سموتريتش: مستمرون في مساعي تحقيق الثورة في شرعنة وتطبيع المستوطنات بالضفة الغربية
لم يتخذ المستوى السياسي في إسرائيل، حتى الآن، أي قرار طوال الشهر الماضي، بوقف المساعدات الإنسانية عن شمال قطاع غزة، ولكن سلسلة من الإجراءات حدثت وأدت إلى وقفها، ما ترتب عليه اندلاع موجة من انتقادات غير مسبوقة لإسرائيل، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الخميس.
وكانت إسرائيل تلقّت انتقادات كبيرة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بسبب حجب المساعدات عن شمال قطاع غزة، واتهمت إسرائيل عمليًّا بـ "التجويع".
وعدَّ ممثلو الدول، تجويع غزة، "سياسة متعمدة من الحكومة الإسرائيلية"، واصفين ذلك بــ "الأمر غير المقبول".
وفي الوقت ذاته، كشف تحقيق إسرائيلي وفق "يديعوت أحرونوت"، أنه لم يكن هُناك قرار إطلاقًا لجلب المجاعة، أو حجب المساعدات عن شمال قطاع غزة، من قبل إسرائيل التي بررت ذلك، بالقول "إن ما حدث ليس أكثر من فوضى إسرائيلية أدت إلى أزمة تمخض عنها عاصفة عالمية".
وبسبب الضغوط الأمريكية والعالمية، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من الجيش الإسرائيلي الاستعداد لتوزيع المساعدات الإنسانية خلال ستة أسابيع، إلا أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، عارض ذلك، وقرر إغلاق معبر "إيرز"، وأوقف توزيع المساعدات عبر القطاع الخاص، بحجة وجود عمليات تهريب تجري هُناك.
وقالت مصادر مُطلعة لـ "يديعوت أحرونوت": إن "هُناك أشخاصًا في الجيش تجاهلوا مسألة إدخال المساعدات لغزة"، وظنوا أنه من الضروري الاستعداد لـ"خطة الأبطال" التي تنص على أن "كامل المنطقة الواقعة شمال ممر "نتساريم"، في مدينة غزة بكل أحيائها، ستصبح منطقة عسكرية مغلقة، وسيُفرض حصار عسكري كامل على المنطقة.
ووفقًا للخطة، "سيُمنح السكان المدنيون أسبوعًا واحدًا للإخلاء، وبعد ذلك سيكون من الممكن معاملة أولئك الذين بقوا هُناك كعناصر معادية وفرض حصار محكم عليهم يحرمهم من الوصول إلى الماء والغذاء والوقود، والفكرة في الواقع هي تجويعهم وإجبارهم على الاختيار بين الاستسلام أو الموت".
والآن، سيتعين على إسرائيل أن تقرر كيفية التصرف، وما إذا كانت ستعيد الشركات الخاصة التي ستوزع المساعدات، أو تستخدم شركات الأمن الخاصة التي ستؤمن نقلها، أو تعتمد على المنظمات الدولية التي لا تستطيع جلب أكثر من 350 شاحنة يوميًّا.
وفي كلتا الحالتين، لن يكون ذلك كافيًا، فقد دُفِعت إسرائيل إلى الزاوية، وسيتعين عليها أيضًا اتخاذ قرارات صعبة، في ضوء الإنذار الأمريكي، والتهديد بفرض حظر على الأسلحة إلى إسرائيل.
وفي أعقاب العاصفة والأزمة مع الولايات المتحدة، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشاورات طارئة، في ظل مطالبة إسرائيل بزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي ستدخل إلى قطاع غزة.
وجرى خلال المناقشة التوصل إلى تفاهم، رأى نتنياهو أنه في ظل مواجهة الانتقادات المتزايدة في العالم، وليس فقط من الولايات المتحدة، يجب على إسرائيل زيادة المساعدات التي ستدخلها إلى غزة، لذلك، سمحت بدخول 50 شاحنة إلى شمال قطاع غزة الأربعاء.
