خبراء: إسرائيل "غير مستعدة" لحرب طويلة مع الحوثيين

استبعد محللون عسكريون وخبراء في الشأن الدولي أن تكون  إسرائيل على استعداد لفتح جبهة حرب "طويلة" مع ميليشيا الحوثي في اليمن، وذلك مع استمرار حربها على قطاع غزة، والمواجهات مع ميليشيا حزب الله على الحدود اللبنانية.

واعتبر محللون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن دخول إسرائيل في حرب "طويلة" على جبهة جديدة مرتبطة بجبهات أخرى تواجهها حاليًا، ولا تستطيع تحقيق ما تريده فيها، سيكون بمثابة "فخ" تقع فيه بنفسها.

وأكد الخبير العسكري العميد ناجي ملاعب أن إسرائيل لو كانت في مواجهة مع ميليشيا الحوثي فقط، لكانت الآن في حالة استعداد لحرب طويلة، تستخدم فيها غواصاتها الحربية وترسانتها العسكرية بجانب "الدعم الغربي" الموجود في البحر الأحمر، لكنها غير مستعدة الآن لهذا النوع من الحروب الطويلة، نظرًا لعدم انتهاء حربها على غزة من جهة، وفي ظل المواجهات على حدودها مع جنوب لبنان من جهة أخرى، إلى جانب الأوضاع المشتعلة في الضفة الغربية.

وأوضح ملاعب، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن المواجهة الإسرائيلية اليوم لا تقتصر على جبهتها مع ميليشيا الحوثي فحسب، حيث تدخل في مواجهات على عدة جبهات.

رفع المعنويات

وقال إن ما ذهبت إليه إسرائيل أخيرًا على الجبهة اليمنية، ليس إلا لرفع بعض المعنويات المضطرة لها، قبل ذهاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الكونغرس، لا سيما بعد أن وصلت الطائرات المسيرة اليمنية إلى ميناء إيلات.

وأردف ملاعب: "الحوثيون تعودوا المعاناة من الغارات الجوية، وما أسفر عنه القصف الإسرائيلي لميناء الحديدة من استهداف لموارد الطاقة وخزانات الوقود، هو بمثابة توريط لتل أبيب بتوفير الأسباب لميليشيا الحوثي كي تتابع نشاطها ضد إسرائيل في اتجاهات غير عسكرية، ما بين استراتيجية ومدنية".

ومن جانبه، يرى المحلل السياسي، عبد العزيز الخميس، أن إسرائيل لن تستطيع الدخول في حرب طويلة أو مفتوحة مع اليمن، في ظل فتحها حاليًا أكثر من جبهة عسكرية.

وأشار الخميس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن قدرة إسرائيل الممكنة في هذا الوضع لا تتعدى سوى محاصرة ميليشيا الحوثي من البحر، لمنع وصول أي إمدادات لها من إيران.

وقال إن المواجهة الإسرائيلية على جبهة الحوثي ستكون محصورة بين تدمير الموانئ والبنية التحتية، مستبعدًا وصول الأمر إلى تدخل جوي أو ملامح حرب تقليدية، فهذا أمر غير مطروح.

وأضاف الخميس أن ما يحدث عبارة عن ضربات ورد فعل، أكثر من كونها حربًا مستمرة، أو أن تذهب إسرائيل إلى ذلك، في ظل رهان ميليشيا الحوثي بشكل أكبر على توجيه ضربات للسفن من فترة لأخرى في منطقة البحر الأحمر.

رسائل إيرانية

وبدوره، قال الباحث في العلاقات الدولية، أحمد ياسين، إن إسرائيل تعلم جيدًا أن مثل هذا النوع من الحرب "الطويلة" مع ميليشيا الحوثي ستكون بمثابة "فخ" تقع فيه بنفسها، وسط استمرار القتال في غزة، والمواجهات مع ميليشيا حزب الله جنوب لبنان، والابتعاد عن تقديم أي تنازلات فيما يتعلق بـ"مستوطناتها" الشمالية.

ويرى ياسين، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ميليشيا الحوثي قامت بمهمتها في هذا التوقيت على هذه الجبهة، لتقدم إيران عدة رسائل، سواء للإدارة الأمريكية الحالية فيما يتعلق بالجانب الأهم وهو العقوبات المفروضة من الغرب، وأيضًا كنوع من "المراوغة" مع المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، في حال عودته إلى البيت الأبيض مجددًا، والحديث معه مسبقًا بلغة "الصفقات" التي يعرفها جيدًا.