logo
العالم العربي

ما انعكاسات تشكيل "الحوثيين" حكومة جديدة على الواقع السياسي؟

ما انعكاسات تشكيل "الحوثيين" حكومة جديدة على الواقع السياسي؟
متظاهرون في جوهانسبرغ يحملون صورة عبد الملك الحوثي وراية...المصدر: أ ف ب
17 أغسطس 2024، 8:45 ص

استبعد سياسيون يمنيون، أن يكون للحكومة الجديدة التي أعلنت عنها ميليشيا "الحوثيين"، منتصف الأسبوع الماضي، أي تأثير على الأحداث السياسية، على المستويين المحلي والدولي.

السياسيون أجمعوا على أن هذه "الحكومة شكلية، وغير معترف بها دوليا، وتخضع لإرادة وإدارة مباشرة من قبل عبد الملك الحوثي، أو من يمثله، وستمتثل للمسار الذي يُرسم لها ولن تخرج عنه".

ونفى المهتمون بالشأن اليمني، أن تخلق ما أسموها بـ"الحكومة الانقلابية"، "أي تقدم على مستوى الاتفاقات الاقتصادية التي أُبرمت مؤخراً بين ميليشيا الحوثيين والحكومة الشرعية، فضلاً عن استحالة إحداثها أي تغيير في نهج الانقلابيين على مستوى التفاهمات السياسية المعقود عليها الآمال في إنهاء الحرب والوصول إلى تسوية سياسية شاملة، تهدف إلى تحقيق السلام عبر خارطة الطريق المُجمّدة منذ عدة أشهر".

أخبار ذات علاقة

اليمن.. آمال بإحياء الجهود المناوئة للحوثيين بعد عودة نجل صالح

  حكومة منزوعة القرار

ويرى وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، عبد الباسط القاعدي، أن: "ما تسمى بحكومة ميليشيا الحوثيين، لا تمتلك أي قرار، ومن ثم لن يعكس وجودها أي خطوات جديدة سواء سياسية أو عسكرية، كونها ليست مخولة باتخاذ أي قرار، فما يصلها من زعيمها عبد الملك الحوثي، هو القرار الذي ستعتمده وتتبناه".

وقال القاعدي، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن: "هؤلاء الأشخاص الممثلين لتلك الحكومة، عبارة عن أشخاص مسلوبي الإرادة والقرار، والهدف من وجودهم وتشكيلهم، هو تجميل صورة العصابة التي تحاول أن تشرعن حضورها من خلال هذه الأشكال، ولكن هي في أساسها غير شرعية".

وشدد القاعدي، على أن أي "إجراء تقوم به ميليشيا الحوثي هو إجراء باطل، وهو جزء من جرائمها بحق الشعب اليمني، بما فيها هذه التي يُطلق عليها مسمى (الحكومة)"، معتبراً إيّاها بأنها: "جزء من إمعان وغلو ميليشيا الحوثي، في تسليط إجراءاته العقابية على أبناء الوطن في المناطق الخاضعة لسيطرتها".

وبحسب القاعدي، فإن هذه الحكومة "عبارة عن تشكيلة تسعى ميليشيا الحوثيين وزعيمها، من خلالها إلى إظهار كامل تبعيتهم لإيران في الشكل والمضمون، وهي تبدو واضحة بمجرد النظر إلى قائمة أسماء الشخصيات المُعيّنة".

أخبار ذات علاقة

حكومة الحوثي الجديدة.. انقلاب على "المؤتمر الشعبي" واستئثار بالسلطة

 حكومة إقصائية

من جانبه، نفى الصحفي والمحلل السياسي فتحي بن لزرق، بشكل قاطع أن يكون لهذه الحكومة أي تأثير على صعيد التفاهمات السياسية، أو أي انعكاس يمكن أن يُعتّد به للذهاب بعملية السلام نحو مزيد من التطلعات، مشيراً إلى أن "الحوثيين" من خلال إعلان تشكيلته هذه يراد بها توصيل رسالة للأطراف السياسية الأخرى بعيدة عن مسار السلام.

وقال بن لزرق، في حديث لـ"إرم نيوز": "يُحاول الحوثيون من خلال إعلانهم هذه الحكومة، إيصال رسالة إلى الأطراف السياسية الأخرى، بأنهم ماضون في إدارة مناطقهم وتشكيل حكومتهم، غير ملتزمين ولا معترفين ولا متجهين إلى أي تسوية سياسية".

وأضاف بن لزرق، "أنهم يسعون من خلالها إلى برهنة أنهم يتطلعون إلى إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وأن أي عرقلة أو عدم الإذعان لمطالبهم، سيستمرون في المضي قدماً في إدارة أوضاعهم السياسية".

ويرى بن لزرق، أن هذه "الحكومة لن تُحرز أي تقدم على أرض الواقع السياسي"، مشيراً إلى أن، "الهدف الأساسي لميليشيا الحوثيين من إعلان هذه الحكومة، هو كسب مزيد من النقاط السياسية لمصلحتها، في مواجهة الأطراف الأخرى".

وذكر بن لزرق، أن هذه الحكومة "عكست الطابع المذهبي والعقائدي والفكري والسياسي للميليشيا"، موضحا أن "الميليشيا عبر إقصائها أطرافا سياسية كانوا شركاءها في الحكومة، تُريد أن تحكم منفردة، وأن يخلو لها الملعب السياسي، وأن تمارس نشاطها في هذا الإطار، بحالة من الإقصاء الشامل والكامل".

وعن إمكانية إحداث ما تسمى بـ"حكومة صنعاء"، نقلة نوعية في توفير حياة معيشية أفضل لليمنيين الموجودين والقاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، أو الارتقاء بمستواهم الاقتصادي، استبعد بن لزرق حدوث مثل ذلك، لافتاً إلى أنها "لن تغيّر أي شيء على أرض الواقع".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC