أثار نشر صورة لمدعي مدينة "بردسير" في محافظة كرمان جنوب شرق إيران، عماد بني أسد، اليوم الجمعة، وهو يأمر المخابز بعدم بيع الخبز لـ "اللاجئين"، ويقصد بذلك الأفغان، ردود أفعال غاضبة.
وجاء في الصورة المثبتة على زجاج أحد المخابز أنه "بأمر النيابة يُمنع بيع الخبز للأجانب"، وفي حالة "المخالفة" سيتم "التعامل" وفق القانون.
وتستخدم السلطات الإيرانية كلمة "الأجانب" للإشارة إلى مواطني أفغانستان الذين يعيشون في إيران، بغض النظر عما إذا كان وجودهم قانونيًا أم غير قانوني.
وردًا على أمر المدعي العام، أشار رسول موسوي، مساعد وزير الخارجية الإيراني وسفير إيران السابق لدى فنلندا وطاجيكستان، على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إلى نص لأبي الحسن الخرقاني، وهو متصوف إيراني مشهور، كتب عليه: "أعطِ الخبز لمن دخل هذا البيت، ولا تسأل عن إيمانه".
وتابع موسوي في كتابته: "ماذا حدث لنا مع هذا التاريخ والثقافة والأدب والتصوف الذي أصبحنا عليه هكذا؟".
وكتب رجل الدين والأستاذ في الحوزة العلمية بمدينة قم وسط إيران، فرهاد فتحي، إلى نيابة الدولة: "بأي منطق مُنع بيع الخبز للاجئين الموجودين في البلاد منذ سنوات طويلة ولديهم ترخيص؟ الذين قاتلوا من أجل قضيتنا في سوريا؟!".
وكانت قوة من اللاجئين الأفغان قد أرسلها الحرس الثوري إلى سوريا خلال الحرب الأهلية في هذا البلد، وقاتلت ضمن "فيلق فاطميون" الذي أسسه فيلق القدس في عهد قائده السابق الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة في العراق مطلع عام 2020.
وقدّم الأفغان المئات من القتلى والجرحى خلال مشاركتهم العسكرية في الحرب بسوريا، ولا يزال قسم منهم يتواجد في سوريا بأمر من الحرس الثوري.
وبعد نشر تقارير عن زيادة عدد المهاجرين الأفغان في إيران منذ سيطرة طالبان على الحكم في أغسطس/آب 2021، وإطلاق حملات لإدارة هذا الوضع، تتزايد الضغوط على هؤلاء المهاجرين يومًا بعد يوم.
وتقول السلطات الإيرانية إنه يوجد ما بين 7 إلى 8 ملايين أفغاني في البلاد، وأكثر من نصفهم غير مسجلين لدى وزارة الداخلية، وأغلبهم دخل البلاد هربًا من طالبان.
وفي سياق متصل، أعلن قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني، الجنرال أحمد رضا رادان، الجمعة، أنه "بحلول نهاية العام، سوف نقوم بترحيل مليوني مواطن أفغاني غير شرعي".
