ترامب: سنتوصل قريبا لوقف إطلاق نار شامل بين روسيا وأوكرانيا
توقع الأكاديمي الدكتور نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، أن تكون المحادثات بين دونالد ترامب بعد عودته للبيت الأبيض، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين صعبة جدًا.
وأوضح، في حوار خاص مع "إرم نيوز"، أن "سبب ذلك ما تركه بايدن من علاقات سيئة بين أمريكا وروسيا، ومن ثم ليس من السهل لترامب التعامل مع روسيا وحلحلة المشاكلات لكنها لن تتوتر أكثر مما عليه الآن"، على حد تعبيره.
وعن تأثير فوز ترامب برئاسة البيت الأبيض، على العلاقات الروسية الأمريكية، قال الدكتور نزار بوش، إن "إدارة ترامب قد تكون أفضل من بايدن، خاصة أنه لا يريد علاقة متوترة مع بوتين لكن لا شيء يتغير على وجه السرعة".
وأضاف: "ترامب ليس صانع قرار، ولا توجد لديه المساحة الكافية، فمن تتخذ القرارت في الولايات المتحدة الأمريكية هي مؤسسات ولوبيات، مثل: لوبي النفط، ولوبي الصناعات العسكرية، ولوبي البنوك، إلى جانب اللوبي اليهودي الموجود والمسيطر على كثير من القرارات الأمريكية"، إلى تفاصيل الحوار:
ترامب وبوتين تجمعهما صداقة لا تخفى على أحد.. ما انعكاساتها على التوترات الأمريكية الروسية التي تسببت فيها الإدارة الأمريكية الحالية؟
بعد فوز ترامب في سباق الرئاسة الأمريكية أعتقد أنه لن يتغير شيء في العلاقات الأمريكية الروسية التي تعد في أسوأ حالاتها.
الآن، رغم كل ما يقال بوجود صداقة بين بوتين وترامب فهي ليست صداقة لكنها بالتأكيد أفضل من العلاقة الروسية بالحزب الديمقراطي وعلى رأسه جوبايدن الرئيس الأمريكي، فربما يكون ترامب أفضل فلا يريد علاقة متوترة مع بوتين لكن لا شيء يتغير على وجه السرعة.
في أبريل الماضي، الكونغرس الأمريكي وافق على تشريع يسمح بمصادرة مليارات الدولارات من الأصول الروسية المجمدة في البنوك الأمريكية.. ما السيناريوهات المتوقعة من ترامب بشأن هذا الملف؟
الأصول مجمدة ستبقى كما هي في عهد ترامب، لأنه لم يستطع رفع الحظر عن الأصول الروسية البنكية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، لأن بايدن اتخذ قرارات معقدة وليس بالسهولة أن يتخذ ترامب قرارًا ويحرر الأصول الروسية في البنوك الأمريكية، ربما.
لكن ترامب لن يقوم باستخدام هذه الأصول أو أرباحها في تزويد ودعم أوكرانيا، كما أن بايدن لم يفعل ذلك لأنه أمر غير قانوني، وبالتالي لن يتجرأ ترامب على ذلك وستبقى هذه المسألة عالقة إلى ما بعد المباحثات بين ترامب وبوتين خاصة مع وعود ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة الأمر الذي يعد كلامًا نظريًا بسبب حديث الأوروبيين عن إلحاق هزيمة إستراتيجية لروسيا.
أورسولا فون دير لاين اقترحت على ترامب أن تزود أمريكا أوروبا بالغاز المسال بدلاً من روسيا.. هل يوافق ترامب أم أن بوتين قد يضغط عليه لإعادة تصدير الغاز الروسي عبر أنابيب أوكرانيا؟
أعتقد أن أمريكا ستزود أوروبا بما ينقصها من الغاز الأمريكي لتعويض الغاز الروسي الذي كان يتدفق بغزارة إلى أوروبا قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وسيوافق ترامب على ذلك لتحقيق مكاسب من بيع الغار المسال للأوروبيين ومشتقات النفط بأسعار تفوق أسعار الغاز الروسي، ما يأتي في صالح أمريكا واقتصادها، خاصة بعد أن فرضت أمريكا على الدول الأوروبية قطع استيراد الغاز الروسي بهدف تزويده وبيعه لأوروبا لجني الأرباح..
كما أن المستفيد من تدمير خط الغاز الشمالي بين روسيا وألمانيا وأوروبا بشكل عام هي الولايات المتحدة، وبالتالي يمكننا الإشارة إلى أن أمريكا دمرت خط الغاز لأنها المستفيدة من ذلك لتصديره إلى أوروبا بأسعار مضاعفة عن الغاز الروسي.
إلى الحرب الأوكرانية.. في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها أمريكا.. ماذا عن موقف دونالد ترامب من الدعم المالي غير المحدود لكييف؟
الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من ديون هائلة على اقتصادها تجاوزت 35 مليار دولار، كما أن ترامب صرح خلال حملته الانتخابية بضرورة وقف تزويد أوكرانيا بالأموال والسلاح، لكنها تبقى تصريحات ضمن حملته الانتخابية ومن الوارد أن يتغير كل شيء بعد انتهاء الانتخابات.
في الفترة المقبلة، سيتضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل دعمها لأوكرانيا بالسلاح والأموال الطائلة، حيث تذهب تلك الأموال إلى جيوب زيلينسكي وأعوانه بينما يعاني الشعب الأوكراني الأمرّين من الفقر، والموت، ونقص الطاقة.
وبالتالي يمكن أن يحدد ترامب نسبة المساعدات لأوكرانيا، وربما يوقف المساعدة المالية، أما بالنسبة للدعم العسكري فلا أعتقد أن يتم إيقافه، ربما يضغط ترامب على أوكرانيا، ويهدد بإيقاف الدعم المالي والعسكري بهدف الضغط على زيلينسكي للقبول بمشروع سلام تتخلّى فيه أوكرانيا عن الأراضي التي انضمت إلى روسيا مقابل السلام، وبذلك يجعل أوكرانيا تسير نحو مفاوضات السلام مع روسيا، وهذا ما نراه بالفعل.
بايدن أكد أكثر من مرة أن انضمام أوكرانيا للناتو يحتاج وقتًا.. ما المتوقع من الرئيس الأمريكي الجديد بشأن هذه القضية؟
أعتقد أن هذا ضرب من الجنون لأنه إذا انضمت أوكرانيا إلى حلف الناتو سيدخل الناتو في حرب مباشرة مع روسيا الأمر الذي لا تريده الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا انضمت أوكرانيا إلى حلف الناتو فهذا يعني أن الحلف يجب أن يقاتل بجانب أوكرانيا، طالما هي عضو فيه، وبالتالي أوروبا كلها تدخل في حرب مباشرة مع روسيا، ما يعني حربًا عالمية ثالثة لا يريدها أحد، حيث ستكون مدمرة للجميع، خاصة أن روسيا تمتلك أكبر ترسانة رؤوس نووية في العالم حوالي أكثر من 5000 رأس نووية..
وبالتالي يمكن لروسيا أن تدمر أوروبا خلال دقائق، وهذا يعرفه الأوروبيون لكنهم يريدون فقط الانتصار على روسيا من خلال استخدام أوكرانيا، والضغط بالعقوبات لإضعاف الاقتصاد الروسي.
هل يستمر الرئيس الأمريكي الجديد على نهج إدارة بايدن ونشر الصواريخ الأمريكية بالقرب من روسيا؟
حتى الآن غير معروف 100% إن كانت الصواريخ قد نشرت أم لم تنشر في ألمانيا، وبعض الدول الغربية، لا شك، أنها تهدد الأمن الإستراتيجي الروسي والوجود الروسي، كما أن نصب الصواريخ الأمريكية في أوروبا يزيد من التصعيد والتوترات في العلاقات بين أمريكا وروسيا، وطالما ترامب تحدث عن رغبته في تخفيف التصعيد مع روسيا فربما لا يذهب إلى نشر الصواريخ الأمريكية في أوروبا لأنه لن يستفيد شيئًا على الإطلاق إلا مزيدًا من التصعيد.
كما أن الأوروبيين لن يستفيدوا شيئًا سوى دفع الأموال لأمريكا من أجل صيانة هذه الصواريخ والعمل عليها، ولذلك الجميع متضرر من نشر هذه الصواريخ، ولا أعتقد أن يقدم عليها ترامب.
