logo
العالم العربي

ما سر احتفاظ "حزب الله" بقوته في جنوب لبنان؟

ما سر احتفاظ "حزب الله" بقوته في جنوب لبنان؟
جنود إسرائيليون على الحدود مع لبنانالمصدر: أ ف ب
23 أغسطس 2024، 8:32 ص

وضع تقرير إسرائيلي جديد يده على سر نفوذ "حزب الله" في قرى وبلدات الجنوب اللبناني، واحتفاظ الميليشيا اللبنانية بقوتها في المناطق المتاخمة للحدود الإسرائيلية.

وتستغل إسرائيل عنصر الوقت، وتأخر رد "حزب الله" على اغتيال رئيس أركانه فؤاد شكر، الذي قد يقود إلى حرب شاملة على غرار 2006، ومن ثم تستكشف الثغرات المحتملة في "حزب الله" أو تغلق الثغرات التي تعاني منها.

وأشار التقرير الذي أعده مركز "عالما" الإسرائيلي لدراسة التحديات الأمنية في الشمال، ونشرت صحيفة "معاريف" مقاطع منه، إلى أن سر احتفاظ "حزب الله" بنفوذه وقوته بقرى وبلدات الجنوب اللبناني، مرتبط بشكل أساسي بإمدادات الوقود.

أخبار ذات علاقة

التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل.. رسائل لـ"ضبط الميدان"

 ونشر التقرير المعطيات والأرقام عن كميات الوقود التي ذهبت إلى بلدات وقرى الجنوب في الشهور الأخيرة، في وقت يعاني فيه لبنان بوجه عام وضعا كارثيا، بلغ ذروته في انقطاع التيار الكهربائي عن كامل البلاد، جراء نفاد الوقود.

وأوضح التقرير أنه في الفترة بين أبريل/نيسان وحتى يوليو/تموز، ضخ "حزب الله" 484 ألف لتر إلى 72 قرية جنوبية. ولفت إلى أن جميع القرى والبلدات التي ضخ إليها "حزب الله" الوقود تنتمي للطائفة الشيعية، ويعد قاطنوها من مؤيدي الميليشيا اللبنانية بشدة، ومن ذلك بلدات بنت جبيل والخيام.

ووفق التقرير ضخ "حزب الله" كميات إضافية إلى قرى وبلدات أخرى ولا سيما المتاخمة للحدود الإسرائيلية، منها كفر كلا في أقصى الجنوب اللبناني، ومارون الراس، على مسافة 2/كم من الحدود، ويارون، وعيتا الشعب وقرية عديسة.

وبلغ متوسط إمدادات الوقود إلى تلك القرى، وفق التقرير، 6500 لتر سولار خلال الشهور الأربعة من أوائل أبريل وحتى أواخر يوليو، فيما غادر الكثير من سكان هذه القرى ديارهم نظرًا لوقوعها على مقربة من الحدود مع إسرائيل.

أخبار ذات علاقة

أشد فتكًا من حرب 2006.. صواريخ حزب الله تشعل حرائق غير مسبوقة شمالي إسرائيل

 وقدّر تقرير المركز أن تكون إمدادات الوقود إلى تلك المناطق لأغراض عسكرية إضافة إلى الاستخدامات المدنية للسكان الذين تبقوا هناك.

وبيّن أن تلك الإمدادات تخدم العمليات العسكرية للميليشيا، ورجح أن وجود المدنيين يوفر الغطاء للنشاطات العسكرية.

وحول طرق الإمدادات، نبّه التقرير إلى أنها تجري عبر "شركة الأمانة للمحروقات"، التي تنتمي لـ "حزب الله"، مضيفًا أن الوقود مستمد من مخزون مستقل تديره الميليشيا، وقال إن لدى "حزب الله" اقتصاد وقود مستقل على حساب الموارد العامة للطاقة في الدولة اللبنانية.

التقرير، وفق الصحيفة، يكشف آلية "حزب الله" لكسب الجمهور الشيعي بالقرى الجنوبية، وكيف أنه يتّبع آليات مدنية مستقلة وموازية لآليات الدولة التي باتت في حالة شلل، مضيفة: "حزب الله يدير دولة داخل الدولة".  

ونوهت إلى أن تبعية قرى وبلدات الجنوب التي أفرزتها آليات "حزب الله" هي التي تؤدي إلى عدم انتقاده من قاطني هذه القرى الشيعية في المجمل، سواء قبل أم خلال التصعيد الحالي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC