إسرائيل تؤكد ضرب "عشرات الأهداف" التابعة لحزب الله في النبطية جنوبي لبنان

logo
العالم العربي

هل تحقق هجمات حزب الله "توازن الردع" مع إسرائيل؟

هل تحقق هجمات حزب الله "توازن الردع" مع إسرائيل؟
العلم الإيراني وراية "حزب الله" في مظاهرة بطهرانالمصدر: أ ف ب
16 أكتوبر 2024، 8:24 ص

أثار الهجوم على قاعدة عسكرية قرب مدينة حيفا، قبل أيام، تساؤلات عن تغيرات محتملة في شكل الحرب بين "حزب الله" اللبناني والجيش الإسرائيلي، خاصة أن العملية جاءت بعد تقدم كبير حققه الأخير على صعيد الضربات النوعية، فيما يرى خبراء أن هجمات حزب الله باتت تحقق "توازن الردع" مع إسرائيل.

وأبرز هذه التساؤلات التي ما زالت تنتظر الإجابة، إن كانت العملية التي عرفت إعلاميا باسم "العشاء الأخير"، ستشكل تحولا نوعيا في المواجهة، وأن يكون "حزب الله" استطاع تحقيق توازن في الردع مع إسرائيل، بعد أن تلقى ضربات قوية وصلت إلى اغتيال أمينه العام حسن نصرالله، خاصة أن حدة العمليات الإسرائيلية تراجعت قليلا بعد الهجوم الذي أدى لمقتل 4 جنود وإصابة العشرات.

ويعتقد خبراء أن إمكانية الردع، من جانب "حزب الله" قد تكون حاضرة، من خلال قدوم تكتيكات حرب جديدة مع استلام "الحرس الثوري" الإيراني القيادة، لكنهم أكدوا أن عملية حيفا سيكون لها ارتدادات كبيرة، وتصعيد أكبر من قبل الجيش الإسرائيلي.

ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن المتقاعد هشام جابر، أن "قدرات حزب الله العسكرية لا تزال قائمة بنسبة كبيرة على أكثر من جانب، باعتراف الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الماضية، ما جعله مستمرا في اعتداءاته على لبنان، سواء على مواقع الحزب أم غير ذلك".

وقال جابر لـ"إرم نيوز"، إن "قدرات الحزب على مستوى السلاح والعتاد والصواريخ الدقيقة وبقية الإمكانيات التسليحية قائمة بنسبة 60%، وأيضا قدرات القيادة والسيطرة ما زالت حاضرة بقوة، على الرغم من الاغتيالات".

وأضاف: "ذلك كان واضحا بهجوم حيفا الذي استخدم فيه قدرات عسكرية تجاوزت الدفاع الجوي الإسرائيلي، ما دفع تل أبيب إلى فتح تحقيق حول كيفية وصول هذه المسيرات وعدم اعتراضها طوال هذه المسافة".

أخبار ذات علاقة

"العشاء الأخير".. هكذا استهدفت طائرة حزب الله قاعة طعام الجنود الإسرائيليين

 

ومن جهته، يقول المتخصص في الشأن الإسرائيلي، نزار نزال، إن "الضربة التي تعرضت لها القاعدة العسكرية الإسرائيلية في بنيامينا قرب حيفا، سيكون لها ارتدادات كبيرة، والجيش الإسرائيلي سيذهب إلى تصعيد كبير على مواقع حزب الله، ومن الممكن أن يستهدف بيروت بضربات أقوى وأشرس مما كان يحدث من قبل".

وذهب نزال في حديث لـ"إرم نيوز" إلى أن "العملية تحمل دلالات كبيرة، بعد أن ضربت جزءا هاما من المنظومة الأمنية في إسرائيل، وشكلت صدمة كبيرة للشارع الإسرائيلي، فيما يتعلق باستهداف العمق الداخلي وإمكانية الوصول للمدنيين بهذا الشكل".

ولفت إلى أن "العملية تؤكد مرحلة جديدة في المواجهة، وتشير إلى إعادة ترتيب الأوراق داخل حزب الله، وأنه لن يظل مفككا على مستوى القيادة".

وبدوره، أشار الخبير الإستراتيجي، راغب رمالي، إلى أن "عملية العشاء الأخير تبين أن حزب الله بدأ في استعادة جانب من قدراته، وذلك مرتبط باستلام شخصيات بارزة وكوادر من الحرس الثوري الإيراني، قيادة حزب الله عسكريا وتكتيكيا بعد فقدان القيادة التي أدت إلى تخبطه وانفلات الأمور على الأرض بدرجة كبيرة".

وأضاف رمالي "أيضا تفعيل أنظمة صواريخ ومسيرات من بينها "مرصاد 107"، التي استخدمت في الهجوم ، وكانت موجودة بالفعل داخل لبنان، ولكن استخدامها محصور في يد عسكريين وتقنيين إيرانيين".

وقال رمالي لـ"إرم نيوز" إن "هذا التطور في الآلة العسكرية والمعدات التقنية المتعلقة بتوجيهها، يدل على أن القيادة العسكرية لحزب الله استلمت رسميا من قبل الحرس الثوري، وهناك نوعية جديدة من السلاح قد دخلت ساحة المواجهة، بعد قرار استلام القيادة ليكون ذلك إعلاناً لمرحلة جديدة بين طهران وتل أبيب على أرض لبنان".

ويعتقد الخبير الإستراتيجي، أن "استمرار استعادة القدرات لحزب الله ستكون للأسف مرتبطة بتصعيد إسرائيلي أكبر يدمر لبنان خاصة بعد الحصول على منظومة الدفاع الجوي الأمريكية (ثاد) التي قد تعالج وتتعامل مع جزء كبير من الاختراق الذي أحدثه تكتيك هجوم العشاء الأخير، إضافة لإمكانية وجود عسكري أمريكي لا يكون دوره ردع حزب الله، وإنما الاعتداء على لبنان".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC