حماس: نتنياهو لن يحرز أي تقدم بملف الأسرى دون صفقة تبادل
يرى خبراء ومختصون سياسيون، أن المظاهرات التي تشهدها مدن وأحياء قطاع غزة والتي تطالب بوقف الحرب، وتخلّي حركة "حماس" عن الحكم القطاع، ستكون سبباً في انقسامات غير معلنة في صفوف الحركة خلال الفترة المقبلة.
وشنت قيادة "حماس" في الخارج هجوماً حاداً على المشاركين في تلك المظاهرات، واعتبرت ما يقومون به خروجاً عن الصف الفلسطيني، وتساوقاً مع الاحتلال، في حين تشير التقديرات إلى أن تلك المظاهرات ستتوسع لتشمل مختلف مناطق القطاع.
ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني، عصمت منصور، أن "مظاهرات غزة ستتوسع بشكل كبير، الأمر الذي سيطرح على "حماس" تحديات جدية، وسيدفعها إما للدخول في صدام مع المواطنين أو التفكير في الأسباب الحقيقية تلك المظاهرات".
وقال منصور، لـ"إرم نيوز"، إن "تلك المظاهرات ستقود لأزمة داخلية بصفوف حماس، خاصة أن الحركة تعاني من أزمة عميقة فقدت بسببها القدرة على التأثير، وحرمتها من أي فرصة للبقاء في الحكم"، متابعاً: "وجود الحركة في الحكم يلقي عليها مسؤوليات لا يمكنها التعاطي معها".
وأضاف: "هذه المظاهرات تأثيرها سيكون على القيادات في الخارج والداخل، وقيادة حماس بالداخل ستكون الأكثر تأثيراً، وبتقديري سيجري بحث معمق بشأن وضع الحركة"، مشدداً أن حماس تفتقد لوجود شخصية مركزية متفق عليها ما يصعب اتخاذها لأي قرار.
وتابع: "أعتقد أن السيناريو الأرجح أن تستمر هذه المظاهرات وتتعمق، وتزيد إسرائيل من ضغطها على حماس، ما سيدفعها إما للقبول بأي صفقة للخروج من المأزق بشروط إسرائيلية أو أن تدخل في مواجهة على مختلف الجبهات، وبالتالي تخسر كل شيء".
ويرى المحلل السياسي عاهد فروانة، أن "المظاهرات تأتي في ظل تجاهل حماس للوضع في غزة، وسوء تقديراتها بشأن الحرب"، مشيراً إلى أن المظاهرات ستزداد وتتخذ زخماً أكبر ما سيدفع الحركة لنقاشات داخلية بشأنها.
وقال فروانة، لـ"إرم نيوز"، إن "السبب الرئيس لتلك المظاهرات هو التصريحات المنفصلة عن الواقع لقيادة حماس في الخارج، وإصرارها على التمسك بالحكم على حساب دماء الشعب الفلسطيني ومعاناته"، مؤكداً أن سكان غزة يحمّلون الحركة المسؤولية الكاملة عن أوضاع القطاع.
وتابع: "بتقديري ستكون تلك المظاهرات سبباً في انقسامات داخل الحركة، خاصة أن هناك جهات تعمل على إفشال مخطط الانسحاب من الحكم لضمان بقاء حماس، في الوقت الذي لا تمتلك فيه الحركة القوة للبقاء سياسياً وعسكرياً".
واستكمل: "الحركة بحاجة للانسحاب من المشهد السياسي، وهو الأمر المفروض من قيادات الخارج"، قائلًا: "لكن حماس كحركة أيدلوجية قد يكون من الصعب خروج خلافاتها للعلن، أو تصديرها لوسائل الإعلام، وانشقاق بعض القيادات".
ووفق المحلل السياسي، فإن "القرار في الوقت الحالي خرج من يد قيادة حماس داخل قطاع غزة وأصبح لقيادة الخارج"، مشدداً على أن ذلك سيكون له تأثير كبير للغاية في الانقسامات المرتقبة داخل صفوف الحركة.
