تأجيل رد "حزب الله" على إسرائيل.. بين التكتيك و"أوامر" إيران

رأى محللون سياسيون، أن قرار ميليشيا "حزب الله" سواء أباستعجال الرد على إسرائيل أم بتأجيله، في يد إيران، بالتزامن مع الحديث عن دوافع أخرى قد تكون "تكتيكية".

وانتشرت في الأوساط اللبنانية، خلال الساعات الأخيرة، توقعات مبنية على معلومات، بتأجيل رد حزب الله على إسرائيل.

وتوعدت ميليشيا "حزب الله" بالرد، على الاستهداف الذي وجهته تل أبيب إلى الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، وأسفر عن اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر.

 

دوافع التأجيل

ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللبناني العميد الركن هشام جابر، أن "قرار تأجيل الرد، سواء أكان هدفه تكتيكيًّا أم بطلب من إيران، فهو إستراتيجي يتعلق بالطرفين".

وقال جابر لـ"إرم نيوز"، إن "حزب الله لديه بنك أهداف، ولا يريد نشوب حرب، ويرغب في إصابة هدف لإسرائيل ردًّا، على ألا يكون هذا الهدف خطرًا، أو يصل إلى تل أبيب، إذ من الممكن حينئذ أن تندلع الحرب". 

وأشار جابر، إلى أن "الرد الإيراني قيد الدراسة، ولا يمكن فصل هذا التأخير عما يجري من اتصالات وضغط على إيران من مختلف الدول الصديقة لها مثل روسيا والصين، بعدم توسيع الحرب، فضلًا عن عروض إستراتيجية أمريكية لعدم الرد، أو جعله رمزيًّا".

وأضاف أن "التأخير في الرد يجعل إسرائيل في وضع استنفار دائم وترقب وقلق، ما يدخلها في الحرب النفسية ويؤثر فيها".

 

"رد بهلواني"

بدوره، رأى المحلل السياسي جمال ترو، أن "تأجيل رد حزب الله أو المضي فيه، قرار إيراني في الأساس، مدللًا على ذلك بأن حزب الله أكد أن كل عتاده من إيران".

وقال ترو لـ"إرم نيوز"، إن "الجانب الإيراني ينتظر فرصة عن طريق المفاوضات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لتحقيق مقايضات من خلال التلويح بالرد ونوعه وشكله، وأبرز هذه المقايضات متعلقة بالحصول على مكاسب مادية في ظل ما تعانيه طهران من أزمة اقتصادية". 

وعدَّ أنه "إذا وجد رد سيكون بروباغنديًّا بهلوانيًّا، يصاحبه دعاية قوية؛ وذلك لسببين، الأول حتى يظهر لجمهوره داخل هذا المحور أن الرد حدث، وأن التأخير كان بسبب التكتيك، والسبب الثاني أن يظهر أنه طرف في المعادلة بالمنطقة". 

وتابع ترو:" من المؤسف أن عملية الرد لن يتضرر منها سوى الأبرياء، سواء أمن الشعب اللبناني، أم من هم في قطاع غزة، من خلال فقد الأرواح، أو بذهاب الوضع المعيشي لما هو أسوأ".