قصف مدفعي عنيف ومتزامن على مناطق شمال وشرق مدينة غزة
أفادت مصادر دبلوماسية أجنبية بأن أجهزة الأمن في لبنان وُضعت في حالة استنفار؛ تحسّبا لأي مفاجآت عقب التصعيد الذي شهده الشارع اللبناني والاعتداء على قافلة اليونيفيل على طريق مطار بيروت.
ويترافق ذلك مع مخاوف مما يمكن أن تشهده مراسم تشييع جثماني الأمين العام السابق لميليشيا "حزب الله" حسن نصر الله، والقيادي هاشم صفي الدين، يوم الثالث والعشرين من الشهر الحالي.
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز "، إن موعد التشييع يأتي في ظل "اختبارات قوة" يواجهها الحزب، ما يبرر التحوّط الشديد حتى لا تتحول هذه المناسبة إلى "صاعق تفجير" لا يستهدف حزب الله فقط وإنما لبنان ككل.
وأكدت المصادر أن ما استجد على موضوع الانسحاب العسكري الإسرائيلي من الشريط الحدودي، المقرر يوم 18 الجاري، أقنع رئاسات الجمهورية والنواب والحكومة بضرورة التحوّط الأمني الاستثنائي، لما سيترتب على الرفض اللبناني لمبدأ "إدامة الاحتلال" من خلال احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على خمس نقاط مراقبة.
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كشف عن تلقيه رسالة أمريكية تتضمن طلب واشنطن من تل أبيب تنفيذ انسحاب آمن جنوب لبنان في الموعد المتفق عليه، مع الموافقة الأمريكية على احتفاظ إسرائيل بخمس نقاط مراقبة، وهو ما رفضه بري وحزب الله والرئيس جوزيف عون باعتباره "احتلالا يستوجب الرد".
وأضافت المصادر، وهي تسجّل ما جرى من إغلاق مناصري حزب الله طريق مطار بيروت احتجاجا على منع رحلتين جويتين قادمتين من طهران، أن هذا الاحتقان السياسي المتتابع من حول حزب الله، استدعى الاستنفار الأمني لحماية حشد عشرات الآلاف الذين يُتوقع أن يشاركوا في تشييع قياديي الحزب اللذين اغتالتهما إسرائيل.
وكان وزير الأشغال العامة والنقل في الحكومة اللبنانية الجديدة، فايز رسامني، أصدر قرارا بمنع إعطاء إذن الهبوط في مطار بيروت لطائرة تابعة لشركة "ماهان" الإيرانية، كانت ستقلّ 350 راكباً، 90% منهم لبنانيون.
وجاء هذا القرار بعد تقارير وبيانات أمريكية وإسرائيلية تقول إن حزب الله وإيران يستخدمان مطار بيروت في عمليات تهريب أموال للتسلح.
وترتب على إلغاء الرحلتين احتشاد مجاميع من مؤيدي حزب الله في ثلاثة طرق رئيسة في بيروت، إذ أشعلوا الإطارات أمام مدخل المطار، كما أقفلوا جسرين في بيروت وآخر عند مدخل بعلبك.
المحلل السياسي ياسين الدويش قرأ في تتابع الإشكالات السياسية والمسلحة من حول حزب الله أنها "أكثر من مجرد مصادفة".
وفي تقديره لـ "إرم نيوز"، فإن استعراض حزب الله لقوته في الشارع اللبناني عندما أغلق طريق مطار بيروت يوم أمس الجمعة يحمل رسالة يهدد بها ما توافقت عليه أمريكا وإسرائيل بشأن نقاط المراقبة الدائمة داخل الأراضي اللبنانية.
وأشار إلى أن حزب الله يُحمّل القيادة السياسية للدولة اللبنانية مسؤولية ما يصفه بأنه الخضوع للإملاءات الأمريكية في محاصرة حزب الله وتجفيف موارده.
وسجّل الدويش أن حزب الله أدخل على مفهوم المقاومة في لبنان "توظيف الشارع والبيئة الاجتماعية" ضمن أسلحة الضغط على النظام وعلى الأعداء.
وذكر أن حزب الله استخدم أهالي الجنوب وعودتهم إلى بيوتهم المحتلة في الشريط الحدودي كسلاح واجه به إسرائيل بعد انتهاء المهلة الأولى المقررة للانسحاب.
وأكد أن هذا الأمر أثار، في حينه، حفيظة رئاسة الجمهورية والجيش، وهو يثير الآن هواجس ثقيلة بشأن ما سينشأ الأسبوع القادم عندما يستحق موعد إعلان المرابطة الإسرائيلية في خمس نقاط مراقبة دائمة.
ومن جانبه، المحلل السياسي جهاد نويّر، يُقدّر حاجة القيادات اللبنانية إلى الاستنفار تحوّطا لما يمكن أن يتعرض له حشد مشيعي جثماني نصر الله وصفي الدين بعد أسبوع من الآن.
ولا يخفي نويّر خشيته من أن يتحول حشد المشيعين إلى "صاعق تفجير يُشعله صاحب مصلحة في خلط الأوراق اللبنانية، وهم كُثر"، كما يقول.
وكانت غارات جوية إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، طالت نصرالله وصفي الدين في سبتمبر وأكتوبر الماضيين. وقد ارتأى الحزب عدم تشييع جثمانيهما في حينه لدواعٍ أمنية.
ويُقدر المحلل نويّر أنه لم يعد مضمونا ألا يتعرض حشد المشيعين إلى "التخريب المسلح".
وفي خشيته من تداعيات أي عدوان من أي طرف كان على مسيرة التشييع المقررة في مدينة كميل شمعون الرياضية ببيروت، يشير المحلل السياسي نوير إلى أن تقديرات حزب الله أحصت 79 دولة مدعوة للمناسبة، بينهم رئيس الجمهورية جوزيف عون.
وتشير تقديرات الحزب لعدد الحضور إلى عشرات الآلاف، وهو مشهد يوجب الخشية الأمنية ويبرر حالة الاستنفار التي تفيد التقارير الدبلوماسية بأنها بدأت خلال اليومين الماضيين.