مسؤول أمريكي: إيران حققت تقدما جيدا في المحادثات النووية
يرى خبراء سياسيون فرنسيون متخصصون في الشأن اليساري أن ترشح بوريس فالو لرئاسة الحزب الاشتراكي يعكس رغبة في إنهاء الانقسامات الداخلية واستعادة وحدة الحزب قبل انتخابات 2027.
واعتبر الخبيران الفرنسيان في الشأن اليساري، بيير لوران، الباحث في معهد الدراسات السياسية في باريس، وجوليان بارو، الخبير في مركز أبحاث السياسات التقدمية، أن إعلان ترشح بوريس فالو لمنافسة أوليفييه فور على منصب السكرتير الأول للحزب الاشتراكي يحمل "رسالة قوية لإعادة توحيد الحزب وإعادة تموضعه في المشهد السياسي الفرنسي".
هل يشكل فالو نقطة التقاء لليسار؟
يعتقد الباحث السياسي الفرنسي بيير لوران في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن فالو يمثل "محاولة جادة لإنقاذ الحزب الاشتراكي من حالة التشرذم الداخلي"، موضحًا أن انقسامات الحزب منذ مؤتمر مارسيليا 2023 حول التحالف مع "فرنسا الأبية" لجان لوك ميلانشون جعلت من الضروري البحث عن شخصية "تتمتع بالمرونة والقدرة على استقطاب مختلف التيارات الاشتراكية".
أما جوليان بارو، فيرى في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن فالو يسعى إلى "ترميم العلاقات بين مختلف أجنحة الحزب دون الدخول في مواجهات مباشرة"، مشيرًا إلى أن هذا النهج قد يكون "سلاحًا ذا حدين" من جهة، قد يساعد على تخفيف التوترات داخل الحزب.
ومن جهة أخرى، قد يفتقر إلى الحسم المطلوب لمواجهة الاستحقاقات الانتخابية القادمة، خاصة انتخابات 2027 الرئاسية، حيث تحتاج الأحزاب اليسارية إلى رؤية واضحة وتحالفات قوية.
وقرر فالو، الذي ظل لفترة طويلة متردداً في خوض السباق، أخيرًا الترشح، ساعيًا إلى إعادة بناء وحدة الحزب بعد سنوات من الانقسامات التي وصلت ذروتها خلال مؤتمر مارسيليا 2023.
ودعا فالو في مقال نشره في صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، إلى "مؤتمر للمصالحة وإعادة تأكيد المبادئ والأفكار الاشتراكية"، مشددًا على أن "أسوأ ما يمكن أن يحدث هو الغرق في أحقاد الماضي وروح الانتقام".
وأوضح خلال مقابلة تلفزيونية على قناة فرانس 2 أنه يطمح إلى "خلق تكتل اشتراكي حقيقي يعيد اللحمة إلى الحزب"، خاصة مع اقتراب انتخابات 2027 الرئاسية.
من التردد إلى المواجهة المباشرة
ولم يكن قرار ترشح فالو متوقعًا من قبل أنصار أوليفييه فور، الذين كانوا يأملون ألا ينفذ تهديده بالترشح. لكنه حسم أمره في النهاية وأعلن رسميًا دخوله السباق، ليصبح ثالث مرشح رسمي إلى جانب نيكولا ماير-روسينول، عمدة روان، وهيلين جوفروي، عمدة فولكس-أون-فالين، التي لم تستبعد ترشحها مجددًا.
وأكد فالو أنه يسعى لأن يكون "الجسر الذي يربط بين الاشتراكيين المختلفين"، إذ يرى أن الخلافات الحالية داخل الحزب ترتكز بشكل أساسي على "التوتر الشخصي بين أنصار فور ومعارضيه، وليس على خلافات جوهرية في الرؤية السياسية".
الانتخابات الرئاسية 2027: وحدة اليسار بدون ميلانشون
فيما يتعلق بانتخابات 2027 الرئاسية، أبدى فالو توافقه مع مارتين أوبري، عمدة ليل، التي دعت إلى "اتحاد قوى اليسار بدون جان لوك ميلانشون".
واعتبر أن زعيم "فرنسا الأبية" يسعى إلى الترشح بمفرده، مما "يفرض مسؤولية كبيرة على باقي أطياف اليسار لإعداد مشروع سياسي يخدم الطبقات الشعبية".
هل يصبح فالو مرشح الإجماع؟
يرى مراقبون أن فالو قد يكون "الحل الوسط" الذي يحتاجه الحزب الاشتراكي لتجاوز أزماته الداخلية. أحد المقربين منه صرح لـ"فرانس إنفو" قائلاً: "ميزته الكبرى أنه لم يدخل في صراعات شخصية، فلا يوجد من يعاديه، ولا هو يعادي أحداً داخل الحزب".
ويأمل فالو في أن يكون ترشحه "ليس مجرد إضافة اسم جديد إلى السباق، بل خطوة توحيدية تقلص عدد المرشحين بدلًا من زيادتهم".
كما يحظى فالو بدعم حوالي 50 نائبًا وبرلمانيًا وقعوا على مقاله في ليبيراسيون، حيث دعا إلى جعل الانتخابات الداخلية "مؤتمرًا للمصالحة وإعادة بلورة الهوية الاشتراكية". هذه الرسالة تعكس رغبته في تقديم "اشتراكية مقاتلة" تواجه التحديات التي يفرضها اليمين المتطرف والسياسات الليبرالية.
معركة يونيو: إعادة تشكيل مستقبل الحزب الاشتراكي
مع اقتراب المؤتمر 81 للحزب الاشتراكي في يونيو المقبل، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع بوريس فالو تجاوز انقسام الحزب وإعادة توحيد اليسار قبل الاستحقاقات الحاسمة؟