logo
العالم

فرنسا.. لماذا فشل "اليمين المتطرف" في تبوء مناصب البرلمان الرئيسة؟

فرنسا.. لماذا فشل "اليمين المتطرف" في تبوء مناصب البرلمان الرئيسة؟
مارين لوبان، زعيمة اليمين الفرنسيالمصدر: أ ف ب
23 يوليو 2024، 6:22 م

ناقش محللون فرنسيون أسباب خسارة اليمين المتطرف اللجان المهمة في البرلمان ومنصب رئيس أو نائبه.

وقال المحللون إن ذلك "جاء نتيجة للإستراتيجية التي اعتمدتها رئيس الحزب مارين لوبن بالانفتاح والتخفيف من حدة التطرف بهدف جذب قطاعات أكبر من الفرنسيين إلا أنها كانت سلاحًا ذا حدين، وأدى إلى نتيجة عكسية حتى بين نواب البرلمان".

وفي نهاية التصويت على المناصب الرئيسة في البرلمان الفرنسي، لم يتمكن حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) من انتخاب أحد أعضائه في اللجان المهمة في البرلمان، على عكس حزب فرنسا المتمردة (يسار متطرف) الذي حصل على عدة لجان في البرلمان.

وقال الباحث السياسي الفرنسي بمعهد العلوم السياسية في باريس، دومنيك رينيه إنه "بعد 3 أيام من التوتر الشديد، تمكن البرلمان الفرنسي من المضي في انتخاب كافة هيئاته".

أخبار ذات علاقة

فرنسا.. ائتلاف اليسار يواجه مخاطر الانهيار

 وأضاف رينيه لـ"إرم نيوز" أنه "بعد ساعات التصويت، حتى نهاية الليل، في مناخ متوتر، لم يتمكن حزب التجمع الوطني (الحزب الذي يضم أكبر عدد من النواب بـ 123 ممثلاً) من انتخاب واحد من حزبه في اللجان الرئيسة في البرلمان مثل لجنة الدفاع والاقتصاد والمالية... وغيرها".

وفي المقابل، استولى نواب حزب فرنسا المتمردة وحزب النهضة الحاكم على الغالبية العظمى من اللجان، وذلك بعدما انتخبت الجمعية الوطنية (البرلمان) رئيستها يائيل براون بيفيت، يوم الخميس الماضي، ثم ذهبت المناصب الرئيسة للأحزاب المختلفة ما عدا اليمين المتطرف.

ولم يحصل حزب التجمع الوطني على أي من المناصب الـ 22 التي يتألف منها مكتب الجمعية، بل خسر منصبي نائبي الرئيس اللذين فاز بهما في العام 2022، وهي هزيمة تفسر جزئيًا بمحاولة "الانفتاح" التي قام بها اليمين الحزبي المتطرف خلال الأصوات المحجوزة للنواب.

ومن جهته، اعتبر الباحث السياسي الفرنسي برونو كورتريه، أن حزب التجمع الوطني كان ينكر "هزائمه"، بل منع قادة الحزب عناصره من النطق بكلمة هزيمة أو حتى الاعتراف بها في صفوف التجمع الوطني، بعد خيبة الانتخابات التشريعية المبكرة.

وأضاف  كورتريه لـ"إرم نيوز" أن "الحزب اليميني المتطرف الذي يتظاهر، الآن، بأنه مستمتع بإخفاقاته، خلال عمليات التصويت التي جرت في الجمعية الوطنية، الجمعة 19 تموز/يوليو، من أجل توزيع المناصب الرئيسة في المؤسسة، لم يضحك أحد في البرلمان بقدر ما ضحكت مارين لوبان".

وتابع أنه "مع ذلك، كانت زعيمة نواب حزب التجمع الوطني تستعد لخسارة نائبيها، وهو أمر ثمين للغاية، لمدة عامين، من أجل ترسيخ شرعية اليمين المتطرف، لاسيما بعد انضمام سيباستيان تشينو للحزب والذي لديه علاقات جيدة بخصومه.

وأوضح:" لكن هذا ليس كافيًا للحد من ضحك مارين لوبان، المرشحة الرئاسية الخاسرة 3 مرات، التي كانت سعيدة برؤية خصومها يواجهون بعضهم البعض".

واعتبر الباحث السياسي الفرنسي أن "المنافسات الأولى على اللجان داخل البرلمان كانت تشبه معركة متهورة بين أنصار ماكرون وائتلاف اليسار، حيث اتهم اليسار، أنصار ماكرون بقبول أصوات من اليمين المتطرف للحصول على اثنين من نواب الرئيس الستة على المحك".

ووفقًا له فإنها المرة الأولى في عهد الجمهورية الخامسة، لم تحصل المجموعة الأولى من الجمعية (126 عضوًا) على أي من المناصب الـ 22 التي يتكون منه البرلمان. 

أخبار ذات علاقة

محللون: ديغول تنبأ بالأزمة السياسية الراهنة في فرنسا

"خدعة حزب الجمهوريين"

وترى مارين لوبان أن المسؤولين عن ذلك هم من اليسار، المذنبين بتوليهم تحالفًا داخل البرلمان ــ مع أنصار ماكرون وذلك في مواجهة اليمين المتطرف، وهم ملزمون باتفاق مع اليمين التقليدي (حزب الجمهوريين)، الذي يحتفظ بعدة مناصب رئيسة في البرلمان رغم ضآلة عدده.

واعتبر الباحث السياسي الفرنسي أن اليمين المتطرف رأى أن حزب الجمهوريين باع نفسه لحزب النهضة الحاكم الذي اشتراه حزب التجمع الوطني غاليًا، في إشارة إلى التحالف بين التجمع الوطني والجمهوريين في انتخابات البرلمان الأوروبي.

وأشار إلى أن مارين لوبان حاولت إخفاء الفشل الذريع لإستراتيجيتها الغريبة خلال انتخاب نواب الرئيس الستة، الذي تنافس فيه 8 مرشحين (2 عن اليمين المتطرف، و2 عن اليسار، 4 في الوسط واليمين)، من خلال طرحها كضحية لـ "خدع" خصومها.

وحرصًا على إظهار "الشفافية" واهتمامه بـ "الديمقراطية"، أعلن حزب التجمع الوطني سريعًا عن الأسماء الستة التي فحصها نوابه في الجولة الأولى من التصويت، بممثلين عن كل كتلة لضمان "التمثيل العادل".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC