الدفاع المدني بغزة: 200 ألف مواطن في جباليا يواجهون خطر الموت بالقصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش

logo
العالم العربي

مراوغة أم جس نبض.. هل تخطط إسرائيل "فعلاً" لإبعاد السنوار من غزة؟

مراوغة أم جس نبض.. هل تخطط إسرائيل "فعلاً" لإبعاد السنوار من غزة؟
يحيى السنوارالمصدر: رويترز
07 أكتوبر 2024، 10:48 ص

تحاول إسرائيل جس نبض حركة "حماس" فيما يتعلق بإبعاد أبرز قادتها السياسيين والعسكريين من قطاع غزة إلى الخارج، من خلال تسريبات إعلامية حول مقترحات تتعلق بإبعاد رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.

ومنذ أشهر، تسعى إسرائيل بشكل غير رسمي للترويج لإمكانية قبولها بالتوصل لصفقة تبادل مع "حماس"، تتضمن بندًا يتعلق بإبعاد عدد من قادة الحركة إلى الخارج، وهو الأمر الذي رفضته الحركة باعتبار أنه يمثل هزيمة لها.

مقترح جديد

وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مقترح يدرسه مسؤولون في حكومة بنيامين نتنياهو، عن إمكانية التوصل إلى صفقة تفضي لإطلاق سراح الرهائن، تشمل السماح بخروج السنوار من غزة إلى السودان، وذلك كجزء من خطوة ستجعل في إنهاء حكم الحركة بغزة وتحرير الرهائن.

وقالت الصحيفة إن "المسؤولين الإسرائيليين يأملون أن يفضل السنوار الخروج من غزة إلى دولة ثالثة، بدلًا من الموت في الأنفاق، حيث سيتمكن من إعادة بناء البنية التحتية لـ "حماس" والعودة في وقت لاحق إلى غزة في هيئة المنتصر، وفق تفكيره المحتمل".

ونقلت الصحيفة، عن مصادر إسرائيلية، قولها، إن "المقترح قد يشمل أيضًا رفع تجميد أصول "حماس" التي جمدتها السودان قبل نحو 3 سنوات"، مبينًة أن نتنياهو صرح بأنه لن يصر على قتل السنوار، ولا يستبعد إمكانية نفيه إلى الخارج كجزء من اتفاق لإنهاء الحرب.

أخبار ذات علاقة

منها "مصير السنوار".. 3 أهداف للمناورة الإسرائيلية "المفاجئة" شمالي غزة

 والشهر الماضي، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، إن "إسرائيل اقترحت إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة، وتأمين خروج السنوار من غزة، هو وكل من يرغب في مغادرة القطاع من عناصر حماس".

ويأتي ذلك، بالتزامن مع تأكيد تقارير إعلامية، أن "السنوار اتخذ مواقف أكثر تشددًا في الأسابيع الأخيرة، وأنه لم تظهر أي رغبة على الإطلاق في المشاركة بالمحادثات خلال الأسابيع الأخيرة"، مبينًة أن نتنياهو السبب في تعقيد مفاوضات التهدئة".

مبادرة مرفوضة

ويرى المحلل السياسي، محمد هواش، أن "حماس ورئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار لا يمكن أن يقبلوا بأي مقترح يتضمن إبعاد قادتهم لخارج غزة"، لافتًا إلى أن ذلك يمثل هزيمة كبرى للحركة، وتنازلًا غير مسبوق أمام إسرائيل.

وقال هواش، لـ"إرم نيوز"، إن "الحركة تدرك خطورة إبعاد قادتها السياسيين والعسكريين إلى خارج القطاع، بحيث لا يمكن أن تضمن أمنهم، وتتزايد فرص اغتيالهم في أي لحظة كما حدث مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي السابق للحركة ونائبه صالح العاروري".

وأوضح أن "إبعاد السنوار سيؤدي إلى إضعاف "حماس"، ويمثل تخليًا جزئيًا عن حكم القطاع، وعدم قدرة الحركة على السيطرة الأمنية والإدارية لغزة"، مبينًا أن ذلك سيكون سببًا في انهيار الحركة وعدم استمراريتها.

وأشار إلى أن "التسريبات الإعلامية هي محاولة من إسرائيل لجس نبض حماس، وترتكز على أساس خروج عدد كبير من قيادات الحركة إلى خارج القطاع والاستقرار في دول عربية، وذلك قبل هجوم 7 أكتوبر والذي يعتبر السنوار العقل المدبر له".

وأضاف: "يمكن للسنوار أن يستقر في الخارج كما فعل هنية؛ ولكن ذلك سيكون عقب انقضاء الحرب والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل"، مؤكدًا أن رئيس "حماس" الجديد شخصية عنيدة ولا يمكن لإسرائيل أن تتوقف عن ملاحقته سواء كان بالداخل أو الخارج.

خداع إسرائيلي

وقال المحلل السياسي يونس الزريعي إن "إسرائيل تراوغ حماس وتحاول خداع رئيس مكتبها السياسي من خلال طرح مثل هذه المقترحات التي لا يمكن لطرفي القتال بغزة القبول بها"، مبينًا أن حكومة بنيامين نتنياهو تعتبر القبول بإبعاد السنوار تنازلًا كبيرًا تحاول تجنبه.

وأوضح الزريعي، لـ"إرم نيوز"، أن "مثل هذا التنازل مغامرة غير محسوبة النتائج لنتنياهو وقادة حكومته، ويمكن أن يقابل بمعارضة الوزراء اليمينيين، علاوة على أنه غير مقبول من جانب حماس وقادتها، خاصة وأنه بطلب إسرائيلي".

وأشار إلى أن "إسرائيل تحاول من خلال هذه التسريبات دفع السنوار إلى ارتكاب أي خطأ يمكن أن يؤدي للوصول إليه، وبالتالي اعتقاله أو اغتياله"، مشددًا على أن "حماس" سترفض أي اتفاق واضح وصريح ينص على إبعاد السنوار وقادتها من غزة.

وتابع أنه "لا يمكن نجاح أي اتفاق يتضمن بندًا يتعلق بإبعاد السنوار إلى خارج غزة، خاصة وأن "حماس" لا تمتلك الأسباب الكافية لإقناع الجمهور الفلسطيني بقبولها مثل هذا الاقتراح"، قائلًا: "سيؤدي ذلك إلى انقلاب جذري بوجه حماس، ولن تتمكن من حكم غزة".

وختم أن "الحل الوحيد لاستعادة الهدوء في غزة يتمثل في صفقة شاملة بين "حماس" وإسرائيل برعاية إقليمية ودولية، في إطار اتفاق كبير يضمن للمنطقة التهدئة العسكرية لسنوات طويلة، ويحد من مخططات إيران وحلفائها ضد إسرائيل"، وفق تقديره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC