الكرملين: نعارض فكرة نشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا
روى فلسطينيون تفاصيل مروعة لاستهداف الطائرات الإسرائيلية للمستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، وتدمير أجزاء رئيسة فيه منتصف الليلة الماضية، الأمر الذي تسبب بخروج المستشفى عن الخدمة، وإجلاء عدد من المرضى والمصابين منه.
وأدى القصف الإسرائيلي للمستشفى الواقع وسط مدينة غزة، إلى هروب عشرات المرضى والجرحى إلى الشوارع المحيطة به على الأسرة الطبية، ما حرمهم من تلقي العلاج والمأوى الملائم، فيما لقي طفل مصرعه على إثر نقص الأوكسجين خلال القصف.
وقال الجريح محمد أبو ناصر، إنه "ومع منتصف الليل فوجئ المرضى والمصابون بتهديد من الجيش الإسرائيلي بقصف المستشفى"، مشيرًا إلى أن المصابين والمرضى لم يعرفوا أين يمكن أن يذهبوا أو يهربوا من الموت.
وأوضح أبو ناصر، لـ"إرم نيوز"، أن "القصف استهدف المرافق الرئيسة من المستشفى وحرَم المرضى من الرعاية الطبية"، متابعًا: "هربنا إلى قسم الجراحة وبقينا في غرفة واحدة، وعشنا لحظات من الرعب والبكاء وكأنه محكوم علينا بالموت".
وأضاف: "لم نكن نعرف أيًا من المباني الذي سيُضرب، وبعض المرضى أخرجوا على أسرة المستشفى بمساعدة الجيران، والوضع كان مخيفًا للغاية، وكنا نتوقع أن نكون جميعًا بين الضحايا خلال لحظات".
وأشار إلى أن "المصابين والمرضى لم يتم التنسيق لإخراجهم من المستشفى، وعاشوا أصعب الأوقات، خاصة أنه من الصعوبة إجلاؤهم في ظل الوضع الصحي الصعب لهم"، مبينًا أن ما حدث بمنزلة جريمة بحق الإنسانية.
وقالت المُسنة زينات الجندي، إنها "مرافقة لزوجها المريض ومبتور القدمين، وفوجئت بأوامر من الجيش الإسرائيلي بإخلاء المستشفى"، مشيرةً إلى أن أوامر الإخلاء كانت مصحوبة بالصراخ في مختلف أروقة المستشفى.
وأوضحت الجندي، لـ"إرم نيوز"، أن "الصراخ كان في جميع أروقة المستشفى، وأن الجميع سارع للهرب إلى الخارج"، واصفةً الأمر بالصعب للغاية في ظل وجود الأطفال والجرحى الذين ينزفون، خاصة من فئة المبتورين.
وتابعت: "كنا ننطق بالشهادتين، وفي اللحظة التي تحركنا من أجل الخروج، نزلت الصواريخ من فوق رؤوسنا، وكان طبيب أمريكي يحاول التهدئة من روعنا، وأكد أن المكان الذي نتواجد فيه آمن، إلا أن الخوف كان مسيطرًا علينا بالكامل".
واستكملت: "المنظر كان صعبًا للغاية، وجزء كبير من المستشفى مدمر بالكامل، الشباب هربوا بأسرّة المستشفى، وكنا في صدمة وحالة هلع، وكان الوضع صعبًا للغاية، وكنا نشعر أننا ننتظر الموت"، مؤكدة أن "الجيش دمّر آخر مستشفى بمدينة غزة".
وقال الصحفي رمضان أبو سكران، إن "أحد جيران المستشفى وصل إليها في منتصف الليل، وطلب من الجميع الخروج على إثر تهديد وصله من الجيش الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن المرضى خرجوا على الأسرّة كمسيرة طويلة في شوارع غزة.
وأوضح أبو سكران، لـ"إرم نيوز"، أن "المرضى حاولوا الهروب إلى البوابة الخارجية؛ إلا أن الجيش الإسرائيلي أمرهم بالابتعاد كثيرًا عن المستشفى"، لافتًا إلى أن ذلك كان بمنزلة مهمة شاقة للغاية في ظل الوضع الصعب للمرضى والمصابين.
وأضاف"تم استهداف المكان بصاروخين دمّرا جزءًا كبيرًا من المستشفى، وعشنا حالة من الذعر والهلع الكبيرين، المرضى كانوا ملقين في الشوارع على الأسرّة، لم يبقَ أحد بالمطلق في المستشفى".
وتابع قائلا: "عشنا أوضاعًا صعبة للغاية، ولم نتمكن من نقل جميع المصابين والمرضى من المستشفى إلى الخارج، والوضع كان صعبًا للغاية ولا يمكن وصفه بالكلام... الحالة صعبة جدًا، وهناك خوف كبير، والأمر صعب للغاية"، حسب تعبيره.