حصيلة الزلزال في بورما ترتفع إلى 2719 قتيلا

logo
العالم

قمة "تحالف الراغبين" تكشف عن صدع عميق بين أمريكا وأوروبا

قمة "تحالف الراغبين" تكشف عن صدع عميق بين أمريكا وأوروبا
اجتماع السلام والأمن من أجل أوكرانياالمصدر: رويترز
28 مارس 2025، 1:36 م

كشفت قمة "تحالف الراغبين" في باريس عن وجود صدع عميق بين ضفتي الأطلسي، الولايات المتحدة وأوروبا، يبدو أنه لا يمكن ردمه في الوقت الحالي، وفقًا لما ذكرته صحيفة "الإندبندنت".

وقالت الصحيفة، إن الاتفاق بين كير ستارمر وإيمانويل ماكرون على تشديد العقوبات ضد روسيا في محاولة لتسريع وقف إطلاق النار في أوكرانيا لا يمكن أن يصرف الانتباه عن الانقسامات الكبرى في قضايا أخرى. فمهما حاول ماكرون وستارمر إخفاء الحقيقة، فإن ما برز بوضوح من قمة باريس، يوم الخميس، هو الانقسامات العميقة عبر الأطلسي، وليس الاتفاقات.

وعلى الرغم من تعيينهما رئيسين مشتركين، عقد الزعيمان الفرنسي والبريطاني مؤتمرات صحفية منفصلة. حيث أشار ستارمر في بيانه إلى أن "هذا هو الاجتماع الرابع الذي يُنظر فيه إلى ما يُسمى إما "تحالف الراغبين" (المملكة المتحدة) أو "قوة الطمأنينة" (فرنسا وألمانيا)".

وأضاف أن أكثر من 200 متخصص عسكري أمضوا أيامًا في التخطيط في لندن.

وفي حين بذل كل منهما قصارى جهده لتجنب التعارض المباشر مع جهود السلام الأمريكية، مؤكدين أن الخطط الأوروبية مصممة لـ"اليوم التالي" للاتفاق، فإن كلًّا منهما أظهر في الوقت ذاته تفاؤله بشأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومع ذلك، كان من الصعب تجاهل الانطباع بأنهما كانا ينتظران فشل الجهود الأمريكية، وكانا يعتمدان على تكتيكات مختلفة نوعًا ما.

وأوضحت الصحيفة أن التحركات الأوروبية شملت تشديد العقوبات على روسيا على أمل زيادة الضغط على موسكو لقبول الشروط الحالية لوقف إطلاق النار، وهو ما يتناقض مع التلميحات الأمريكية التي تدعو إلى تخفيف العقوبات مقابل قبول روسيا لوقف إطلاق النار في البحر الأسود.

هذا بالإضافة إلى الحديث المستمر عن أن السلام يمكن تحقيقه فقط "من خلال القوة"، وهو ما أكده كل من ماكرون وستارمر بأنه يتجسد في الوحدة التي أظهرها الأوروبيون.

وأضافت الصحيفة أنه من الإنصاف القول إن التركيز الكبير على نقاط الاتفاق بين ماكرون وستارمر كان يهدف جزئيًّا إلى صرف الانتباه عن الانقسامات الداخلية في أوروبا.

وشملت هذه الخلافات نقاشًا طويلًا حول ما إذا كان ينبغي البدء في إنفاق الأصول الروسية المُصادرة أم الاكتفاء بالفوائد المتراكمة. كما تطرق النقاش إلى مسألة إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا دون ضمانات أمنية تدعمها الولايات المتحدة.

ومن المثير للدهشة أن بعض الأوروبيين لا يزالون يصرون على تغيير موقف الولايات المتحدة من التدخل العسكري المباشر في أوكرانيا.

وتابعت الصحيفة أن المنظور الأمريكي في بعض الأوساط يُوصف بأنه "واقعي"، استنادًا إلى حقيقة مُرّة مفادها أن أوكرانيا تُخاطر بخسارة الحرب، وأن الأولوية يجب أن تكون لتقليص الخسائر ووقف القتل. ومع ذلك، يُعتقد أن مصير أوكرانيا لن يُحدد مصير الولايات المتحدة، التي تعتبر الصين التهديد الرئيسي لها.

أما بالنسبة لأوروبا، فإن الرأي السائد هو أنه يجب ألا تُسمح لروسيا بالاستفادة من غزوها غير الشرعي، وأن أوكرانيا يجب أن تخرج من هذه الحرب بسيادة سليمة، مشيرين إلى أن مصير أوكرانيا حيوي لمستقبل أوروبا بقدر ما هو غير حيوي للولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات الداخلية الأوروبية ليست جديدة، حيث شهدت القارة الأوروبية خلافات مماثلة بين فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن حرب العراق، ما أسفر عن انقسامات حادة بين واشنطن ولندن من جهة، وباريس من جهة أخرى، في حين اختارت ألمانيا الانسحاب بهدوء.

ورغم أن الحرب في أوكرانيا تختلف عن حرب العراق، إذ تخلت الولايات المتحدة عن موقفها اللفظي تجاه الموقف الأوروبي، إلا أنها تسعى الآن إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا كجزء من تطبيع علاقاتها مع روسيا واستعادة ما يمكن تسميته بعلاقة "القوى العظمى".

لكن الصعوبة تكمن في أن هذا التحول جاء مبكرًا جدًّا وسريعًا جدًّا بالنسبة للدول الأوروبية، ما يجعل من الصعب تنظيم قدرة دفاعية أوروبية بحتة، ويُخاطر بترك أوكرانيا في مأزق.

علاوة على ذلك، فإن هذا التحول يُنذر بخلق فجوة أوسع بين الولايات المتحدة وأوروبا، ما قد يُسهم في نهاية الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا، والذي دام لأكثر من 80 عامًا.

أخبار ذات علاقة

"تحالف الراغبين".. كيف سترد روسيا على التصعيد الأوروبي؟

واختتمت الصحيفة بالقول، إن احتمال الصدع العميق بين الولايات المتحدة وأوروبا قد يكون غير قابل للرَّدم، وهو ما يُقلق بالفعل أجيالًا عديدة من الأطلسيين الأوروبيين.

ففي نظرهم، لم يكن التحالف بين الجانبين مجرد حقيقة واقعة، بل كان ضمانًا بأنهم على الجانب الصحيح من التاريخ. ومع ذلك، قد يكون هذا العصر على وشك الانتهاء.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات