الأمم المتحدة: 142 ألف نازح في غزة خلال أسبوع
اتفق خبراء فرنسيون، أن اختيار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لرئيس الوزراء القادم سيكون بمثابة "اختبار لقدرته على المناورة" في المشهد السياسي المشحون.
وفي سباق متسارع وقرارات حاسمة، يعمل ماكرون بصمت وترقب لاختيار رئيس للحكومة بعد استقالة ميشيل بارنييه.
وبينما كانت الأنظار تتجه نحو فرانسوا بايرو كمرشح أول، تغيرت الرياح فجأة لتعيد برنارد كازنوف إلى دائرة الضوء.
وبدا كل شيء محسومًا، يوم الثلاثاء، بعد اجتماع في قصر الإليزيه بين إيمانويل ماكرون والأحزاب المستعدة لعدم حجب الثقة عن رئيس الحكومة المقبل.
وكان فرانسوا بايرو في الصدارة، لكن الأمور أخذت منحى جديدًا، بعد أن عاد برنارد كازنوف ليكتسب وزنًا كبيرًا.
وقال جاك لانسلوت، المحلل السياسي المتخصص في السياسات الحكومية الفرنسية، إن "رؤية ماكرون تُظهر محاولته للموازنة بين التحالفات السياسية".
وقال لانسلوت لـ"إرم نيوز"، إن "تردد ماكرون في اختيار رئيس الوزراء يعكس صراعًا داخليًا بين ما وصفه بالحسابات البراغماتية، والإشارات الرمزية".
وأضاف أن "اختيار شخصية مثل برنارد كازنوف يوفر لماكرون مرونة في التعامل مع الأطراف المختلفة، خاصة أنه شخصية تتمتع بخبرة في التوافق بين الأطياف السياسية".
ورأى لانسلوت، أن "خيار كازنوف قد يتيح لماكرون استقطاب دعم من الاشتراكيين مع الحد من معارضة اليمين المعتدل".
وفي المقابل، يرى لانسلوت أن ترشيح فرانسوا بايرو كان سيُعدُّ تكريمًا للحلفاء التاريخيين، لكنه قد يضر بصورة ماكرون كزعيم يسعى إلى تجديد النخبة السياسية، خاصة أن بايرو مرتبط بقوة بمشهد 2017.
أما عن التحديات السياسية المقبلة، فأشار لانسلوت إلى أن "التوقيت حساس للغاية، إذ إن أي خطأ في اختيار الشخصية المناسبة قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات داخل البرلمان، وتعطيل تمرير القوانين الأساسية، لا سيما في ظل مناخ سياسي متوتر بعد الإطاحة بالحكومة السابقة".
ومن جهتها، قالت كلير ديبريه، الخبيرة في العلاقات التنفيذية والسياسات الفرنسية، إن "ما فعله ماكرون يعد مناورة ذكية لتعزيز سلطته الشخصية".
وذكرت ديبريه لـ"إرم نيوز"، أن "ماكرون يتبع إستراتيجية الإدارة بالمفاجأة، وهي أسلوب يمكّنه من فرض سلطته كصانع قرار غير متوقع.
وترى ديبريه، أن "برنارد كازنوف خيار يُظهر حنكة سياسية، إذ إنه يمتلك سجلًا قويًا كوزير للداخلية ورئيس وزراء سابق في عهد فرانسوا هولاند".
وأضافت أن "كازنوف لديه القدرة على تهدئة الأوضاع البرلمانية المتوترة، وتقديم صورة عن حكومة تركز على الإدارة دون انغماس في الجدل السياسي".
واعتبرت ديبريه، أن "استبعاد بايرو رسالة ضمنية بأن الحلفاء التقليديين لماكرون ليسوا بمنأى عن القرارات السياسية الصارمة، ما يعكس استقلالية الرئيس عن التأثيرات القديمة".
ونوهت إلى أن "اختيار رئيس وزراء مقبول لدى الأطراف المختلفة قد يُحدث تهدئة نسبية، لكنه لا يضمن دعمًا طويل الأمد، خاصة أن المعارضة ستظل تراقب عن كثب تحركات الحكومة المقبلة".