إعلام بريطاني: من المرجح فرض قيود أعلى على المعلومات الاستخباراتية المرسلة لواشنطن
توقع خبراء في العلاقات الدولية، أن تفرز القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، "تفاهمات كبرى" سترسم ملامح حقبة جديدة من العلاقات بين البلدين؛ ما سيمهد لنظام عالمي جديد.
وقال الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن من أبرز النقاط التي ستكون حاضرة في الصدارة، وقف الدعم التسليحي الأمريكي لأوكرانيا، بجانب رغبة موسكو في إجراء عملية تقنين دولي للأراضي التي احتلتها في أوكرانيا، مشيرين إلى أن هذا اللقاء سيؤسس أبجدية جديدة للعالم الذي يهيمن عليه قطب واحد.
وقالت تقارير إعلامية، إن الاستعدادات لتنظيم قمة ترامب وبوتين تتسارع، وسط استحواذ الصفقات الاقتصادية "المربحة" جانبًا كبيرًا من المفاوضات، وذلك بعد أن انطلقت المحادثات المباشرة في الـ18 من فبراير الماضي في الرياض، والتي جاءت بخطوات دبلوماسية منها إعادة موظفي السفارة في واشنطن وموسكو، وتشكيل فريق رفيع المستوى لتسهيل محادثات السلام في أوكرانيا، واستكشاف سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ويقول الخبير في العلاقات الدولية، عادل حجازي، إن القمة ستشهد الوقوف على مجموعة من النقاط التوافقية التي تم تنسيقها خلال الفترة الماضية من خلال مباحثات بين الولايات المتحدة وروسيا، جرى الجزء الأكبر منها في الرياض، في صدارتها رفعُ واشنطن يدها عن استمرار الدعم التسليحي لكييف.
وأوضح حجازي لـ"إرم نيوز"، أن وقف الولايات المتحدة لدعمها التسليحي لأوكرانيا، سيكون أمرًا كارثيًّا لكييف والأوروبيين، حيث إن السلاح الذي يتم تصنيعه في أوكرانيا وأوروبا لا يتجاوز الـ50% ومع منع السلاح الأمريكي، سيحدث فجوة كبيرة، وتدارك الأمر مع توفير الأوروبيين الدعم التقني والمالي لتعويض هذه الفجوة، سيستغرق عاما على الأقل، وهو ما سيغير نقاط المواجهة ويفرض إحداثيات جديدة على أرض المعارك، يجعل موسكو تضع شروطها كاملة، لتكون كييف مرغمة على تحقيقها.
وبحسب حجازي، فإن من ضمن أهم النقاط التي تم تنسيقها بين موسكو وواشنطن، وسيكون هناك وقوف عليها في قمة بوتين وترامب، إجراء "التقنين الدولي" للأراضي التي احتلتها روسيا في أوكرانيا، واعتراف واشنطن بأنها خاضعة لروسيا، وهي أراض تتراوح نسبتها ما بين 20 إلى 25% من المناطق الأوكرانية، وفي صدارتها دونيتسك ولوغانسك.
وتوقع حجازي أن تكون من بين نقاط التوافق إجراء صفقة أخرى تتعلق بالاستحواذ على "المعادن النادرة" في أوكرانيا، وهي الصفقة التي كانت تجهز بين كييف وواشنطن، وتم أرجاؤها بعد ما جرى في الاجتماع الشهير مؤخرًا بين ترامب وزيلينسكي، والذي شهد خلافًا قويًّا وأزمة كبيرة.
كما رجح أن يتم إجراء صفقة بين الرئيسين الأمريكي والروسي عبر شراكة تحمل امتيازًا لاستخراج هذه المعادن، ولا سيما أن القطاع الأكبر من الأراضي التي تحتوي على هذه المعادن في منطقة الدونباس الخاضعة معظمها لروسيا بعد احتلالها ويتم حاليًّا إدراك بعض المفاصل المتبقية للسيطرة على الإقليم بشكل كامل.
وتابع أن الاعتراف الأمريكي بخضوع "الدونباس" كاملًا لروسيا، واستكمال الاستحواذ بشكل تام، سيحمل في جنباته صفقة من الممكن أن تجمع استثمارات روسية وأمريكية لاستخراج "المعادن النادرة" من هناك ، وهو الأمر الذي سينهي أي أوجة دعم أمريكي لأوكرانيا أو تفاهم مع أوروبا حول أمن "القارة العجوز" في المستقبل القريب.
وبين حجازي أن من أبرز النقاط التي سيضعها بوتين ضمن هذه التفاهمات في القمة المرتقبة، أنه لا عودة لحدود 2022، وأن موسكو لن تقدم أي التزامات فيما يخص عدم استكمال العملية العسكرية في أوكرانيا وما يتعلق بالتعامل مع مناطق في أوروبا الشرقية.
فيما تؤكد الباحثة في الشأن الروسي، ميس كريدي، أن اللقاء المنتظر بين ترامب وبوتين، من المتوقع أن يؤسس أبجدية جديدة للعالم.
وأضافت كريدي لـ"إرم نيوز"، أن ما يحدث مؤخرًا من متغيرات ومواقف وتحركات، ليس آخرها ما جرى بين ترامب وزيلينسكي بالبيت الأبيض، يؤكد أن هناك انقلابًا لشكل العالم وما فيه من نظام "العولمة" الذي ساد عبر قطب واحد مهيمن، ليتحول إلى عالم فيه أقطاب متفاهمة حول إدارة الأمور والتهدئة في العالم وإعادة إنتاج مجتمع دولي تسوده قدرة على العمل والتحرك بعد أن تسبب نظام العولمة في فوضى هائلة.
وأشارت إلى أن اللقاء بين بوتين وترامب، سيحكمه توجه واضح من الأخير بالانقلاب على "الدولة العميقة" في بلاده التي أخضعت العالم وقامت باستنزافه عبر نظام دولي، جاء بالكثير من الكوارث والحروب في كل مكان.
وأردفت كريدي أن هذا اللقاء من شأنه أن يرسخ اتفاقًا عالميًّا على الانتهاء من الفصل المظلم والذهاب إلى قواعد عمل تتيح للمجتمع الدولي، نوعًا من السلام عبر اتفاق القطبين الكبيرين على إيقاف الحروب والنزاعات وتنظيم العولمة التي عملت على تجريف كل شيء.