شينخوا: الصين مستعدة لتعزيز الاتصالات والتعاون مع روسيا وإيران ووكالة الطاقة بشأن نووي إيران
قال محللون سياسيون إن الزعيم الدرزي اللبناني والنائب السابق وليد جنبلاط، سيقدم لقائد العمليات العسكرية أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) مسودة خريطة طريق خلال لقائهما المرتقب الأحد، تتناول أسس التعاطي بين لبنان وسوريا، وبعض التفاصيل الأخرى بهدف تعبيد الطريق بين البلدين، وإرساء قواعد قانونية لتنظيم العلاقات بينهما بعد انتخاب رئيس للبنان.
وقالت المحللة السياسية آلاء القاضي إن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الأسبق، وليد جنبلاط، سيتوجه إلى دمشق للقاء أحمد الشرع ليكون أول سياسي لبناني يقوم بهذه الزيارة بعد أن كان أول المبادرين للاتصال به بعد سقوط دمشق.
وأشارت القاضي إلى أن "جنبلاط سيدعم زيارته سياسيًا ودينيًا بمشاركة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، سامي أبي المنى، مع عدد كبير من مشايخ وقضاة الطائفة في لبنان وسوريا. كما سيقدم الدعم السياسي من خلال كتلة جنبلاط النيابية، وقياديي الحزب التقدمي الاشتراكي".
وأضافت القاضي أن "جنبلاط سيعرض للشرع مسودة خريطة طريق حول العلاقات اللبنانية السورية المستقبلية، مع التأكيد على مبدأ الاحترام المتبادل بين البلدين، والتواصل من خلال القنوات الدبلوماسية والمسارات القانونية بعيدًا عن الاستقواء والاستعلاء. كما ستتضمن المسودة إمكانية إعادة النظر في أو حتى إلغاء الاتفاقية الثنائية بين البلدين، خاصة اتفاقية الأخوة، والعديد من الاتفاقيات المالية، والاقتصادية، والتجارية، التي كانت تصب فقط في مصلحة سوريا على حساب الخزانة اللبنانية".
وأكدت القاضي أن "جنبلاط سيشدد خلال اللقاء على إصرار أبناء الطائفة الدرزية على وحدة الأراضي السورية، وعدم الانجرار نحو التقسيم، وضمان حقوق الأقليات جميعها، وإرساء مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات.
وتابعت أن اللقاء سيركز على أهمية بناء سوريا مجددًا بمشاركة من جميع الأطراف دون استثناء، وكذلك مسألة إعادة سوريا إلى الساحة الدولية والإقليمية، وضرورة ترميم العلاقات مع العديد من الدول التي تضررت العلاقات معها بسبب تصرفات النظام السابق، مما أدى إلى عزل سوريا عن محيطيها العربي والإقليمي.
وأشارت إلى أن الطروحات التي سيقدمها ستكون مجرد مسودة لتمهيد الطريق لما بعد انتخاب رؤساء للجمهورية في كلا البلدين، وبدء المؤسسات الحكومية في ممارسة عملها بشكل دستوري وقانوني.
وبحسب القاضي، فقد ناقش جنبلاط هذا الملف مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أبدى موافقته على مد الجسور مع القيادة السورية الجديدة.
من جانبه، قال العقيد المتقاعد جميل أبو حمدان إن من "الملفات المهمة التي سيناقشها جنبلاط مع الجولاني ملف أبناء طائفة الدروز في سوريا، خاصة مسألة مشاركتهم السياسية خلال المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى مشاركتهم في تعديل الدستور".
وأشار أبو حمدان إلى "التاريخ الطويل والمشاركة الفعالة للدروز في سوريا خلال الأحداث التاريخية، خاصة تلك التي حصلت أثناء الاستقلال من الانتداب الفرنسي. كما أن لهم دورًا محوريًا في لبنان وفلسطين، مع روابط عائلية، ودينية، وسياسية، قوية".
وأوضح أبو حمدان أن جنبلاط سيناقش مع الجولاني أيضًا مسألة التوغل الإسرائيلي في المناطق السورية، وهي مناطق أساسية يقطنها غالبية من الطائفة الدرزية، والذين يشكلون حوالي 3% من إجمالي عدد سكان سوريا أو ما يعادل نحو مليون شخص.
وسيتم التركيز على ضمان أمن المنطقة وسكانها، وعدم انفلات الأمور عسكريًا، كما سيتم بحث إمكانية التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي يوقف التوغل الإسرائيلي، مع الضغط لسحب إسرائيل قواتها من المناطق الجديدة التي احتلتها، بحسب المحلل السياسي.