حزب العمال البريطاني.. من النشأة إلى الصعود

حقق حزب العمال في بريطانيا فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية التي أقيمت الخميس 4 يوليو، إذ سيعود الحزب إلى السلطة بعد غياب استمر 15 عاما.

وهذا الفوز التاريخي لحزب العمال، المحسوب على تيار (يسار الوسط)، جاء بالتزامن مع مرور مائة عام على تسلمه السلطة للمرة الأولى في بريطانيا عام 1924.

نشأة الحزب

جاء تأسيس حزب العمال البريطاني بعد تأليف مؤتمر نقابات العمال لجنة لتمثيلها في العام 1900، في حين حملت هذه اللجنة اسم حزب العمال عام 1906، وفي عام 1918 أصبح حزباً اشتراكياً يتمتع بدستور ديمقراطي. 

وفي عام 1922 حل حزب العمال محل الحزب الليبرالي باعتباره حزب المعارضة الرسمي في البلاد، ليقف بوجه حزب المحافظين، وفقا لموسوعة "بريتانيكا" العلمية.

 وبحسب الموقع الرسمي له، تشكّل حزب العمال "نتيجة سنوات عديدة من نضال أفراد الطبقة العاملة والنقابيين والاشتراكيين، الذين اتّحدوا بهدف تمثيل أصوات الطبقة العاملة في البرلمان البريطاني".

واستطاع الحزب في الحملة الانتخابية الأولى عام 1906 الفوز بـ 26 نائبا في البرلمان البريطاني، في حين ازداد عدد نواب الحزب في الانتخابات التالية، وهو ما مكنه من تشكيل أول حكومة في تاريخ بريطانيا في عام 1924، إذ كان رامساي ماكدونالد أول رئيس وزراء من حزب العمال حينها.

العمال في السلطة

تمكن العمال من خلال حكومة كليمنت أتلي في 1945 من إدخال نظام للرعاية الاجتماعية، بما في ذلك الخدمة الصحية الوطنية، وإجراء تأميم واسع النطاق للصناعة.

استعاد حزب العمال السلطة في عهد هارولد ويلسون (1964 - 1970)، وبعد ذلك جيمس كالاهان (1974 - 1979)، لكنه تعثر بسبب المشكلات الاقتصادية وتدهور العلاقات مع حلفائه النقابيين.

وأدى برنامج مايكل فوت الراديكالي في عام 1983 إلى هزيمة ساحقة لحزب العمال، فقد حرك نيل كينوك الحزب نحو الوسط، ولكن في عام 1997 نجح توني بلير بأجندته "حزب العمال الجديد" في إعادته إلى السلطة.

تولى حزب العمال السلطة لمدة 13 عاماً (مع توني بلير رئيساً للوزراء حتى عام 2007، عندما خلفه غوردون براون)، قبل أن يخسر أغلبيته في الانتخابات العامة عام 2010 لصالح المحافظين.

أدبيات الحزب ومبادئه 

يؤكد دستور الحزب أن "حزب العمال هو حزب اشتراكي ديمقراطي، وهو يؤمن بقوة المساعي المشتركة لتحقيق أكثر مما يمكن تحقيقه منفردين"، إذ يهدف من وراء هذه المبادئ إلى خلق الوسائل لتحقيق الإمكانيات للجميع، في حين يؤمن بأن القوة والثروة والفرصة تكون بأيدي الكثيرين وليس القلة.

أيد حزب العمال التدخل الاقتصادي الحكومي، والضرائب لدعم إعادة توزيع الثروة، وتأميم الصناعة، في حين ارتكزت قاعدة الحزب تاريخيا بشكل خاص على الطبقة العمالية والاشتراكيين من الطبقة الوسطى.