رويترز: زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب تركيا

logo
العالم

تسليح المسيّرات المدنية.. فرض معادلة أمنية جديدة على جيوش الساحل الأفريقي

تسليح المسيّرات المدنية.. فرض معادلة أمنية جديدة على جيوش الساحل الأفريقي
قوة مشتركة لدول الساحل الأفريقي لمكافحة الإرهاب المصدر: أرشيف - ا ف ب
30 مارس 2025، 11:08 ص

بدأت الصراعات في المناطق المضطربة في غرب أفريقيا، تأخذ منعطفًا غير متوقع، فبعدما كانت الطائرات دون طيار تستخدم في السابق لتصوير المناظر الطبيعية أو مراقبة قطعان الماشية، يتم تحويلها الآن إلى آلات لزراعة الموت.

وفي ليلة مظلمة، أدرك الجنود الكاميرونيون المنتشرين في عمليات مكافحة المتطرفين هذا الأسبوع أن الهجوم عليهم لم يأت من رجال مسلحين فحسب، بل أيضًا من السماء، حيث تبيّن استخدام العدو للطائرات دون طيار المدنية، وفقًا لوثيقة استخباراتية نيجيرية نشرتها وسائل إعلام أفريقية.

وقالت مصادر محلية إن 25 جنديًا قتلوا في الهجوم، واعترف الجيش الكاميروني بمقتل 12 جنديًا.

ويعد هذا الهجوم أحد أعنف الهجمات التي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها في المنطقة، ما يوضح الاستخدام المتزايد في غرب أفريقيا لطائرات دون طيار، وهي الأجهزة التي تسمح للطيارين برؤية صور حية للأرض كما لو كانوا على متنها.

وفي نيجيريا، كما هو الحال في أماكن أخرى، استُخدمت هذه الطائرات دون طيار لأغراض المراقبة والدعاية المصورة. ولكن تم تحويلها عن هذه الأهداف، إذ حولها المتطرفون والمتمردون الآن عن مسارها لتنفيذ الهجمات، وتعديل هذه الأجهزة الصغيرة عن طريق إضافة شحنة متفجرة إليها.

ففي أواخر عام 2024، أدى هجوم بطائرة دون طيار إلى إصابة 5 جنود نيجيريين في قاعدة واجيركو العسكرية في شمال شرق البلاد.

ولمنع وقوع حوادث مماثلة، حظرت السلطات النيجيرية استخدام الطائرات دون طيار المدنية في يناير الماضي في المنطقة التي مزقتها هجمات جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة في غرب أفريقيا.

أخبار ذات علاقة

"لسنا أعداء".. نيجيريا تمد يدها لكونفيدرالية الساحل الأفريقي

أما في فبراير زعمت الجماعات الأزوادية المالية إسقاط مروحية تابعة للجيش المالي في تيساليت (شمال) باستخدام طائرة دون طيار مسلحة، لكن الجيش نفى هذه الرواية، قائلًا إنه تم اعتراض الجهاز.

وتحدثت تقارير غربية عن تزويد أوكرانيا الأزواد النشطين في شمال مالي بطائرات عسكرية دون طيار، وتحديدًا في شهري سبتمبر وأكتوبر تم إلقاء متفجرات على معسكرات روسية، ما أسفر عن سقوط ضحايا.

وفي مالي وبوركينا فاسو، أعلنت الجماعات المتطرفة مرارًا وتكرارًا مسؤوليتها عن هجمات بطائرات دون طيار على مواقع عسكرية، وإطلاق قنابل يدوية من الجو أو استخدام "طائرات انتحارية" محملة بالمتفجرات، كما يوضح تحليل أجرته منظمة "وامباس"، المتخصصة في أخبار الأمن في منطقة الساحل.

ويخشى محللون ومسؤولون أمنيون من فقدان جيوش منطقة الساحل السيطرة على احتكار استخدام الطائرات المسلحة دون طيار التي كانت حتى الآن متمركزة في المناطق الريفية، وقد يكون لديها الآن القدرة على ضرب المدن الكبرى.  

ويحذر المحلل النيجري أمادو كوديو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، من لجوء هذه الجماعات لاستراتيجيات التمويه عن طريق الاختلاط بالسكان المدنيين أو النشاط تحت جنح الظلام، لزيادة خطر وقوع إصابات بين المدنيين في غارات الطائرات دون طيار. كما يمكن لها أن تؤدي إلى التحول نحو هجمات مخططة بدقة أكبر، الأمر الذي يزعزع استقرار المنطقة بشكل أكبر وقد يؤثر على أمن دول غرب أفريقيا.

أخبار ذات علاقة

بوركينا فاسو.. كتائب تراوري بمواجهة مع الجماعات المسلحة والانتقادات

ومع ذلك، يقدم الباحث أبرز التحديات التي تواجهها التنظيمات المتطرفة في الحصول على الطائرات المسيّرة واستخدامها، منها صعوبات اقتناء مكوناتها، مثل البطاريات والكاميرات وأجهزة تحديد المواقع، وتوفيرها، لا سيما في منطقة الساحل بسبب القيود الحكومية المفروضة على استيراد "الدرون" في بعض البلدان الأفريقية.

وبعدما شدد على أهمية التعاون الإقليمي والدولي، دعا إلى تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات العسكرية المنسقة بين دول غرب أفريقيا وشركائها الأمنيين الدوليين.

في المقابل، أكد الجنرال جودوين موتكوت، الذي يقود تحالفًا متعدد الجنسيات ضد المتطرفين في منطقة بحيرة تشاد، في اجتماع عقد في يناير، أن الدول الأعضاء تفتقر عمومًا إلى المعدات المضادة للطائرات دون طيار، وفقًا لما نقل عنه معهد الدراسات الأمنية الجنوب أفريقي.

وللإشارة تستخدم هذه المعدات على وجه الخصوص لتأمين بعض المواقع الحساسة للغاية أو الشخصيات البارزة، مثل رئيس المجلس العسكري في بوركينا فاسو، إبراهيم تراوري.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC