الخارجية الأمريكية: المناورات الصينية في مضيق تايوان تعرض أمن المنطقة للخطر

logo
العالم

تهرّب نتنياهو من أزماته الداخلية.. هل يدفع إسرائيل نحو حرب أهلية؟

تهرّب نتنياهو من أزماته الداخلية.. هل يدفع إسرائيل نحو حرب أهلية؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوالمصدر: رويترز
24 مارس 2025، 12:54 م

تتصاعد المخاوف من دخول إسرائيل في دوامة "حرب أهلية" وسط أزمات داخلية متفاقمة تواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تحذّر أطراف داخلية من أن سياسات نتنياهو، التي تقوم على افتعال المواجهات والصدامات وتصعيد الحروب، قد تدفع البلاد نحو انفجار داخلي.

ويؤكد خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن التصعيد المتجدد في غزة والخروج عن اتفاق وقف إطلاق النار، يأتي ضمن استراتيجية نتنياهو للبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، في ظل أزمات داخلية خانقة.

أبرز تلك الأزمات عزوف أكثر من نصف احتياطي الجيش الإسرائيلي عن الالتحاق بوحداتهم، وهو تطور بالغ الخطورة على عدة مستويات، خاصة مع تصاعد الانقسامات داخل الطبقة الحاكمة والمؤسسة الأمنية والعسكرية.

إلى جانب ذلك، يواجه نتنياهو تحديًا آخر يتمثل في تمرير قانون الميزانية، الذي يتطلب تماسك الائتلاف الحكومي، بينما يتمسك الحريديم بإقرار قانون التجنيد كشرط للموافقة على الموازنة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

وفي الوقت نفسه، تشهد إسرائيل مظاهرات واسعة، واتهامات غير مسبوقة لنتنياهو بالسعي إلى إشعال حرب أهلية، خاصة بعد إصراره على إقالة رئيس الشاباك رونين بار، رغم المعارضة الشعبية والتجميد القضائي للقرار.

بالتزامن مع هذه التطورات، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مستهدفًا أحياء تل السلطان والسعودي غربي المدينة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينما تحاصر الدبابات آلاف العائلات.

سياسة الهروب

ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي د. نزار نزال إن تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة يعكس رغبة نتنياهو في الهروب من أزماته الداخلية، عبر افتعال معركة جديدة تغير المزاج العام، خاصة في ظل قرارات مثيرة للجدل مثل إقالة رئيس الشاباك، والتي تضعه في مواجهة مباشرة مع الأجهزة الأمنية والشخصيات التي كانت شاهدة على أحداث 7 أكتوبر 2023.

وأوضح نزال، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من أبرز الأزمات التي يواجهها نتنياهو عزوف أكثر من نصف احتياطي الجيش عن الخدمة، وهو أمر خطير على مستويات عدة، كما أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة من الانقسام الأفقي والعمودي داخل الطبقة السياسية والمؤسسة الأمنية والعسكرية.

وأشار نزال إلى أن ذهاب نتنياهو إلى التصعيد العسكري ضد غزة جاء تحت ذريعة الضغط على حماس، على الرغم من أن 15 شهرًا من القتال لم تحقق أهدافه، وهو الآن يعيد تجربة ثبت فشلها، في محاولة للبقاء في السلطة.

وأضاف أن نتنياهو يدرك أن حركة حماس لا تمتلك قدرات عسكرية لمواجهة سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك مقاتلات F-16 وF-35 والمدفعية الثقيلة، لكنه يسعى لإيصال رسالة إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأنه عاد إلى الحرب، في محاولة لاستمالته وإعادته للحكومة. كما يسعى نتنياهو إلى الحفاظ على دعم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي اشترط استئناف الحرب لضمان بقائه في الحكومة.

أخبار ذات علاقة

"نموت ولا نتجند".. أزمة جديدة لنتنياهو بعد رقصة وزير من الحريديم (فيديو)

أزمات متفاقمة

من جهتها، ترى الباحثة السياسية تمارا حداد أن "عودة نتنياهو للحرب على غزة تخدم عدة أهداف داخلية، أبرزها التعامل مع أزماته السياسية المتفاقمة، وسط تزايد المخاوف من انزلاق إسرائيل إلى حرب أهلية".

وأكدت حداد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "نتنياهو يواجه عدة ورطات، منها تمرير قانون الميزانية، الذي يتطلب إرضاء شركائه السياسيين، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير، الذي اشترط استئناف العدوان على غزة للعودة إلى الحكومة".

وأوضحت أن "استئناف الحرب، عبر كسر اتفاق وقف إطلاق النار، يهدف إلى إطالة أمد حكم نتنياهو، وتمكينه من تفادي الضغوط الداخلية، خاصة الأزمة مع الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها جهاز الشاباك، والهروب من المظاهرات الغاضبة التي تفجرت بعد إقالة رونين بار".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات