عاجل

إعلام سوري: تسلل وتحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في درعا والقنيطرة

logo
العالم

غزو كورسك.. هكذا تمكنت أوكرانيا من تنفيذ "الهجوم الجريء"

غزو كورسك.. هكذا تمكنت أوكرانيا من تنفيذ "الهجوم الجريء"
جنود أوكرانيون يركبون مدفع هاوتزر ذاتي الحركة من طراز M10...المصدر: رويترز
17 أغسطس 2024، 4:48 م

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الروس لم يتوقعوا أن تقلب أوكرانيا الطاولة، وترد بأول احتلال للأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، وكان انتشارًا حاسمًا ومتعمدًا للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك في اللحظة الأخيرة على جزء غير مهم سابقًا من الجبهة.

أخبار ذات علاقة

تلغراف: بوتين يعاني من "الشلل" بسبب هجوم كورسك

وأضافت الصحيفة، أن موسكو لو كانت تعلم أن وحدات إسعاف القوات المقاتلة الأوكرانية تتحرك بهدوء إلى منطقة سومي النائية، ولو أن الرسالة وصلت إلى الكرملين، لربما كانت روسيا مستعدة بشكل أفضل، ولن يكون وجود المسعفين مطلوبًا إلا إذا كان من المتوقع اندلاع قتال عنيف في منطقة لم يحدث فيها أي قتال منذ أكثر من عامين.

وقال أحد الجراحين للصحيفة، إنه "وصلنا يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، وكان قد تم تجهيز الموقع قبل يومين من ذلك، وبدأ الغزو الأوكراني الجريء لروسيا في صباح اليوم التالي، وأصبح عمل المسعفين على مدار الساعة تقريبًا منذ ذلك الحين".

وبيّنت الغارديان، أنه لم يكن لدى السلطات المدنية المحلية أي فكرة عن الهجوم. وقال حاكم منطقة سومي فولوديمير أرتيوخ إنه "لم يكتشف الأمر إلا عندما انتشرت أخباره"، أما بالنسبة للمدنيين، فإن بداية معرفتهم بالأمر كانت عندما تعرضت القرى لقصف مكثف في ساعات النهار بعد بدء الهجوم.

ولفتت الصحيفة، إلى أن السرية كانت ذات أهمية قصوى في الهجوم الذي كان يحمل كل السمات المميزة لعملية خطط لها قائد القوات المسلحة الأوكراني الجديد نسبيًا، الفريق أولكسندر سيرسكي، الذي تم تعيينه في فبراير/شباط من قبل فولوديمير زيلينسكي.

وأضافت الغارديان، أن الأمر لم يقتصر على هاجس المفاجأة، كما لاحظ الجنود المشاركون في الهجوم، بل كان أيضًا يضرب على محور تشتيت الانتباه، وفتح جبهة جديدة بعيدًا عن المعركة الرئيسة على الجبهة الشرقية، حيث تتقدم روسيا بلا هوادة في مدينة بوكروفسك.

وأشارت الصحيفة، إلى أن أسلوب سيرسكي يتمثل في رسم خريطة بعناية للمنطقة والمواقع المتقدمة باستخدام الطائرات بدون طيار وصور الأقمار الصناعية للاستطلاع، لقد فشلت أوكرانيا مرارًا وتكرارًا في جهودها لاختراق الخطوط الروسية المحصنة بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول 2023، لكن لا بد أن القائد أدرك أن الدفاعات كانت ضئيلة في منطقة كورسك خلف حدود تم تحديدها ببساطة بالأسلاك الشائكة في حقول مكشوفة.

وأوضحت الصحيفة، أن الخطة كانت تعتمد بشكل كبير على الدبابات والمركبات المدرعة سريعة الحركة، والمميزة بعلامات على شكل مثلثات بيضاء مطلية أو ملصقة، للاندفاع عبر الحدود وصولًا إلى الطرق، والاندفاع عبرها حتى تصل إلى القوات الروسية المقاومة.

وقال المدون العسكري الروسي ريبار، شبه المستقل عن الكرملين، في تلخيص لهذا النهج: "في حين أن ثلث المركبات المدرعة عملت على تقييد حركة القوات الروسية المتحصنة، قامت المدرعات الأخرى بتجاوزها عن طريق دخول الأماكن السكنية القريبة وتنظيم الكمائن".

وتابعت الصحيفة، كانت المدرعات الغربية في قلب الهجوم، مع عدم وجود قيود واضحة على استخدامها، بما في ذلك المركبات المدرعة الأمريكية "سترايكر" والألمانية "ماردر"، وحتى أن الأخبار تناقلت وجود بعض الدبابات التي تبرعت بها بريطانيا من طراز "تشالنجر 2" وعددها 13.

ولكن في حين يبدو أن هناك أدلة على استخدام المدفعية الصاروخية الأمريكية من طراز "هيمارس"، إلا أنه لم يكن هناك أي دور لصواريخ "ستورم شادو" الإنجليزية-الفرنسية على اعتبار أن مداها طويل جدًا بحيث لا يمكن استخدامها داخل الأراضي الروسية.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم بدأ في الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء 6 أغسطس/آب مع عبور حوالي 300 جندي أوكراني الحدود، ووضعوا شريطًا أزرقًا حول سواعدهم لتمييزهم عن أعدائهم. وسرعان ما تم نصب كمين لعشرات من حرس الحدود الروس، بما في ذلك المجندون الشباب.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم التقاطها بطائرات بدون طيار بضع عشرات من الروس يصطفون ويستسلمون داخل وحول نقطة التفتيش، وهم أول مئات تم أسرهم كأسرى حرب.

وفي اليوم الأول، وفقًا لتقارير المدونين العسكريين الروس، سارعت المركبات المدرعة بالسير على طول الطريق المؤدي إلى أطراف الجانب الغربي من بلدة سودجا، على بعد حوالي 6 أميال من خط المواجهة. وبحلول اليوم الثالث، وصلوا إلى ضواحي قرية أخرى، كورينيفو، على بعد حوالي 13 ميلًا داخل الحدود، وسعوا إلى الانتشار أبعد من الطرق الممتدة من سودجا، قبل تحقيق أنجح هجوم لهم في التوغل حتى الآن.

أخبار ذات علاقة

"بطل أوكرانيا" و"الجزار".. من هو قائد الجيش أولكسندر سيرسكي؟

وحتى مع مراعاة الاستعدادات، فمن المؤكد أن نجاح التوغل في كورسك كان أكبر مما توقعته كييف. يأتي الدليل من حقيقة أن زيلينسكي وغيره من كبار المسؤولين لم يعترفوا رسميًا بما كان يحدث حتى نهاية الأسبوع.

وأكدت الصحيفة أنه بعد مرور أسبوع ونصف، يحظى التوغل بشعبية كبيرة لدى الجمهور الأوكراني، ولكن ليس لدى جميع قوات البلاد، التي تشعر بالقلق بشأن مخاطره والوضع المتدهور بسرعة على الجبهة الشرقية، حيث يندفع الروس بتسارع نحو محور الطريق والسكك الحديدية لمنطقة بوكروفسك.

وقال رئيس أركان لواء آزوف الأوكراني، المقدم بوهدان كروتيفيتش، المتمركز على الجبهة الشرقية، إن ذلك قد يكون في نهاية المطاف في صالح أوكرانيا، مضيفًا: "إن عملية كورسك فكرة جيدة وشجاعة للغاية، لكن المشاكل الأخرى في ساحة المعركة لم تختفِ، ويعتمد الأمر على الوقت الذي سنتمكن فيه من الحفاظ على خط المواجهة في كورسك، وإذا استغرق الأمر وقتًا طويلًا، فأعتقد أن الروس سيبدأون في نقل وحداتهم الاحتياطية من بوكروفسك إلى كورسك".

وقد أعرب جندي أوكراني مشارك في عملية كورسك، عن رأيه بشرط عدم الكشف عن هويته، عن حالة عدم اليقين المقبلة وقال: "لا أعرف الفكرة العامة. وحداتنا التي تهاجم تقوم بعمل صعب للغاية، والعدو يقاوم بالمعارك أيضًا. نحن بحاجة إلى قوات احتياطية، وإلا فسيتم تدمير هذا النجاح. نعم، يمكن للروس أن يصدوا الهجوم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC