مدير عام المستشفيات في غزة: عدة غارات جوية إسرائيلية قتلت عائلات بأكملها
يتسبب غياب الوظائف في بطالة هائلة بين الشباب في منطقة الساحل الإفريقي الوسطى، حيث تصبح البطالة المتفشية بمثابة نعمة للجماعات المتطرفة التي تجندهم مقابل أقل من 80 يورو.
وتعتبر منطقة الساحل الوسطى، التي تضم بوركينا فاسو ومالي والنيجر، الأكثر حدة في تحديات القضية الحساسة المتمثلة في خلق فرص العمل للشباب في إفريقيا، وفق ما توصل إليه تقرير لصحيفة "موند أفريك" الفرنسية.
والواقع أن قابلية توظيف الشباب تشكل جزءاً من المشكلة بقدر ما تشكل جزءاً من الحل للأزمة المتعددة الأوجه التي تعيشها دول الساحل، بما في ذلك تشاد وموريتانيا.
ولم تعد الخدمات العامة قادرة على توظيف المزيد من الموظفين، ففي العديد من بلدان الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا، تم تجاوز نسبة 35 في المئة من عائدات الضرائب المخصصة لفاتورة الأجور.
وحسب التقرير، فإن ما يزيد الطين بلة أن القطاع الخاص لا يخلق فرص عمل للشباب أو بديلا حقيقيا لوظائف الدولة.
وفي بوركينا فاسو والنيجر وتشاد وموريتانيا وأماكن أخرى في الساحل، تسببت الاضطرابات المناخية في فقدان الزراعة، بما في ذلك الثروة الحيوانية، قدرتها على خلق فرص العمل والدخل في المناطق الريفية.
يحدث ذلك على الرغم من أن هذا القطاع يمثل في بعض دول المنطقة 40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي و58 في المئة من العمالة المباشرة وغير المباشرة بين السكان النشطين، حسب المصدر الفرنسي ذاته.
ونتيجة لذلك، فإن الجماعات المتطرفة التي تجوب منطقة الساحل لا تجد صعوبة في تقديم "عروض عمل" تزدهر بين الشباب.
ولم يعد هناك شك في أن الأزمة الأمنية الحالية في المنطقة لن يكون لها حل إذا التزمت الدول بالرد الأمني والعسكري وحده.
وهذا الاعتقاد مبني على حقائق وأرقام، فما بين عامي 2010 و2018، زاد الإنفاق المتعلق بالدفاع والأمن بنسبة 127 في المئة في بلدان مجموعة الساحل الخمس السابقة (بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد)، دون أن يؤدي هذا الرقم إلى تحسن مماثل في الوضع الأمني.
وترى "موند أفريك" أنه في عام 2025، توجد فرصة هائلة لتغيير النموذج بشكل كامل في معالجة التحدي الأمني، من خلال تنفيذ استجابة شاملة تنطوي على تعزيز خلق فرص العمل للشباب.
ودعت إلى استخلاص الدروس من فشل الاستراتيجية العسكرية والأمنية الشاملة، التي تواصلت بعد وصول الجيش إلى السلطة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وبعد ساحل العاج، اتخذت توغو هذا المسار إلى أبعد من ذلك من خلال ربط التدابير الوقائية بإنشاء اللجنة المشتركة بين الوزارات لمكافحة التطرف العنيف، والتنمية من خلال خطة الطوارئ لمناطق السافانا، والجوانب التشغيلية مع عملية كوندجواري العسكرية التي أطلقها الرئيس فور غناسينغبي في عام 2018.
واقترح التقرير الذهاب إلى أبعد من ذلك بكثير للنظر في "خطة مارشال" حقيقية لخلق فرص العمل للشباب، مؤكدا أنه في ظل الأزمة الحالية في منطقة الساحل وتطورها، لم تعد "الحلول الترقيعية" المتمثلة في إنشاء وزارات للشباب وريادة الأعمال الشبابية كافية.