عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
العالم

"مجد السوفييت" وآخر منافذ الغاز.. ماذا خسرت روسيا في معركة "كورسك"؟

"مجد السوفييت" وآخر منافذ الغاز.. ماذا خسرت روسيا في معركة "كورسك"؟
تمثال تالف لمؤسس الاتحاد السوفيتي فلاديمير لينينالمصدر: أ ف ب
24 أغسطس 2024، 8:38 ص

شكّلت معركة السيطرة على كورسك الروسية حداً فاصلاً في سياق الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، التي لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

التحول المفاجئ الذي حققته أوكرانيا، بعد سلسلة نجاحات روسية، شكّل مفاجأة منحت كييف أوراق قوة متعددة، لا تقتصر على الدعم النفسي للقوات الأوكرانية، بل هي أيضاً تشكّل ضغطاً حقيقياً على روسيا التي انتقلت فجأة إلى موقع الدفاع، ووجدت نفسها تخسر أراضي بعدما كانت تحقق سيطرة تلو أخرى على مدن أوكرانية.

الهجوم غير المسبوق، الذي وُصف بأنه التهديد الأكبر للأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، كان يشي بكثير من الدلالات، وتوازنات القوى في ذلك الصراع الذي ما زال من دون أفق للحل.

فما الذي جعل كل ذلك ممكناً، ولماذا اختارت كييف "كورسك" منفذاً لقواتها إلى روسيا؟

d90d9a1b-409a-4225-9ddf-7addbc71a66c

آخر منفذ للغاز الروسي

بعد 9 أيام من بدء توغلها في مقاطعة كورسك الروسية، أعلنت أوكرانيا السيطرة على أبرز مدن المقاطعة، وأكثرها أهمية، رغم صغر مساحتها: سودجا.

تضم سودجا محطة ضخ الغاز الأخيرة التي ما زالت موسكو تستخدمها لضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، عبر أوكرانيا، ورغم أن موسكو استخدمت ورقة الغاز ضد أوروبا باكراً في حربها التي بدأت في شتاء عام 2022، وسط حاجة أوروبا المتزايدة للغاز، فإن تلك المادة تشكّل في الوقت ذاته مصدر دخل أساسياً للدولة التي تعد الثانية عالمياً في إنتاجه.

هكذا فرضت السيطرة على كورسك، وضمناً سودجا، مزيداً من الضغط على روسيا في آخر منفذ لها لتصريف الغاز نحو أوروبا، إذ يُعد المصدر الوحيد المتبقي للغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا بواقع 15 مليار متر مكعب سنويا.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن تخليه عن معظم إمدادات الغاز الروسي في إطار العقوبات الغربية ضد موسكو.

أخبار ذات علاقة

كبير مستشاري زيلنسكي لـ"إرم نيوز": هجوم كورسك "ورقة ضغط" لإجبار روسيا على السلام

 مجد سوفييتي

وإضافة إلى الأهمية الاقتصادية للسيطرة على كورسك، ثمة "مكاسب" أخرى تعطي مزيداً من أوراق القوة في يد أوكرانيا، وتقدم دعماً كبيراً لقواتها ومواطنيها؛ فالتقدم السريع لأوكرانيا جعلها تحقق "مجداً" في المقاطعة التي تحتل أهمية في تاريخ روسيا، يعود لحقبة الحرب العالمية الثانية، إذ شهدت آنذاك أكبر معركة دبابات في التاريخ.

وكما شكّلت تلك المعركة "نقطة تحول" في الحرب مع ألمانيا النازية، وبقي الروس عقوداً يفخرون بها، تريد أوكرانيا أن تجعل من معركتها الراهنة في كورسك نقطة تحول في مسار حرب بدأتها روسيا بهدف إنهائها خلال أيام، إلا أن تلك الأيام طالت، قبل أن يصطدم التقدم الروسي بمفاجأة في كورسك، جعلت أوكرانيا تحتل مناطق روسية، بدل أن تكون هي محتلة من قبل روسيا.

وكان البعد الدولي أيضاً من أوراق القوة التي أظهرتها معركة كورسك؛ إذ جاءت بعد إعلان غربي وأمريكي عن تقديم العتاد النوعي لأوكرانيا في حربها.

معركة "الغرب كله"

أعلنت موسكو أنها تواجه "الغرب كله" في أوكرانيا، وهو ما يبدو قريباً للواقع، إذ إن الدعوات الغربية إلى "حق" أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، وحقها أيضاً في استخدام الأسلحة الغربية حتى تلك التي تستهدف "العمق الروسي"، لم تكن مجرد تصريحات، بل كانت بمنزلة إعلان أن تلك الحرب هي حرب "الغرب كله".

وإن كانت بعض أهداف الغرب سابقاً من الحرب تتحقق منذ بداية الهجوم الروسي، وذلك باستنزاف روسيا، وإنهاك جيشها وشعبها اقتصادياً وعسكرياً.

ويبدو أن ذلك الإمداد كان حاسماً ليس فقط من ناحية التفوق العسكري، بل أيضاً من ناحية التأكيد الغربي على الدعم الحقيقي لأوكرانيا، خاصة وسط المخاوف من تبدل المواقف في حال أسفرت الانتخابات الأمريكية عن فوز دونالد ترامب، الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أخبار ذات علاقة

"الخطأ الفادح".. كيف فتح جنرال روسي الأبواب أمام الهجوم الأوكراني على "كورسك"؟

 موسكو قالت إن التقدم الأوكراني كان مدعوماً من الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة، وهذا غير مستبعد؛ إذ إن تلك الحرب منذ البداية لم تكن بين أوكرانيا وروسيا، بل كانت بين الأخيرة والغرب الذي أرادها حرب استنزاف طويلة لروسيا لتحجيم طموحاتها.

روسيا اتهمت "الناتو" والمخابرات الغربية بالوقوف وراء التوغل المباغت في كورسك، وأعلنت في أكثر من مناسبة أن التوغل جاء بدعم شامل من الغرب وبموافقته.

واتهمت الاستخبارات الروسية نظيراتها الأمريكية، والبريطانية، والبولندية، في الإعداد للهجوم على كورسك.

أما الرد الروسي الميداني، فكان الشرق الأوكراني في دونيتسك، وتمثل خصوصاً في السيطرة على "بوكروفسك" التي تعد إحدى القوى الدفاعية الرئيسة للقوات الأوكرانية، ومركزاً لوجستياً رئيساً.

وبشأن السيطرة على تلك المدينة، كان الباحث في الشأن الروسي رامي القليوبي قال في تصريحات سابقة لـ"إرم نيوز" إن المدينة تُعد "معقل الدفاعات الجوية، وعصب القوات المسلحة الأوكرانية خلال العامين ونصف العام الماضيين، بالإضافة إلى أنها الخط الرئيس للإمداد العسكري الأوكراني داخل الأراضي الروسية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC