إعادة احتلال غزة.. عقبات تقف أمام مخطط نتنياهو

اعتبر محللون، أن مشروع الائتلاف اليميني الإسرائيلي في إعادة احتلال قطاع غزة سيواجه برفض إقليمي ودولي، وسط عقبات داخلية تقف في وجه هذا المخطط.

وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامر للجيش بالاستعداد لاحتمالية تولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، بدلاً من المنظمات الإنسانية، وتحديدًا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، بحسب تقرير للقناة "12" العبرية.

وأسفرت جلسة مشاورات خاصة بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتعيين إلعاد غورن بمنصب المسؤول عن الجهود الإنسانية المدنية في قطاع غزة، وذلك بعد أن كان هاليفي يعارض تولي الجيش مسؤولية توزيع المساعدات.

عقبات الخطة

ورأى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، أنه "بالرغم من مساعي الأحزاب اليمينية بحكومة نتنياهو للضغط على الجيش من أجل البقاء في غزة وإعادة احتلاله؛ إلا أن ذلك سيواجه برفض إقليمي ودولي".

 وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن "حكومة نتنياهو لا تمتلك حتى اللحظة أي خطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، وكل ما يجري الحديث عنه هو أفكار تجريبية يجري تداولها بين الأوساط السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية".

وأوضح كيوان أن "الجيش الإسرائيلي أعاد من الناحية العملية احتلال كامل القطاع بشكل غير معلن؛ إلا أنه لا يجد حتى اللحظة أي حلول تعفيه من المسؤوليات المدنية والاقتصادية عن غزة، وهو ما يمكن أن يؤدي لفشل مخططات إعادة الاحتلال".

وأشار إلى أن "إسرائيل تريد احتلالًا للقطاع بدون أي كلفة مدنية، بحيث تسيطر أمنيًا وعسكريًا على غزة بدون أي دور في الإدارة المدنية له"، مؤكدًا أن حكومة نتنياهو لن تجد أي طرف إقليمي أو دولي يمكنه التجاوب مع مثل هذا المخطط.

ورجح كيوان أن "يبقى الجيش الإسرائيلي لفترة قصيرة في قطاع غزة، قبل الانسحاب التدريجي في إطار صفقة إقليمية دولية"، مشددًا على أن تولية الجيش مهام مدنية كتوزيع المساعدات يشكل خطورة كبيرة على عناصره ولا يمكن أن ينجح.

فشل إسرائيلي

بدوره رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي، ثابت العمور، أن "إسرائيل فشلت حتى اللحظة في إيجاد بديل لحكم قطاع غزة، وهو ما دفعها للتفكير في إعادة احتلال القطاع، والبقاء فيه لأطول فترة ممكنة"، مبينًا أن بقاءها من عدمه محكوم بالضغط والدولية.

 وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تدرك التكلفة العالية لإعادة احتلال القطاع، وهو ما يدفعها لرفض مخططات نتنياهو وشركائه اليمينيين بهذا الشأن"، مؤكدًا أن إعادة احتلال غزة عملية معقدة للغاية.

ورجح أن "كل ما يريده نتنياهو هو التوصل لاتفاق إقليمي دولي بشأن إدارة قطاع غزة، تضمن لإسرائيل الهدوء لسنوات، وتحول دون إعادة الجناح المسلح لحماس بناء قدراته العسكرية"، مؤكدًا أن الوضع الراهن بغزة هو الأنسب لإسرائيل.

وبيّن العمور أن "حكومة نتنياهو فشلت حتى اللحظة في استهداف الأونروا وإنهاء عملها بالأراضي الفلسطينية، خاصة مع استئناف عدد من الدول الغربية تمويلها بالرغم من اتهامات تل أبيب لكبار المسؤولين فيها، وهو الأمر الذي يؤكد فشل أي مخطط إسرائيلي لإدارة غزة أو إعادة احتلاله".

وذكر أن "توزيع المساعدات عبر الجيش الإسرائيلي لا يمكن أن يحقق النتائج المرجوة، وهي خطوة فقط لتحجيم المؤسسات الدولية، وإبعادها عن الأحداث الدائرة بغزة"، لافتًا إلى أن إسرائيل ستكون مجبرة على القبول بالانسحاب من غزة ولو استمر بقاؤها بالقطاع لأشهر أخرى.