شينخوا: الصين مستعدة لتعزيز الاتصالات والتعاون مع روسيا وإيران ووكالة الطاقة بشأن نووي إيران
اعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية، أن الحكومات الأوروبية أعدت خطة إعادة تسليح أوروبا الجديدة في عجلةٍ جنونيةٍ وجوٍّ من الذعر يُخاطر باتخاذ قراراتٍ ستندم عليها لاحقًا، وسيُضعف الأمن الأوروبي، وسيُكلفها مبالغ باهظةً لن تتحملها شعوبها طويلًا.
وأدت عملية السلام في أوكرانيا، التي بدأتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حالة من الذعر في العواصم الأوروبية بشأن تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وحاجتهم الملحة إلى القدرة على الدفاع عن أنفسهم ضد روسيا.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الحكومات الأوروبية الرائدة تدعو إلى زيادة الإنفاق العسكري إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وترى المجلة أن هناك مأزقين رئيسين يجب على أوروبا تجنبهما، الأول هو تكييف إعادة التسليح السريعة مع فكرة إرسال قوة عسكرية كبيرة إلى أوكرانيا لضمان تسوية سلمية، ومحاربة روسيا هناك إذا لزم الأمر، لافتًا إلى أنه من شبه المؤكد أن هذا لن يحدث، ولا ينبغي أن يحدث، مع أن الفكرة تبدو حية في لندن وباريس وكييف.
وذكرت أن الدافع الأوروبي لإعادة التسلح يُعزى أو يُبرَّر جزئيًا إلى الخوف من أن تحاول روسيا اختبار حلف "الناتو" بمهاجمة بولندا أو دول البلطيق، لكن القادة الأوروبيون يقولون إنهم قلقون للغاية من أي هجوم لدرجة أنهم يرغبون في إرسال قوات إلى أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يمنح روسيا فرصة "اختبارهم" بمخاطر أقل بكثير ومكاسب أكبر بكثير.
أما المأزق الثاني، بحسب المجلة، فهو تقليد السياسة الأمريكية في العقود الأخيرة، وإنفاق مبالغ طائلة على عدد محدود من منصات الأسلحة المتطورة، مثل الطائرات المقاتلة ودبابات القتال والسفن الحربية، إلا أن أسلحة أرخص بكثير، مثل طائرات المراقبة والطائرات المسيرة القاتلة؛ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات؛ ومدافع الهاوتزر والقذائف اللازمة لتزويدها؛ والألغام الأرضية، أثبتت أهميتها في أوكرانيا.
وبيّنت المجلة أنه على الرغم من أن إدارة ترامب دأبت على تشجيع أوروبا على شراء الأسلحة الأمريكية، لكن فرنسا والعديد من الحكومات الأوروبية تُشدد على أن إعادة التسلح يجب أن تعتمد على الأسلحة الأوروبية، وتسعى إلى كسب تأييد الرأي العام من خلال الترويج لهذا على أنه برنامج لإحياء الصناعة.
وأكدت أنه حتى في أفضل السيناريوهات، سيستغرق هذا وقتًا طويلاً، وقد بدأت تظهر خلافات عميقة، فبولندا، التي تخشى، إلى جانب دول البلطيق، من هجوم روسي، تُريد تعزيز قواتها بسرعة بالأسلحة الأمريكية، بدلًا من انتظار الأسلحة الأوروبية.
ووفقًا للمجلة، يُعزى ضعف الصناعة العسكرية الأوروبية بشكل كبير إلى صعوبة تنسيق وتجميع الإنتاج بين مختلف الدول، ومن أجل إنتاج أسلحة متكاملة وفعالة، سيتعين على الدول جميعها التخلي عن بعض صناعاتها القائمة، وسيتعين على بعضها التخلي عن معظمها.
ونوهت المجلة إلى أنه ستكون هذه المفاوضات مؤلمة وصعبة للغاية، ولكن مع مرور الوقت، لا يوجد احتمال واقعي لهجوم روسي على عضو آخر في "الناتو" في المستقبل المنظور، بالنظر إلى تجربتها في أوكرانيا، وأي دراسة متأنية للدوافع والأفكار الروسية.
وأضافت المجلة أنه بدون استثماراتٍ جديدةٍ ضخمة، زادت ألمانيا إنتاجها من قذائف عيار 155 ملم بشكل كبير، ويمكن لفرنسا إنتاج المزيد من صواريخ ميسترال المحمولة المضادة للطائرات، ويمكن للصناعة الأوروبية ككل إنتاج أعدادٍ هائلةٍ من الطائرات المُسيّرة.
وسيُمكّن ذلك أوروبا من ردع أي هجومٍ روسيٍّ آخر، وتوفير مساعداتٍ عسكريةٍ طويلة الأمد كافيةٍ لأوكرانيا لضمان أن يكون أي هجومٍ جديدٍ على ذلك البلد باهظَ التكلفة وخطيرًا للغاية على روسيا، وفقًا للمجلة.
والسبب الأخير الذي يدفع الحكومات الأوروبية إلى توخي الحذر، بحسب المجلة، هو ما يعنيه كل هذا بالنسبة للوحدة الأوروبية ولقطاعات حيوية أخرى من أنشطة الدولة.
كما بيّنت المجلة أن إيطاليا وإسبانيا، البعيدتين عن روسيا ودول المواجهة في أزمة المهاجرين المستمرة عبر البحر الأبيض المتوسط، لا ترى ببساطة أن موسكو تُهدد مصالحهما الحيوية.