لافروف: موسكو تحض واشنطن على إصدار "أمر" لكييف بإحياء اتفاق البحر الأسود
تصر إسرائيل على التفاوض مع حركة حماس بشأن التوصل لاتفاق لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة تحت وتيرة التصعيد العسكري.
وتسعى إسرائيل إلى تطبيق سياستها بممارسة أقصى أنواع الضغط لإجبار الحركة على تقديم تنازلات.
ومن جهتها تصر حماس على أن تكون أي تفاهمات جديدة في إطار الاتفاق الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي، وأن تعد مدخلًا للانتقال لمفاوضات المرحلة الثانية منه، في حين تسعى إسرائيل لاتفاق جديد يحول دون تنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أسعد غانم، قال إن "التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة قضى على أي فرصة لإمكانية الانتقال لمفاوضات المرحلة الثانية"، لافتًا إلى أن العودة للحرب في غزة نسفت الاتفاق بين طرفي القتال.
وأوضح غانم، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تعمل على خلق ظروف مختلفة للتفاوض مع حماس، تعيد بشكل أساسي المفاوضات إلى مربعها الأول"، مشددًا على أن عدم تجاوب حماس مع المقترح الأخير سيكون سببًا في تحركات عسكرية عنيفة ضد سكان غزة.
وأضاف أن "تمسك حماس باستئناف مفاوضات المرحلة الثانية يأتي من أجل رغبتها بضمان بقائها في المشهد السياسي، علاوة على ضمان وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة"، مؤكدا أن إسرائيل ليس لديها رغبة بوقف الحرب.
وأشار غانم إلى أن "على حماس العمل من أجل التوصل لاتفاق جديد بعيدًا عن مفاوضات المرحلة الثانية، والتمسك بالخطة المصرية كحل لوقف الحرب في غزة"، مؤكدًا أن تمسك الحركة بشروطها سيكون سببًا في عودة الحرب بشكل أشد عنفًا من السابق، وفق تقديره.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، أن "إسرائيل تدرك عدم جدوى الضغط العسكري في التوصل لاتفاق لتبادل الرهائن مع حماس، إلا أنها تستفيد من تعثر المفاوضات من أجل تدمير غزة، ما يحقق لها أهدافا أخرى أبرزها تمرير مخططات التهجير".
وقال قبها، لـ"إرم نيوز"، إنه "من المستحيل أن يقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية، خاصة أنها ستؤدي إلى انهيار ائتلافه الحكومي"، مبينًا أنه يركز في الوقت الحالي على استغلال الحرب لتمرير الميزانية في الكنيست.
وأضاف: "يتحصن نتنياهو بالدعم الأمريكي المطلق من أجل تنفيذ هجومه العسكري الجديد على غزة، وحكومته لا تعطي أولوية لحياة الرهائن، خاصة أن الولايات المتحدة وجزءا كبيرا من الإسرائيليين يحمّلون حماس المسؤولية عن حياة المحتجزين".
وبين قبها أن "المسألة مرتبطة بجهود الوسطاء والموقف الأمريكي فيما يتعلق بإمكانية التوصل لاتفاق جديد بين طرفي القتال".
ووفق الخبير السياسي، فإن "الحركة ستقبل بهدنة مؤقتة يجري خلالها تبادل رهائن في إطار المقترح الأمريكي، لكنها ستطالب بضمانات من إدارة دونالد ترامب بالتفاوض على آلية واضحة للانسحاب الإسرائيلي من غزة وتنفيذ بعض استحقاقات المرحلة الثانية".