حماس: قطاع غزة دخل فعليا مرحلة المجاعة في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث

logo
العالم

وسط تصاعد التوترات.. مواجهة بين ماكرون واليمين المتطرف

وسط تصاعد التوترات.. مواجهة بين ماكرون واليمين المتطرف
ماكرونالمصدر: (أ ف ب)
28 نوفمبر 2024، 8:03 م

برزت أزمة جديدة تهدد استقرار الحكومة الفرنسية بقيادة ميشيل بارنييه مع تصعيد حزب التجمع الوطني ضد الحكومة، الذي يبدو عازمًا على تقديم اقتراح بحجب الثقة.

وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى هذه الأزمة في اجتماع مع عدد من النواب من ائتلافه الحاكم "معًا من أجل الجمهورية".

أخبار ذات علاقة

فرنسا.. بارنييه يلعب بالورقة الأخيرة لإنقاذ حكومته

 

الرئيس والمعارضة

وقال الباحث السياسي الفرنسي في معهد توماس مور، جون سيلفستر مونجريني، إن "نجاح حجب الثقة يعني دخول فرنسا في حالة من عدم الاستقرار السياسي، وذلك يمنح التجمع الوطني فرصة ذهبية لتأكيد دوره كقوة سياسية رئيسية، وربما زيادة نفوذه في الانتخابات المقبلة".

وأضاف مونجريني لـ"إرم نيوز" أن "فشل المعارضة في حجب الثقة يعزز موقف ماكرون وحكومته، لكنه قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات داخل المعارضة"، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة "ستُعد انتصارًا تكتيكيًا للرئيس، لكنها قد تؤدي إلى زيادة التوترات على المدى الطويل".

ورأى أن "هذه الأزمة تمثل تحديًا وجوديًا للحكومة الحالية. وتعامل ماكرون بحذر مع هذا الموقف يعكس وعيه بأهمية الحفاظ على تماسك الأغلبية البرلمانية وتجنب التصعيد مع المعارضة".

ولفت  مونجريني، إلى أن "اللعبة السياسية التي يديرها الطرفان تشير إلى استمرار حالة الاستقطاب داخل المشهد السياسي الفرنسي".

وتابع: "في النهاية، تبقى قدرة ماكرون على تقديم حلول وسطى دون تقديم تنازلات مؤثرة هي العامل الحاسم في تحديد نتيجة هذه المواجهة".

 

تحركات الأحزاب

بدوره، قال المحلل السياسي الفرنسي بيير فيرلان، إن "هذه المواجهة تكشف عن أزمة حوكمة داخل النظام الفرنسي، وإذا استطاع التجمع الوطني كسب دعم من الاشتراكيين وبعض المستقلين، فإنه قد يشكل تهديدًا جديًا للحكومة".

وأضاف فيرلان لـ"إرم نيوز" أن "التحدي يكمن فيما إذا كانت المعارضة مستعدة لتوحيد صفوفها أو أنها ستظل مشلولة بسبب الانقسامات الأيديولوجية".

ورأى أن "التجمع الوطني يدرك أن تهديد الحكومة بحجب الثقة يمنحه فرصة نادرة للظهور كقوة سياسية قادرة على التأثير في السياسات".

وأشار فيرلان إلى أنه "من خلال التركيز على قضايا شعبية مثل الكهرباء والضرائب، يسعى الحزب إلى تعزيز نفوذه وفرض أجندته على الساحة السياسية".

ورأى أن "الحزب الاشتراكي يجد نفسه في موقف معقد".

وتابع: "من جهة، هناك ضغوط على الحزب الاشتراكي للتصويت لصالح حجب الثقة كجزء من دوره كمعارضة، ومن جهة أخرى، التعاون مع التجمع الوطني قد يضر بمصداقيته الأخلاقية والسياسية. وهذا يضع الحزب أمام خيار صعب بين البقاء مخلصًا لقيمه أو استغلال الفرصة لإضعاف الحكومة".

أخبار ذات علاقة

قانون مكافحة "تمجيد الإرهاب" يثير الجدل في فرنسا

 

اختبار الاستقرار

بدورها، قالت الخبيرة في العلاقات السياسية والحزبية مارلين دوبري، إن "خطاب ماكرون يعكس قلقًا سياسيًا مشروعًا، خاصة أن العمل مع التجمع الوطني يمكن أن يضر بمصداقية الأحزاب التقليدية".

وأضافت دوبري لـ"إرم نيوز" أن "ماكرون يستخدم ورقة المسؤولية السياسية لإحراج الاشتراكيين وعرقلة أي تحالف غير رسمي مع التجمع الوطني. لكن إذا قدم تنازلات كبرى لليمين المتطرف، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة دعم ناخبيه المعتدلين".

وأشارت إلى أن "التجمع الوطني، يهدف إلى استغلال هذه الفرصة لإظهار قوته البرلمانية ودفع أجندته، مثل خفض الضرائب على الكهرباء ومواجهة زيادات الأسعار".

وتابعت: "أما الاشتراكيون، يؤدون دورًا حاسمًا في التصويت، إذ يتعين عليهم الموازنة بين مواقفهم المعارضة وبين الابتعاد عن التحالف مع اليمين المتطرف".

 

وتوقعت دوبري أن "ماكرون وائتلافه يستعدون لتقديم تنازلات محدودة للحفاظ على الحكومة، مع تجنب تصعيد سياسي قد يزيد من قوة المعارضة".

ورأت أن "هذه المواجهة السياسية تعكس تصاعد تأثير اليمين المتطرف واستمرار أزمة الثقة بين الأحزاب التقليدية. سواء نجحت الحكومة في تفادي اقتراح حجب الثقة أو لا، فإن الاستقرار السياسي في فرنسا سيظل محل اختبار في ظل التوترات الحالية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات