ماكرون: فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين "في يونيو"
استجوب المشرعون الأمريكيون، يوم الثلاثاء، مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف بشأن تورطهما في محادثة جماعية مثيرة للجدل على "سيغنال".
و رفض رئيسا جهازي المخابرات الرئيسيان في الولايات المتحدة، الادعاءات بأن المعلومات العسكرية المفصلة عن الضربات المخطط لها والمنفذة في اليمن تُعتبر معلومات استخباراتية سرية، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
ولكن حتى مع إقرارهما، بحساسية المعلومات المتعلقة بأهداف الضربات، فقد حرصا على التهرب من تفاصيل محتوى المحادثة، وقدما إجابات مُفصّلة حول المسؤولية عن التسريبات، ورفضا الكشف عن تفاصيل المحادثات.
وبينما رفضت غابارد في البداية تأكيد إضافتها إلى المحادثة، اعترض راتكليف، الذي صرّح بأن تحديد المعلومات التي يمكن مشاركتها في محادثة غير سرية يعود لوزير الدفاع، بيت هيجسيث، على استنتاج أحد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذي طلب منه الموافقة على أن ما حدث برمته كان خطأً فادحاً ومدمراً.
واستغرق الاستجواب عدة جولات من أسئلة المشرعين حول محادثة سيغنال، والتي نُشرت تفاصيلها يوم الإثنين في مجلة "ذا أتلانتيك"، لشرح وجهة نظرهم بشأن الأحداث.
وفي تسريبات سيغنال، ناقش هيجسيث ومسؤولون كبار آخرون في إدارة الرئيس دونالد ترامب التخطيط العسكري الحساس باستخدام تطبيق اتصالات غير سري، وهو خرق لمعايير الأمن الحكومية.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن هيجسيث نفى أن يكون أرسل "خطط حرب" إلى زملائه قبل الهجوم الأمريكي على الحوثيين في اليمن هذا الشهر، وبدلًا من ذلك هاجم جيفري جولدبرج، محرر مجلة أتلانتيك الذي تم إدراجه عن طريق الخطأ في المداولات الحساسة حول سيغنال، بل وصفه بأنه "مخادع وفقد مصداقيته إلى حد كبير".
هيجسيث.. الناقد دوماً
أثارت تلك الحادثة قلق الديمقراطيين وخبراء الأمن القومي المخضرمين بشأن هيجسيث، الذي سلّطت "واشنطن بوست" الضوء أكثر عليه، مشيرة إلى أنه كان شخصية بارزة سابقة في قناة فوكس نيوز، سعى خلال الأشهر التي تلت تعيينه بفارق ضئيل إلى الوفاء بوعده بتغيير الوضع الراهن، ومحاسبة كبار مسؤولي الدفاع على أخطائهم، ومواءمة البنتاغون بشكل أوثق مع أجندة الرئيس دونالد ترامب "أمريكا أولًا".
تقول "واشنطن بوست" أيضًا عن هيجسيث، وهو الجندي السابق في الحرس الوطني، إنه "أضفى أسلوبًا غير تقليدي وهجوميًّا على أعلى منصب في البنتاغون، مقللًا من شأن مبادرات الشمول في إحدى أكثر المؤسسات العامة تنوعًا في البلاد، ومهاجمًا المنتقدين على وسائل التواصل الاجتماعي، ومثيرًا قلق الحلفاء الأوروبيين بتصريحاته بشأن أوكرانيا".
في الشهر الماضي، أشرف على إقالة عدد من كبار الضباط العسكريين الذين وصفهم هيجسيث بأنهم غير مؤهلين أو "مُدركين". وكغيره من كبار مسؤولي ترامب، واجه هيجسيث معارضة قضائية في محاولاته تنفيذ توجيهات ترامب بتقليص صلاحيات الدولة الإدارية بشكل كبير، بما في ذلك خططه لفصل موظفي البنتاغون الموقوفين مؤقتاً ومنع المتحولين جنسياً من الخدمة.
وبالعودة إلى تسريبات سيغنال، تذكر "واشنطن بوست" أن هيجسيث لم يكتف بشرح الأسلحة التي كانت القوات الأمريكية تنوي استخدامها في هجومها على اليمن، بل كشف أيضًا عن الأهداف المخطط لها وتوقيتها، وفقًا لرواية غولدبرغ في مجلة أتلانتيك، معلقة بأنها "تُعدّ حادثة مزعجة لوزير الدفاع، إذ يتعهد هو ونوابه باتخاذ موقف صارم تجاه الكشف غير المصرح به عن معلومات الأمن القومي".
ولم يذكر ترامب هيجسيث في تصريحاته بالبيت الأبيض للتقليل من شأن التسريبات.
وفي بيان، ذكرت مجلة "ذا أتلانتيك"، أن محاولات تشويه سمعة غولدبرغ أو المجلة "تتبع نهجًا واضحًا يتبعه مسؤولون منتخبون وآخرون في السلطة، معادون للصحفيين وحقوق جميع الأمريكيين المكفولة بالتعديل الأول".
وفي مقابلة مع قناة "إم إس إن بي سي" يوم الثلاثاء، وصف غولدبرغ نفي هيغسيث مشاركة خطط الحرب بأنه "غير جاد".