّن لرئاسة مكتب الشؤون الاجتماعية"، لقاءات مع مجالس اجتماعية للقبائل الليبية تحت لافتة المصالحة الوطنية، وسبق أن قال في أكتوبر الماضي إن "الحل الأمثل للأزمة الليبية يجب أن ينبع من الداخل"، وذلك ردا على سؤال حول دعوة الاتحاد الأفريقي للأطراف الليبية لتوقيع اتفاق أو وثيقة مصالحة.
ولم يكشف الاتحاد الأفريقي الأطراف الليبية التي وقعت على الميثاق لكنها تركت الباب مفتوحا للقدوم والمصادقة على العقد في أي وقت.
وفي غياب ممثل عن حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة شهد الحفل حضور مجموعة تمثل سيف الإسلام القذافي، إلى جانب المجلس الرئاسي، وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في تصريح له، إن دينيس ساسو، رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، بذل جهودا "استثنائية" وقدم "مبادرة لصياغة ميثاق للمصالحة تم تقديم هذه الوثيقة إلى جميع الأطراف في الغرب والشرق والجنوب".
وفي السياق ذاته، قال رئيس تجمع تكنوقراط ليبيا أشرف بلها في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن المصالحة تعتمد على ضرورة وجود النوايا الحسنة لإنجازها، وهذا الشرط غير متوفر بحكم حدة النزاع السياسي واتساع الهوة بين الأطراف الليبية.
كما أن المجلس الرئاسي- المنقسم ضمنيا - غير مؤهل لإقناع الأطراف المتشددة بقبول الانخراط في مسار المصالحة بشكل حقيقي، وتهيئة المناخ والأرضية اللازمة لذلك، حيث تعتبر المبادرات المطروحة منه غير واقعية، وفق بلها.
بالإضافة إلى ضعف أداء وتأثير مؤسسات الاتحاد الأفريقي، في الملف الليبي؛ ما يجعلها غير قادرة على الظهور كوسيط مقنع وضامن عند أطراف النزاع وحلفائهم.
وبخصوص حضور ممثلي سيف الإسلام القذافي، قال السياسي الليبي إنه "بغض النظر عن موقف أنصار النظام السابق في لقاء أديس أبابا، فإن المصالحة الوطنية لا يمكن إلا أن تشمل جميع الأطراف المعنية، وإن محاولات البعض لإقصاء طرف أو أطراف لن يحقق المصالحة الوطنية الشاملة، كما يريدها الليبيون".
من جانبه، قال مقرر اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة الوطنية ناجح العرفي أن "أغلبية الأطراف الليبية وقعت على ميثاق تم الإعلان عنه والاتفاق عليه بتاريخ 28 يناير 2025 بمدينة الزنتان وتم الاتفاق على توقيعه في أديس أبابا".
ولفت إلى أن جميع الأطراف اطلعت على الميثاق وأبدت ملاحظاتها عليه لكن غالبية الأطراف أي 90% من الأطراف وافقت على هذا الميثاق، مبرزا أن "الباب مفتوح أمام الجميع للتوقيع عن الذين لم يكونوا في أديس أبابا".
وصادق البرلمان الليبي مؤخرا على قانون المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، الذي يتضمن 62 مادة بداية من الأحكام العامة إلى غاية إلغاء قانون العدالة الانتقالية ويسري من 1969 وحتى الوقت الحالي، كما أكد برلمانيون، إذ ينص على تأسيس هيئة للمصالحة والتعويضات ويقدم تفاصيل عن المتضررين وكيفية جبر الضرر في كل المدن.
لكن المجلس الرئاسي الليبي يتمسك بمشروع المصالحة الذي قدم نسخة منه لمجلس النواب للمصادقة عليه.