ذهب تقرير لصحيفة "الإندبندنت" إلى أن عزلة إسرائيل الذاتية الدبلوماسية أصبحت شديدة، وأن نتنياهو المُتحدي والمنتشي بالدعم الأمريكي لن يتراجع قريبًا، وأن فوز ترامب، لو تحقق، سيُنهي كل الرهانات.
ورأت الصحيفة أن ما يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، وحكومته المتطرفة، لن يؤدي إلى أمن إسرائيل؛ ومن المؤسف أنه سيوفر العزاء والتشجيع لأعدائها، وأبرزهم حركة حماس.
"مطالب أمريكية متواضعة"
ورغم أن الأمر بدا مستحيلاً قبل ما يزيد قليلاً عن العام الماضي، فقد صدر الآن إنذار نهائي، رسالة من حكومة الولايات المتحدة إلى الإسرائيليين، وتم تسريبها إلى وسائل الإعلام؛ عمدًا كما يفترض.
والرسالة، التي أرسلها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، لا تتضمن سوى المطالب الأكثر تواضعا لبنيامين نتنياهو وحكومته.
وهم، في تحدٍ لا شك فيه مع سلطة الرئيس الأمريكي، يطالبون بالسماح لـ 350 شاحنة على الأقل بدخول غزة يومياً؛ ووقف القتال للسماح بإيصال المساعدات، وأن يتم إلغاء أوامر الإخلاء الصادرة للمدنيين الفلسطينيين عندما لا تكون هناك حاجة عملياتية لها.
ولا يوجد حديث عن وقف دائم لإطلاق النار، ناهيك عن الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة أو من لبنان.
وبحسب الصحيفة، تُشير الدلائل إلى أن نتنياهو لن يستجيب للمبادرات الدبلوماسية الدولية أو حتى رسالة بلينكن وأوستن مدفوعًا، بالأساس، بفكرته السياسية المهيمنة؛ التحدي الغاضب.
ويُضاف إلى ذلك أيضًا أن نتنياهو يرتكز أوّلا على العبارة المفضلة لجو بايدن "أمريكا ستدعم إسرائيل دائماً". كما أن الغرب لا يريد لإسرائيل أن تخسر، أو يراها مدمرة، أو حتى مجرد مهددة من قِبل أعدائها.
وبشأن الرسالة، أعطى بلينكن والجنرال أوستن رئيس الوزراء نتنياهو بعناية 30 يومًا للامتثال، ما يُعني أن رئيسًا جديدًا منتخبًا، سيكون في منصبه وقادرًا على وزنها من جديد.
وفي حين أن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها قد يكون حقيقيا، لكن نتنياهو يستغل حسن النية؛ لأنه يعلم أنه يستطيع الإفلات من العقاب.
"فوز ترامب سيُنهي الرهانات كلها"
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يعتمد ثانيًا على فرصة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني القادم؛ إذ إن هناك توقعا واقعيا، استنادًا إلى الفترة الأخيرة التي قضاها في منصبه، بأنه سيمنح إسرائيل حرية التصرف، وموارد غير محدودة للقيام بكل ما تريده تمامًا، وربما يصل الأمر إلى هجوم حاسم على إيران.
وأشارت صحيفة "الإندبندنت" إلى أن التشنجات والمعاناة وعدم الاستقرار التي عانت منها المنطقة خلال العام الماضي سوف تصبح لا شيء إذا شكل نتنياهو وترامب تحالفا في غضون بضعة أسابيع فقط، وأن مصير شعوب الشرق الأوسط يقع على عاتق الناخبين في المقاطعات الأكثر توازناً في الولايات المتأرجحة مثل ولاية كارولينا الشمالية.
وإذا فاز ترامب، فإنه بلا شك سيشجع نتنياهو على إطلاق المزيد من النار والغضب، بما في ذلك على طهران؛ وكل الرهانات ستنتهي.