الرئيس اللبناني جوزيف عون: الاستقواء بالخارج يجلب الدمار للبلاد والثمن يدفعه الجميع
في لحظة سياسية حاسمة في تاريخ الولايات المتحدة، يقترب الجمهوريون من تحقيق إنجاز استثنائي، وهو السيطرة الثلاثية على السلطة: البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، ومجلس النواب.
بعد فوز الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية واستعادة الأغلبية في مجلس الشيوخ، بات مجلس النواب هو العقبة الأخيرة أمام إحكام قبضتهم الكاملة على واشنطن.
انقلاب الموازين
خلال الأيام الماضية، حقق الجمهوريون تقدمًا كبيرًا في مجلس النواب. أحدث تلك الانتصارات جاء من ولاية كولورادو، حيث اعترفت النائبة الديمقراطية ياديرا كارافيو بهزيمتها أمام الجمهوري جابي إيفانز. بهذا، ارتفع رصيد الجمهوريين إلى 213 مقعدًا، مقابل 203 مقاعد للديمقراطيين، مع بقاء 19 سباقًا لم تُحسم نتائجها بعد.
الجمهوريون بحاجة إلى الفوز بخمسة مقاعد إضافية فقط لضمان الأغلبية في مجلس النواب، ما سيتيح لهم القدرة على تنفيذ أجندة الرئيس المنتخب دونالد ترامب دون معوقات.
أجندة ترامب
إن سيطرة الجمهوريين على الكونغرس ستمنحهم الفرصة لتمرير سياسات محافظة تتماشى مع رؤية ترامب، أبرزها، تأمين الحدود الجنوبية، وهي إحدى القضايا التي يوليها ترامب اهتمامًا خاصًا، حسبما أورده تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
إعادة تفويض قانون الضرائب لعام 2017، الذي من المقرر أن تنتهي صلاحية بعض أجزائه في 2025.
لكن المهمة لن تكون سهلة؛ إذ إن الأغلبية المتوقعة ستكون بهامش ضيق، ما قد يُعقّد تمرير السياسات المثيرة للجدل، خاصة وسط الانقسامات الأيديولوجية داخل المؤتمر الجمهوري.
اختبار القيادة
رئيس مجلس النواب المرتقب، مايك جونسون، يُتوقع أن يكون الحليف الأقوى لترامب داخل المجلس.
مع ذلك، سيتعين عليه مواجهة تحديات توحيد صفوف الجمهوريين، خاصة في ظل وجود تيارات مختلفة داخل الحزب، بعضها قد يعارض سياسات ترامب.
في مجلس الشيوخ، الوضع أكثر استقرارًا، مع دعم قوي من حركة MAGA، من المتوقع أن يتمتع ترامب بقدر أكبر من النفوذ مقارنة بفترته الأولى، حيث يتنافس ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على تأييده لضمان التزام المجلس بأجندته.
معركة السباقات المتبقية
الديمقراطيون لم يلقوا السلاح بعد، حيث يأمل الحزب في قلب موازين القوى من خلال الفوز بالسباقات الحاسمة المتبقية، خاصة في ولايات كاليفورنيا وأريزونا. ومع ذلك، يبدو أن الطريق نحو الأغلبية الديمقراطية يضيق.
في ألاسكا، يُتوقع أن يفقد الديمقراطيون مقعدهم لصالح الجمهوريين، ما سيزيد من تعقيد مهمتهم. وفي المقابل، يسعى الديمقراطيون لاستعادة بعض المقاعد التي خسرها الحزب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 في ولايات مثل نيويورك وأوريغون.
الانتظار والفرز
مع استمرار فرز الأصوات في عدد من الولايات، لا تزال النتائج النهائية لبعض السباقات الحاسمة غير واضحة. في كاليفورنيا وحدها، هناك ما يقرب من 5 ملايين بطاقة اقتراع لم تُفرز بعد، وهو ما قد يؤجل الحسم النهائي لأسابيع.
إذا نجح الجمهوريون في تأمين الأغلبية في مجلس النواب، فإنهم سيكملون سيطرتهم الثلاثية على السلطة، ما يُمكّنهم من إعادة تشكيل المشهد السياسي الأمريكي وفقًا لأجندتهم المحافظة. ستكون هذه السيطرة بمثابة اختبار حقيقي لمدى قدرتهم على تحقيق وعودهم الانتخابية، وتنفيذ سياسات تُحدث تغييرًا جذريًا في العديد من القضايا المحلية والدولية.