مايك والتز يعلن تحمّله مسؤولية التسريب الأمني بشأن اليمن
فشل حزب التجمع الوطني الفرنسي مجددًا في تمرير أي من مشروعاته الثلاثة في جلسة البرلمان المخصصة له، في 31 أكتوبر/تشرين الأول، رغم محاولة زعيمته، مارين لوبان، الدفع بنصوص تتوافق مع بعض توجهات اليمين واليسار لوضع خصومها في موقف محرج.
وقد شهدت الجلسة، التي تتيح فيها الجمعية الوطنية للأحزاب المعارضة تقديم مشروعاتها، إخفاقًا ثلاثيًا للحزب في تمرير أي من هذه النصوص، مما يعكس عزلة اليمين المتطرف رغم مكاسبه الأخيرة في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في يوليو/تموز.
وفي خضم النقاشات، كرر العديد من نواب التجمع الوطني دعوة الناخبين للنظر في نتائج الانتخابات المقبلة، حيث قالوا: "اللقاء في الانتخابات القادمة".
عزلة سياسية
ورأى المحلل السياسي، جون إيف كامو، المختص في قضايا البرلمان الفرنسي، أن فشل التجمع الوطني في تمرير مشروعاته البرلمانية يعكس عزلته السياسية المستمرة رغم النجاح الانتخابي النسبي الذي حققه مؤخرًا.
وأشار كامو في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذه العزلة قد تتفاقم، خاصة مع تكريس الحزب لخطاب يميني متشدد في قضايا مثل الهجرة والتقاعد، مما يعقّد فرصه في كسب دعم الأطياف السياسية الأخرى أو حتى الوصول إلى تفاهمات برلمانية بناءة.
أزمة ثقة سياسية
من جانبها، قالت المحللة السياسية، ماري كريستين جودار، من مركز الدراسات الاجتماعية والسياسية، لـ"إرم نيوز"، إن التجمع الوطني يعاني من أزمة ثقة سياسية بينه وبين باقي الأحزاب داخل البرلمان، فالأطروحات التي يقدمها الحزب، وإن بدت في ظاهرها شعبوية وقريبة من هموم بعض الفئات الشعبية، إلا أنها غالبًا ما تكون مصحوبة بخطاب غير متوازن ومتطرف، ما يجعل صعوبة في دعمها من قبل الأحزاب التقليدية.
وترى جودار أن الإستراتيجية التي تتبعها لوبان لا تزال بعيدة عن كسب الشرعية السياسية اللازمة لتحقيق اختراقات حقيقية في الجمعية الوطنية.
إلغاء مشروع إصلاح نظام التقاعد
وبدأ الحزب بمقترح لإلغاء قانون إصلاح نظام التقاعد، لكن اللجنة المختصة عدّلت نص المشروع وأفرغته من مضمونه، قبل أن يتم رفض أي تعديل يعيد له طبيعته الأصلية بحجة الكلفة المالية على الدولة.
وانتقد المقرر، توماس ميناج، بشدة إصلاح التقاعد، واصفًا إياه بـ"غير العادل وغير الضروري"، كما اتهم "اليسار بالتعصب" لرفضه دعم المشروع في اللجنة، وانتقد "إصرار" أنصار الرئيس ماكرون الذين تعاونوا لإفشاله.
من جهتهم، أكد نواب حزب "فرنسا الأبية" أنهم سيدافعون عن مشروعهم لإلغاء الإصلاح في جلستهم البرلمانية المقررة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث قالت آنا بيلواسا-شريفي: "سنناقش إلغاءً حقيقيًا للإصلاح الذي لم تقاتلوا يومًا لإلغائه". كما اتهمت مارين لوبان اليسار بـ"خيانة ناخبيه"، مؤكدة دعم حزبها لمشروع حزب فرنسا الأبية.
"الهجرة ليست نعمة"
ثم انتقل حزب التجمع الوطني لاقتراح قانون بشأن طرد الأجانب المتورطين في الجرائم، لكن المقترح قوبل برفض غير رسمي وسط أجواء محتدمة، وقال النائب ليونيل تيفولي: "لا، الهجرة ليست نعمة"، مؤكدًا خطر "الهجرة المكثفة" على فرنسا.
وردًا على ذلك، تساءلت النائبة، آيدا حديزاده، من الحزب الاشتراكي وابنة لاجئين إيرانيين: "هل أنا لست نعمة لفرنسا وأنا هنا أمامكم؟". بينما علّق النائب لودوفيك مينديز، من حزب ماكرون، ذو الأصول البرتغالية، قائلًا: "الهجرة ليست نعمة أو نقمة، إنها جزء من تاريخ فرنسا".
وفي نهاية المطاف، سحب حزب التجمع الوطني المشروع بعد حذف مادته الرئيسة، وسط تبادل الاتهامات بين اليسار ويمين التجمع الوطني. كما انتقدت لوبان الوزير نيكولا داراغون لدعمه التعديلات التي أسقطت نصوص المشروع.
رفض باقي المشاريع
وفي مساء الجلسة، سحب حزب التجمع الوطني مشروعه لإلغاء معيار تشخيص أداء الطاقة كشرط لتأجير المساكن، بعد أن تم تعديله بشكل كبير من قبل تحالف يشمل اليسار وأنصار الرئيس.
وعند منتصف الليل، توقفت النقاشات خلال مناقشة مشروع قانون للنائبة، باسكال بورديس، الذي يهدف لإعادة نظام "عقوبات الحد الأدنى" الذي تم إلغاؤه في عهد الرئيس، فرانسوا هولاند.