وزير الدفاع الأمريكي: على واشنطن ومانيلا الوقوف معا بوجه التهديدات الصينية
على مدى أكثر من عقد من الزمان، واجه الغرب الشرق فيما وُصف بـ"حرب باردة جديدة". ولكن مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المشهد السياسي، يبدو أن الولايات المتحدة تتجه نحو تغيير جذري في موقفها تجاه روسيا؛ ما قد يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي العالمي.
وجلس المفاوضون الأمريكيون والروس يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا في 2022.
وفي خطوة رأى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أنها كانت صادمة، أشار ترامب إلى استعداده للتخلي عن حلفاء أمريكا التقليديين من أجل بناء علاقات أقوى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبحسب التقرير، هذا التحول يمثل تراجعًا عن عقود من السياسة الأمريكية التي اعتبرت روسيا تهديدًا يجب التعامل معه بحذر.
بخلاف الموقف الأمريكي التقليدي، حمّل ترامب أوكرانيا مسؤولية الصراع، مشيرًا إلى أن قادتها رفضوا التوصل إلى تسوية سلمية قبل بدء الغزو الروسي.
وقال ترامب في حديثه للصحافيين من منتجعه في فلوريدا: "كان يمكنهم إبرام صفقة، لكنهم لم يفعلوا ذلك".
لم يُلقِ ترامب أي لوم على بوتين أو روسيا، متجاهلًا الهجوم الروسي الذي بدأ بضم شبه جزيرة القرم في 2014، وبلغ ذروته بالغزو الكامل في 2022.
على مدى العقود الماضية، كانت الولايات المتحدة تفرض عقوبات على روسيا وتعمل على احتوائها. إلا أن ترامب، وفقًا لمصادر مطلعة، يسعى إلى إنهاء العزلة الدولية المفروضة على موسكو، بل إنه يروج لفكرة إعادة روسيا إلى مجموعة الدول السبع الكبرى، بعد طردها منها عقب ضم القرم، بحسب تقرير "نيويورك تايمز".
كوري شاك، الخبيرة في معهد أميركان إنتربرايز والمستشارة السابقة للرئيس جورج بوش، وصفت هذا التوجه بأنه "تراجع مشين عن ثمانين عامًا من السياسة الخارجية الأمريكية".
وأكدت أن الولايات المتحدة لطالما دعمت استقلال الدول التي تعرضت للعدوان، لكنها الآن تضفي الشرعية على الغزو وتقسيم مناطق النفوذ، على حد تعبيرها.
وفقًا للمحللين، فإن نهج ترامب يجعل أوروبا في موقف صعب. إيان بريمير، رئيس مجموعة أوراسيا الاستشارية، صرح بأن ترامب يبدو وكأنه يعامل حلفاء أمريكا الأوروبيين كأعداء، بينما يقرب بوتين من دائرة شركائه.
وأضاف "إنه تغيير غير عادي... ترامب يجعل بوتين يبدو كشريك رئيس، بينما يضغط على ألمانيا، وفرنسا، وكندا بفرض رسوم جمركية وتهديدات أخرى".
كما أشار إلى أن دعم ترامب لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف يثير قلق المسؤولين الأوروبيين، حيث يعتبرون هذا الحزب امتدادًا للفكر النازي الجديد.
