15 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية للمعارضة التركية (بلدية اسطنبول)
في كتابه الجديد "ما أسعى إليه"، يحاول جوردان بارديلا، رئيس حزب "التجمع الوطني" رسم صورة مختلفة عن النهج التقليدي لليمين الفرنسي الذي قادته مارين لوبان لسنوات، التي قادت الحزب لفترة طويلة.
ومن خلال هذا العمل، يسعى بارديلا إلى تقديم نفسه زعيمًا شابًا يتبنى قيم اليمين الليبرالي، مع الاحتفاظ بعناصر من سياسات الهوية التي لطالما كانت جزءًا من خطاب حزب "التجمع الوطني"، بين إشارات إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي واليميني المتطرف زعيم حزب الاسترداد إريك زيمور وهاجس الهجرة.
وسلط الكتاب الضوء على دورهما في تشكيل بعض أفكاره السياسية، ويتناول بارديلا ساركوزي بنظرة إيجابية، إذ يعتبره رمزًا للنهج المحافظ والدفاع عن قيم اليمين الفرنسي، خاصة فيما يتعلق بموضوع الأمن والهجرة، وهما نقطتان محوريّتان في خطاب بارديلا.
وفيما يتعلق بإريك زيمور، فإن بارديلا يبدو متأثرًا ببعض من أفكاره، خصوصًا في قضية الهوية الوطنية والمخاوف من "التهديدات" التي قد تواجه الهوية الفرنسية بسبب الهجرة.
لكن بارديلا يبتعد في بعض الجوانب عن خطابات زيمور الأكثر تطرفًا، محاولًا تقديم نفسه بصورة "يمينية ليبرالية" مع تلطيف بعض أطراف الطروحات المتشددة لضمان وصول رسالته إلى جمهور أوسع من الناخبين المحافظين.
والكتاب يعكس مزيجًا بين تبني بعض رؤى اليمين التقليدي والانفتاح على رؤى سياسية أكثر تطورًا، ما يجعله يتمايز عن خطابات مارين لوبان مع الاحتفاظ بجوانب أساسية من توجهات التجمع الوطني.
والكتاب، الذي نشر تحت إشراف دار "فايار"، شهد تأخيرات ومشكلات في علاقته مع ناشريه، إلا أنه في النهاية تم الاتفاق على إصداره، ويُعد مؤشرًا مهمًا على تطور أفكار وأهداف بارديلا داخل حزب "التجمع الوطني" بشكل يتماشى مع تطورات السياسة الفرنسية، خاصة في ضوء الاستعدادات للانتخابات الأوروبية المقبلة.
ويكشف الكتاب، الذي وصل إلى "نوفيل أوبسيرفاتور" نسخة منه قبل نشره الرسمي، عن محاولات بارديلا لتقديم نفسه كصوت لليمين الليبرالي مع الاستمرار في التركيز على مسألة الهوية، محاولًا إرضاء قاعدة واسعة من الناخبين المحافظين.
يحمل كتاب جوردان بارديلا، الذي ظل تحت الحراسة المشددة في مقر "التجمع الوطني"، محاولات جريئة لتحديد مكانه على الخريطة السياسية الفرنسية. فبعد ثلاث طبعات حصرية، جاءت الصفحة الأولى للكتاب بإصدار من دار "فايار".
والكتاب الذي صدر في 9 نوفمبر هو مزيج من السيرة الذاتية والتأملات السياسية، إذ يحاول بارديلا تحديد موقعه داخل اليمين الفرنسي الليبرالي فيما لا يزال يركز على قضايا الهوية والهجرة. بعد نتائج الانتخابات التشريعية المخيبة، أعاد بارديلا كتابة العديد من أجزاء الكتاب، ما جعله يتحول إلى عمل أكثر انطوائية وذات طابع شخصي.
ولضمان سرية الإصدار، سُلمت نسخ الكتاب إلى Le Figaro Magazine، المجلة المحافظة المعروفة، فيما يطلق بارديلا جولته الترويجية عبر برنامج "Quelle époque!" على القناة الثانية هذا السبت.
وتم التعامل مع الكتاب بكثير من الحذر، إذ طُلب من الصحفيين المهتمين الحصول على نسخة بأنفسهم من مقر الحزب. إلى جانب الناشر، نيكولا ديات، كان هناك عدد محدود من الأشخاص المقربين الذين تمكنوا من الاطلاع على محتواه قبل إصداره الرسمي، ومن بينهم صديقان منذ الطفولة.
ويشمل الكتاب مزيجًا بين التصريحات السياسية والإشارات التي توجه بدقة لتلبية طموح اليمين الليبرالي الذي يطمح إليه بارديلا، إلى جانب تضمين بعض القضايا الحساسة المرتبطة بالهوية والهجرة.
ويسعى بارديلا، في هذا الكتاب، إلى تجسيد نفسه كصوت لليمين الليبرالي في فرنسا، مع الحفاظ على تركيزه المستمر على قضايا الهوية والهجرة.
كما يعكس الكتاب محاولاته لإرضاء قاعدة واسعة من الناخبين المحافظين، فيما ينأى بنفسه عن بعض السياسات التقليدية التي كانت قد أيدتها لوبان.
ورغم أن الكتاب لا يقدم جديدًا من حيث الأفكار السياسية الكبيرة أو التحولات العميقة في آراء بارديلا، فإنه يطرح بعض النقاط المثيرة التي تتعلق بوحدة اليمين الفرنسي وتوجهاته المستقبلية.
الكتاب، الذي يتم ترويجه من خلال وسائل إعلام موالية، تعرض لانتقادات من بعض الأوساط الإعلامية التي رأت فيه مجرد "أداة تسويقية" تروج للأفكار اليمينية المتشددة.
ومن ناحية أخرى، وعلى الرغم من المعارضة التي واجهتها حملة الكتاب، أثار الكتاب اهتمامًا واسعًا، إذ تصدر قوائم المبيعات على موقع أمازون، ما يعكس رغبة في استكشاف ما يطرحه بارديلا في مجال السياسة الوطنية.