إعلام سوري: روسيا تستعد لتسليم خام القطب الشمالي إلى سوريا لأول مرة
حذر خبراء في الشأن الأمريكي والاقتصاد السياسي من عدم تحجيم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنفوذ مستشاره المسؤول عن الكفاءة الحكومية، الملياردير إيلون ماسك، في ظل تصرفاته وتجاوزه حدود مهامه.
وأكدوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ذلك سيكلف ترامب الانقلاب عليه من قبل مقربين ومستشارين ووزراء ومسؤولين بارزين في إدارته.
وأوضح الخبراء أن ترامب يكرر الخطأ نفسه الذي قام به في ولايته السابقة عندما أعطى مساحة لأشخاص ورطوه في مواقف تسببت بانقسام بين فريقه، ما أثر على عمل إدارته، وذهبت تلك التأثيرات إلى مواقع مهمة في الحزب الجمهوري، مما أدى إلى تخلي شخصيات بارزة عنه.
وأشاروا إلى أن تداخل المصالح من خلال عمل ماسك في موقعه بإدارة ترامب وانعكاس ذلك لصالح إمبراطوريته المالية، يثير جدلا كبيرا داخل دوائر محيطة بترامب.
وقد تحدى مسؤولون في مؤسسات أمريكية، على رأسها وزارة الدفاع، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الخارجية، ومكتب الاستخبارات الوطنية، ووزارة الأمن الداخلي، الملياردير الأمريكي، موجهين أوامر لموظفيهم بعدم الاستجابة للرسائل الإلكترونية التي صدرت عن ماسك بعنوان "ماذا فعلتم الأسبوع الماضي؟".
وكان ماسك طلب من الموظفين في هذه الرسائل، عبر مكتب كفاءة الحكومة الأمريكي، الإبلاغ عن عملهم الذي قاموا به خلال أسبوع.
ويتوقع الباحث في الشؤون الأمريكية، أحمد ياسين، أن يتسبب ما يقوم به ماسك عبر كونه مسؤولا عن مكتب الكفاءة الحكومية، في حدوث انقسامات بين فريق ودوائر ترامب وأن يكون هناك جبهات متناحرة، مما سيؤثر على إدارة الرئيس الجمهوري.
ورجح ياسين أن سياسة ماسك في حال عدم تعامل ترامب مع تجاوزه صلاحياته أو مهام عمله، من الممكن أن تؤدي إلى تكرار ما جرى مع الرئيس الجمهوري في نهاية ولايته السابقة وصولا إلى أحداث الكابيتول.
وأشار إلى انقلاب معاونين ومستشارين لترامب عليه، في تلك الفترة، بسبب اتباع سياسات عارضها مقربون منه أو إعطاء مساحة لأشخاص ورطوه في مواقف تسببت في انقسام، ما أثر على عمل إدارته.
ورأى ياسين أن ما يقوم به ماسك سيؤثر من جهة أخرى على الأداء الحكومي وسيؤسس جبهات معارضة لترامب في أماكن حساسة لاسيما مع خروج ماسك عن مهامه الموضوعة والدخول في صلاحيات أخرى والتعامل بشكل مركزي.
وذكر أن رسائل ماسك للموظفين والعاملين زادت من غضب موجود بالفعل من مستشارين ووزراء ومسؤولين حكوميين وأيضا قيادات في الحزب الجمهوري، وظهر في إثر ذلك صدام واضح وعلني، عندما وجه مسؤولون في وكالات فيدرالية ومؤسسات، محسوبون على ترامب ذاته، تعليمات للموظفين الذين استقبلوا هذه الرسائل، بتجاهلها وعدم الرد عليها.
واستكمل ياسين بالقول إن مثل هذا السلوك يتجاوز سقف الدولة العميقة التي من بينها مستشارون ومقربون من ترامب، يرفضون عمل ماسك ودوره غير المستند إلى أي منهج أو قرارات، وإن الكثير من الإجراءات لم يتم تحديدها سواء من جانب ترامب أو عبر محددات لصلاحياته.
وأكد الباحث في الاقتصاد السياسي، علي شاهين، أن مسؤولين أمريكيين يرون أن ما يقوم به ماسك من تصرفات غير منطقية وتتجاوز المهام والصلاحيات والتسلسل الوظيفي.
وأشار إلى أنه من جهة أخرى، هناك أحاديث عن تضارب المصالح بسبب منصب ماسك وما يكمن من تصرفات من الممكن أن تخدم أعمال إمبراطوريته الاقتصادية وشركاته المتعددة.
وأضاف شاهين أن غرابة الرسائل الأخيرة جعلت البعض يعتقد أن هناك هجمة إلكترونية أو اختراقا لمنظومة العمل في تلك المؤسسات، لأنه ليس من الطبيعي أن يقوم رجل مثل ماسك بإرسال مثل تلك الرسائل.
وذكر أن هناك مديرين معنيين بهذا الدور، الأمر الذي جعل المسؤولين في تلك الهيئات يطالبون موظفيهم بعدم التعامل مع أي روابط أو جداول جاءت في تلك الرسائل الإلكترونية، خشية أن تكون هجمة سيبرانية من دولة عدو، ومع استيضاح الأمر، طلبوا منهم عدم الرد، لأن هذا التصرف خارج دور ماسك وصلاحياته تماما.
وبين شاهين أن الحديث حول تضارب المصالح قائم بشكل قوي في ظل تدخل ماسك في مؤسسات وملفات لها علاقة مباشرة بأنشطة أعماله الاقتصادية الخاصة، سواء في الصناعة أو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال.
وقال إن دور ماسك يكمن في التعامل مع الكثير مع الهيئات والمؤسسات في إطار استشاري للتطوير ووضع خطط لتقليل النفقات وإعداد تقارير ترسل إلى ترامب، مؤكدا أن عمله ليس له أي صيغة تنفيذية.