وزير الدفاع الأوكراني يعلن اختتام محادثات أميركية-أوكرانية "مثمرة" في الرياض
اعتبر خبراء أردنيون، أن نية إسرائيل بناء سياج مع الحدود الأردنية بطول 400 كم يجهض فكرة إقامة دولة فلسطينية، حيثُ يتعدى على سيادة الحدود الأردنية مع الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن وزارة الدفاع الإسرائيلية تنوي بناء سياج على طول الحدود الإسرائيلية الأردنية في غضون ثلاث سنوات على امتداد نحو 400 كيلومتر.
ويأتي ذلك في وقت يكثف الأردن من دعواته للمجتمع الدولي بإجبار إسرائيل وقف حربها على قطاع غزة، التي زادت من التوتر بين الطرفين، ولا سيما أنه منذ توقيع الأردن وإسرائيل اتفاقية سلام عام 1994 والعلاقة بين الطرفين يشوبها التوتر حيناً، والقطيعة أحياناً.
وقال الكاتب والخبير الإستراتيجي الدكتور عامر السبايلة، إن إسرائيل تتعامل مع حدودها الجغرافية على أنها مناطق تهديد وهي تقوم على إعادة ترتيبها بما فيها الأردن، بعد أن أنهت ترتيب ملفاتها في غزة ولبنان وسوريا.
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل تستخدم ذرائع تهريب السلاح من الحدود أو استهداف قواتها على الحدود المشتركة، ولهذا يجب على الأردن الرسمي التنبه لمخاطر تلك النوايا.
وبدروه، قال الخبير بالشؤون الفلسطينية حمادة الفراعنة، إن الخطوة الإسرائيلية لا يمكن عزلها عما يجري في سوريا من احتلال إسرائيلي لبعض المناطق، وما يجري هو في إطار خطة ابتلاع مزيد من الأراضي العربية.
وبيّن، لـ"إرم نيوز"، أن حجة إسرائيل هي منع تسلل عناصر مقاومة أو تهريب أسلحة، لكن في الحقيقة لديها دافع أقوى يتمثل بسياسة الضم والتوسع لجعل الضفة الفلسطينية جزءاً من خارطة المستعمرة الإسرائيلية، وبالتالي يكون السياج حاميا لكل جغرافية فلسطين باعتبارها خارطة كاملة تطمح بها دولة الاحتلال.
ولفت السبايلة إلى أنه بالنسبة للأردن يعرف الأهداف الحقيقية والدافع لإقامة السياج؛ ولهذا يرفضه لأسباب سياسية ووطنية وقومية، تعبيراً عن انحيازه ودعمه للشعب الفلسطيني ولنضاله لاستعادة حقوقه في وطنه وفي طليعتها إقامة دولته الوطنية المستقلة على خارطة الضفة الفلسطينية والقدس وقطاع غزة.
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي منذر الحوارات، إن الخطوة الإسرائيلية تستهدف نسف وإجهاض فكرة إقامة دولة فلسطينية، إذ إن إقامة الجدار على أراضٍ فلسطينية يلغي منطوق وأساس قرار مجلس الأمن (242) والداعي لإقامة دولة فلسطينية على حدود الأراضي التي احتلتها عام 1967.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن إقامة الجدار يلغي فكرة الحدود المشتركة للضفة الغربية مع الأردن، وهذا خطر بالنسبة للأردن؛ لأنه يخلق حالة من التوتر الدائم بعدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وهي خطوة تشير لضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وعدم الاعتراف بحل الدولتين، وبالتالي يخلق اضطرابات دائمة ويلغي فكرة الحل النهائي على أساس القرارات الدولية.
ومنذ أحداث السابع من أكتوبر، والعلاقة بين عمّان وتل أبيب في قطيعة غير مسبوقة، فالأردن أعلن سحب سفيره، ورفض عودة سفير إسرائيل إلى المملكة، فيما زاد من التوتر قيام شاب أردني بقتل 3 إسرائيليين عند معبر جسر الملك حسين مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أعلن في الـ11 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، عقب مقتل الإسرائيليين الثلاثة، عن نية العمل بإقامة جدار حصين لمنع التهريب، قائلاً: "إن إسرائيل في خضم صراع متعدد الساحات تحتاج فيه إلى تأمين حدودها الشرقية مع الأردن".
ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر حدودية هي الشيخ حسين، وجسر الملك حسين، ووادي عربة، ويبلغ طول الحدود الأردنية مع إسرائيل والضفة الغربية قرابة 400 كيلو متر.
