نتنياهو: أقدر عاليا التدخل الأمريكي ضد الحوثيين وواشنطن لا تدخر جهدا في الرد عليهم بشدة
كما فعل العام 2016، عاد دونالد ترامب مجددًا ليحبط المحاولة النسائية الثانية للوصول إلى البيت الأبيض، فبعد فوزه على وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، عاد ترامب ليفوز على كامالا هاريس.
هل السر في ترامب؟ أم في المجتمع الأمريكي الذي "ما زال غير مهيأ ليقبل امرأة في منصب الرئيس"؟ كما يقال في الإعلام الأمريكي، أم في السياسات التي طرحتها كل من كلينتون وهاريس، وظروف ترشيحهما.
ربما يكون دونالد ترامب، واحدًا من أكثر الشخصيات السياسية الأمريكية إثارة للجدل، إذ إن لديه ما يكفي ليجعل فرصه في الفوز بمنصب الرئاسة ضئيلة، فهو المعروف بتصريحات نارية، التي توصف بالعنصرية، والذكورية، إضافة إلى سجل "حافل" من الدعاوى القضائية، ورغم ذلك فاز مرتين، كان منافسه في كلتيها: امرأة، فهل يكون السبب فعلًا في أن المجتمع الأمريكي لا يقبل امرأة في المنصب، حتى يفضل عليها رجل له سجل قضائي؟.
الواقع أن هناك بعض التفاصيل تشير إلى أن "جنس" المنافس لترامب لم يؤد الدور الحاسم في فوز ترامب.
هناك بعض التقاطعات في ظروف ترشح كلينتون، وهاريس، وفي الحملتين اللتين خاضهما ترامب في مواجهتمها:
أولًا: كانت الإدارة الأمريكية في الحالتين "ديمقراطية"، وكانت المرشحتان الديمقراطيتان فيهما غير بعيدتين عن الإدارة: كلينتون كانت إحدى ساكنات البيت الأبيض في عهد زوجها بيل كلينتون، كما كانت هاريس نائبة للرئيس.
ثانيًا: ركزت المرأتان جزءًا كبيرًا من خطابهما الانتخابي على قضية المرأة، وهذا ربما لم يكن في صالحهما، على الأقل كما أعلنت كلينتون ذاتها التي قالت إن النساء هن اللواتي أبعدنها عن الوصول إلى البيت الأبيض، رغم "التعاطف" الذي أبداه الأمريكيون في قضية "الخيانة" التي شغلت البلاد، ودفعت زوجها الرئيس الأسبق ليواجه القضاء، في قضية "مونيكا لوينسكي".
كلينتون أعلنت أن النساء كن سبب خسارتها رغم أنها حصلت على 52% من أصواتهن.
ثالثًا: ترشحت كلينتون بعد ولاية "ناجحة" للرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي تميز بإجادته الخطابة، بينما جاء قدر هاريس أن تكون "مرشحة اللحظة الأخيرة"، إذ اختارها الديمقراطيون بعد محاولات ماراثونية لإقناع الرئيس الحالي جو بايدن بالتخلي عن الترشح.
الأداء الكارثي لبايدن في الحملة الانتخابية وخاصة مناظرته الأولى والأخيرة مع ترامب، لم يكن وبالًا عليه فقط، بل إنه صار عبئًا على نائبته هاريس التي كان عليها أن تخوض حملتها وهي تحمل جزءًا من المسؤولية عن سنوات حكمه.
وجاءت آخر "عثرات" بايدن قبل أيام من الانتخابات لتكون "العثرة" الأخطر على الديمقراطيين، وليس فقط عليه، وذلك حين وصف أنصار ترامب بأنهم "قمامة"، وهو ما استطاع ترامب وحملته أن يستثمروه "بنجاح".
وبعد صورة سائق شاحنة القمامة، لترامب، ظهر نائبه جيه دي فانس، ليشبه هاريس بالقمامة، ويقول إنها "لا تحترم، بل وتكره" بعض الأميركيين.