الشرع في خطاب إعلان الحكومة: هدفنا إعادة بناء مؤسسات الدولة وإصلاحها ومعالجة القضايا الاقتصادية
بدأ الخوف والقلق يُسطر على حلف شمال الأطلسي "الناتو" بشأن تسوية الحرب الأوكرانية وتنامي النفوذ الروسي السياسي والعسكري مع تحول الموقف الأمريكي وعودة العلاقات مع موسكو.
وتسبب عودة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو في تعميق الهوة بين الغرب وروسيا.
وتفاقمت الانقسامات داخل "الناتو" بشأن طبيعة الدعم الذي يجب تقديمه لكييف.
يأتي ذلك، خوفا من رود الفعل الأمريكية على استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا تزامنا مع امتناع دول الحلف في زيادة نفقاتهم الدفاعية تنفيذًا لأوامر الرئيس دونالد ترامب.
وخلال الساعات الماضية، حاول "الناتو" عرقلة المساعي الأمريكية لحل الصراع الروسي الأوكراني، وعلى إثرها اتهم سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، بمحاولة عرقلة مسار مفاوضات السلام.
وخلال زيارة مارك روته إلى سلوفاكيا، قال إن واشنطن أعلنت أن هناك مسارا لا رجعة فيه لعضوية أوكرانيا في الناتو.
وأضاف: "لنكُن صادقين، نحن والولايات المتحدة نقول الآن إننا لا نريد إدراج هذه المسألة في عملية السلام، ولم يتم وعد أوكرانيا بأن تصبح العضوية جزءا من اتفاقية السلام".
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لا يعترض على تصريحات وزير دفاعه بيت هيغسيت بأن عضوية أوكرانيا في حلف "الناتو" غير مرجحة، وأن جو بايدن ارتكب خطأ عندما قال إن أوكرانيا يمكن أن تنضم إلى الحلف مما أدى في النهاية إلى تصعيد النزاع.
وبعد تحول الموقف داخل "الناتو" وتغير رؤيته تجاه انضمام أوكرانيا للناتو، يبقى التساؤل الأبرز، عن مصير انضمام كييف للناتو بعد تصريحات مارك روته؟ وعما إذا بدأ حلف الناتو يشعر بالخوف من رد فعل أمريكا؟
وقال بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن "الناتو لن يضم أوكرانيا إلى عضويته، لأن هذه الخطوة قد تسبب في اندلاع حرب عالمية ثالثة ولن يبقى العالم كما هو عليه وسينقلب إلى فوضى عارمة، وكل التحالفات ستتغير".
وأضاف البني لـ"إرم نيوز"، أن "تصريحات روته كشفت بشكل مباشر أن حلف شمال الأطلسي بدأ بالفعل في التراجع عن خطط ضم كييف، لأن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا كانت بالأساس من أجل منع الناتو لضم أوكرانيا".
وأردف أن أوكرانيا ليس لديها إرادة قبول أو رفض الاتفاق الروسي الأمريكي حول التسوية الخاصة بها، ولكن حتى الآن ليس هناك اتفاق روسي بشأن الأزمة الأوكرانية.
وأشار إلى أن "أي اتفاق سيتم ستقبل به أوكرانيا في كل الأحوال، والأوروبيون لا يستطيعون دعم أوكرانيا وحدهم وإذا تم التوصل لاتفاق روسي أمريكي سيُفرض على كييف هذا الحل، وأن كلاً من أوكرانيا وأوروبا سترضخان للاتفاق الروسي الأمريكي".
من ناحية أخرى، قال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، د. آصف ملحم، إن هناك الكثير من التصريحات التي تخرج من العواصم الغربية التي تبدو أنها متناقضة بعض الشيء، حول رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، لذلك يجب التريث وعدم بناء الاستنتاجات بناء على هذه التصريحات.
وأضاف ملحم في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز، صرح بأنه تمت دعوة الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا ستارمر لزيارة البيت الأبيض هذا الأسبوع، ويبدو أن هناك محادثات مقبلة لوضع النقاط على الحروف في هذه الموضوعات الخلافية.
وأوضح أن "المشكلة الآن تتمثل في أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن تحالفات جديدة توازي حلف "الناتو" سواء في تايوان أو الشرق الأوسط أو اليابان أو في بحر الصين وبالتالي الموضوع بالنسبة لترامب له أولويات أخرى على أولوية الصراع في أوكرانيا".
وتابع أن "أوكرانيا لا يمكنها أن تنضم إلى حلف "الناتو" إلا إذا كان لها حدود مستقرة ومعترف بها دوليا وغير خاضعة للحرب، لأن انضمامها للحلف بهذا الوضع يعني دخول "الناتو" في حرب مباشرة مع روسيا، وبالتالي لم ولن تنضم أوكرانيا إلى حلف "الناتو" وروسيا قادرة على تدمير أوكرانيا بالكامل حتى لا تصبح عضوا في الحلف".
وخلص إلى أنه "علينا الانتظار إلى القمة الثلاثية في البيت الأبيض بيت ترامب وماكرون وستارمر والتي ستكون حاسمة حول العديد من الملفات بشأن أوكرانيا".