18 قتيلا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة
رأى تقرير لصحيفة "الغارديان" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يشن حرباً على غزة وعلى أعدائه في الداخل، يسير في طريقه نحو الديكتاتورية والاستبداد.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو يسعى إلى نقل الفلسطينيين من غزة، والتخلص من منافسيه التقليديين في الداخل، والحفاظ على اليمين في السلطة إلى الأبد.
الشارع يشتعل
وبحسب الصحيفة، اجتاحت الاضطرابات شوارع إسرائيل مُجدداً، حيث تجمع آلاف المتظاهرين في تل أبيب والقدس احتجاجاً على مساعي بنيامين نتنياهو المزدوجة لإعادة إشعال الحرب في غزة، مُهدداً حياة الرهائن الإسرائيليين هناك، ولإقالة كبار الموظفين المدنيين الذين يكافحون لوقف انزلاق إسرائيل نحو الاستبداد.
وأضافت الصحيفة أنه في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بقصف غزة، منهياً بذلك وقف إطلاق نار دام شهرين مع حركة حماس، ومسفراً عن مقتل مئات الفلسطينيين في خضم شهر رمضان.
اليمين يضغط
وبينما أوضح نتنياهو وقادته العسكريون الجدد نواياهم في استئناف الحرب "لسحق حماس نهائياً" و"منع أي تهديد مستقبلي من غزة"، وفي الوقت الذي منحت فيه إدارة ترامب إسرائيل حرية التصرف في التعامل مع الفلسطينيين؛ حيث إن الرئيس ترامب رسم هدفه؛ نقل سكان غزة، الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، وتحويل أنقاضها إلى منتجعات ساحلية، ضغط اليمين الإسرائيلي المتطرف بكل قوته مستفيدين من هشاشة حكومة نتنياهو لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم التي لطالما نادوا بها؛ إخراج الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة.
مكاسب سياسية
وتابعت الصحيفة أن على حين حسمت عودة القتال الجدل؛ حيث تجاهل نتنياهو مناشدات عائلات الرهائن والناجين من أسر حركة حماس، وأرسل طائراته إلى سماء غزة، مدركاً أن "حماس"، التي تواجه صعوبات مالية، قد تقتل الأسرى المتبقين.
لكنه أثمر مكاسب سياسية فورية في القدس؛ إذ عاد حزب "عوتسما يهوديت" الكاهاني الإسرائيلي "القوة اليهودية"، الذي انسحب من الائتلاف احتجاجاً على وقف إطلاق النار، عشية تصويت حاسم على الميزانية.
ويُنتظر أن يمنح إقرار الميزانية الحكومة وقتاً لتحقيق نصرها المنشود في معركة ثانية، وإن لم تكن ثانوية بأي حال من الأحوال، في الداخل.
الانتقال إلى الاستبداد
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو، منذ عودته إلى سدة الحكم أواخر العام 2022، كان يهدف إلى تحويل إسرائيل من ديمقراطية شبه ليبرالية، وإن كانت منهكة، على الأقل على هذا الجانب من الخط الأخضر الذي يفصل إسرائيل نفسها عن الأراضي المحتلة، إلى استبداد يهودي.
وقالت الصحيفة إن نتنياهو لم يغفل قط عن إصلاحات خاصة تخدمه في الداخل؛ إذ إنه بمجرد وقف الحرب وعودة ترامب، استأنف الائتلاف الإسرائيلي انقلابه، حيث تم إقرار قوانين من شأنها أن تقضي على استقلال القضاء في الكنيست على عجل؛ ومع تسييس قوات الشرطة ومصلحة السجون، واستبدال رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، يستهدف نتنياهو أكثر الأهداف حساسية وقوة؛ الشاباك، جهاز الأمن العام الإسرائيلي، والمدعي العام، الذي يشغل منصب كبير منفذي القانون في البلاد.
معركة مزدوجة
وخلصت الصحيفة إلى أن خطوط المعركة المزدوجة تُرسم، داخل إسرائيل وخارجها، للمواجهة الحاسمة؛ حيث يريد نتنياهو محاربة حركة حماس وصولاً إلى التطهير العرقي، وهو مستعد للتضحية بالرهائن في سبيل ذلك.
وكما أنه يريد تطهير المؤسسة الحاكمة من منافسيه التقليديين، من أفراد الجيش والنخب الأكاديمية والقانونية، مع إبقاء اليمين في السلطة إلى الأبد.
