مقتل 4 مسعفين بقصف إسرائيلي قرب مستشفى مرجعيون الحكومي جنوب لبنان

logo
العالم العربي

بين الرغبة والخوف من الحرب.. حسابات إسرائيل قبل الرد على إيران

بين الرغبة والخوف من الحرب.. حسابات إسرائيل قبل الرد على إيران
أشخاص يقفون فوق صاروخ إيراني سقط في جنوب إسرائيلالمصدر: أ ف ب
03 أكتوبر 2024، 6:18 م

تتأرجح إسرائيل في حساباتها للرد على هجوم  إيران الصاروخي الذي استهدفها، الثلاثاء الماضي، بين الرغبة في التخلص من خطر "الأخطبوط" الإيراني، والخوف من مخاطر الانزلاق إلى حرب كبرى مجهولة التداعيات والنتائج، وسط تحذيرات من اللاعب الأمريكي في الشرق الأوسط.

وكانت إسرائيل قد تحدثت عن الرد "بشكل محسوب" على الضربة الصاروخية الإيرانية، ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، قوله إن بلاده سترد "بشكل محسوب" على الصواريخ الإيرانية "لأننا لا نريد حربًا شاملة مع إيران".

وحول طبيعة الرد  الإسرائيلي المرتقب وأهدافه، أوضح دانون أن "أمر الرد متروك لنا لنقرر طبيعته وما نستهدف فيه"، مؤكدًا أن رد بلاده "سيحدث قريبًا وسيكون قويًا ومؤلمًا للغاية".

أخبار ذات علاقة

خبراء: الهجوم الإيراني "ضجيج سياسي" دون نتائج على الأرض

 

الداخل الإسرائيلي

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، أن الحسابات الإسرائيلية تقوم على أساس شل قدرة إيران على الرد بشكل يؤثر في الداخل الإسرائيلي بصورة مباشرة، وهذا يعني ضمان الجغرافيا الأمنية، بحيث لا تكون الجبهات المحيطة بإسرائيل قادرة على خلق واقع أمني يؤثر سلبًا في الداخل الإسرائيلي.

وقال السبايلة، لـ"إرم نيوز"، إن الرد الإسرائيلي سيكون متناسبًا مع فكرة الرد الإيراني وطبيعته، مرجحًا قيام إسرائيل بتنفيذ عمليات عسكرية سريعة وخاطفة تشل قدرة إيران على الرد، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير.

ولفت إلى أن هذه الجوانب هي التي تدرسها إسرائيل قبيل الرد على الضربة الإيرانية الأخيرة، موضحًا أن الفرصة الأكبر لإسرائيل تتمثل في تعطيل تأثير الجبهات بالضفة الغربية وغزة ولبنان والجولان على الداخل الإسرائيلي، وبالتالي الاستفراد بإيران والانتقال لمواجهة أكبر لاحقًا، لكن بالتنسيق مع الولايات المتحدة لتجنب أي تداعيات، مؤكدًا أن إسرائيل لن تخاطر بضرب إيران قبل التأكد من أن جميع الجبهات لا تتعدى حد الإشغال، ولا يمكن أن تحدث أزمة في الداخل الإسرائيلي.

 وزاد: إن "تسريع القتال على الجبهة اللبنانية عبر القصف الجوي والاجتياح البري يصب في إستراتيجية إسرائيل طويلة الأمد لضرب إيران".

فرصة ذهبية

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، المحامي أمين بشير، أن حسابات إسرائيل دقيقة بعض الشيء، موضحًا أنها تتأرجح بين رغبتها في إنهاء خطر "الأخطبوط الإيراني" الذي يهددها على الدوام، والخوف من الانزلاق إلى حرب كبرى غير معلومة العواقب.

وأضاف بشير، لـ"إرم نيوز"، أن  إسرائيل كانت تنتظر الفرصة للقضاء على سلاح إيران النووي، أو ما سيصبح سلاحًا نوويًا، لتعيش بسلام دون الحاجة لضمانة إيرانية، لا سيما أنها كانت على الدوام تستنجد بأمريكا لمنع إيران من تحريك أذرعها في المنطقة ضد تل أبيب.

وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعتبر المرحلة الحالية فرصة ذهبية له، إذ لا يستطيع أحد في الإدارة الأمريكية، ديمقراطيًا كان أم جمهوريًا، أن يرفض له طلب، وبالتالي "عرف قدره.. فتدلل".

أخبار ذات علاقة

إعلام عبري: خسائر إثر الهجوم الإيراني ومشاورات جارية لـ"الانتقام"

 وأوضح بشير أن الحزبين الأمريكيين المتسابقين إلى البيت الأبيض يسعيان لاستمالة نتنياهو لكسب تأييد اللوبي الصهيوني لهما في الانتخابات المقبلة، وهو بدوره يحاول استثمار هذه المرحلة، ليقرر ما إذا كان سيسير إلى الأمام وينهي الخطر الإيراني المحدق به، سواء كان مباشرًا من طهران، أو عبر وكلائها بالمنطقة، كميليشيا حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن.

ولفت إلى نظرية أخرى أرساها الحزب الديمقراطي منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، تقول إن "الشيعة عقلانيون"، في إشارة إلى توقيع الاتفاق النووي عام 2015، الأمر الذي يعزز فرصة توقيع اتفاق نووي جديد، لتجنب حرب كبرى، ومخاطر أو انزلاقات لمواقف غير معروفة العواقب.

حسابات نووية

وتتصاعد التحذيرات من حجم الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران عليها بوابل من الصواريخ، الثلاثاء الماضي، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وأمين عام ميليشيا حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، والقائد بالحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان، وفق إعلام إيراني.

تلك التحذيرات تطلبت دراسة متأنية من مجلس الحرب الإسرائيلي لخيارات الرد على الهجوم الإيراني، في ظل عدم تأييد الرئيس الأمريكي جو بايدن  شن هجوم على منشآت نووية إيرانية، فقد نقلت وسائل إعلام عن بايدن قوله اليوم الخميس: "سنناقش مع الإسرائيليين ما سيفعلونه، لكننا جميعًا (دول مجموعة السبع) نتفق على أن لديها الحق في الرد، ولكن يجب أن يكون متناسبًا".

من جانبها، اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير لها اليوم الخميس، أن الإضرار بالمنشآت النووية الإيرانية أو النفطية خلال الرد الإسرائيلي المُرتقب، سيحقق نتائج تتعارض مع مصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، من دون أن تكشف عن تلك الأضرار.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC