"واشنطن بوست": إسرائيل تعقّد "آخر مرحلة" من الانتخابات الأمريكية

ذهبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن تصعيد إسرائيل في لبنان وغزة يؤدي إلى تعقيد المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهي قضية يأمل الديمقراطيون أن تتلاشى.

وفي حين يأمل مستشارو هاريس أن تمييز نفسها عن بايدن، وتحدثها بقوة أكبر عن معاناة الفلسطينيين، من شأنه أن يساعد في كسب شريحة كبيرة من الناخبين العرب الأمريكيين والمسلمين الغاضبين من دعم الإدارة لإسرائيل.

 

صور القتلى المدنيين تعقّد حملة هاريس

وأثار انتشار الحرب على نطاق واسع في لبنان، وبشكل تصعيدي غير مسبوق في غزة، قلق حملة هاريس، التي ترى أن صور المدنيين القتلى تعقّد طريقها نحو النصر في الولايات المتأرجحة الرئيسية، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان العرب الأمريكيين والمسلمين.

ورأت الصحيفة أن كسب دعم العرب والمسلمين الأمريكيين، والمتعاطفين معهم، أصبح أكثر صعوبة مع تكثيف الحملة العسكرية الإسرائيلية بدعم من الولايات المتحدة، خصوصًا وأن النصر في المنافسة الرئاسية ستُحدده ولايات ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وفق استطلاعات الرأي الأخيرة.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس، جو بايدن، ونائبة الرئيس، كامالا هاريس، كانا يأملان في أن يتصاعد العنف المستمر في الشرق الأوسط تحت السطح في الأسابيع الأخيرة من السباق الرئاسي، لكن الهجمات العسكرية الإسرائيلية الجديدة تجعل ذلك مستحيلًا تقريبًا، كما يقول المسؤولون الأمريكيون ومساعدو الحملة.

وأشعل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، النار في قطاع غزة بحملة قصف متجددة، وشن غزوًا بريًا على لبنان، إلى جانب غارات جوية في بيروت تهدف إلى القضاء على ميليشيا حزب الله المسلحة. ومن المتوقع أن يأمر بشن هجوم وشيك على المنشآت العسكرية الإيرانية ردًا على هجومها الصاروخي على إسرائيل هذا الشهر.

وتابعت الصحيفة أن بايدن وكبار مستشاريه، على ما يبدو، اتفقوا مع فرضية نتنياهو القائلة إن إضعاف ميليشيا حزب الله يمكن استغلاله لإعادة تشكيل السياسة اللبنانية، وتعيين رئيس جديد. 

 

توسع المهمة

وقال مسؤولون مطلعون إن التوغل المحدود كان مدعومًا من بلينكن وهوشتاين وأوستن، ومنسق الشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان.

لكن كما هو الحال مع الوعود الإسرائيلية الأخرى، توسعت المهمة، بما في ذلك القصف الكبير للبلدات والقرى الذي أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، وهو الأمر الذي يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يعارضونه بشدة.

ويشكك المحللون في إمكانية تحقيق الأهداف السامية للولايات المتحدة وإسرائيل في لبنان قبل مغادرة بايدن منصبه.

وخلصت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن التصعيد الإسرائيلي السريع أدى إلى تقييد إدارة بايدن، كما تسبب في حدوث ارتباك وذعر بين حلفاء واشنطن الأوروبيين والعرب الذين يضغطون على الولايات المتحدة لكبح جماح أقرب حلفائها في الشرق الأوسط.

ويبدو أن إدارة بايدن وهاريس ستظل مترددة في خوض معركة علنية في مثل هذه اللحظة الهشة من الناحية السياسية، خشية أن يؤدي ذلك إلى رد فعل سلبي من أنصار إسرائيل قبل الانتخابات.