في خطوة قد تفتح آفاقًا جديدة في مسار الأزمة الأوكرانية، أعلن الكرملين عن إمكانية زيارة كبير مفوضي روسيا كيريل دميترييف إلى واشنطن؛ ما يحمل مؤشرات على اقتراب التوصل إلى اتفاق قد يُنهي النزاع.
الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أكد أن الزيارة المحتملة ستكون جزءًا من استمرار المحادثات بين موسكو وواشنطن، لكنه رفض الخوض في مزيد من التفاصيل حول أهداف الزيارة أو توقيتها المحدد.
وتعد هذه الزيارة الأولى لمسؤول روسي رفيع إلى واشنطن منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية العام 2022، وتمثل خطوة مهمة في مسار التقارب المتزايد بين موسكو وواشنطن، خصوصًا بعد عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ويُعتبر كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، من المقربين شخصيًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورافق دميترييف في فبراير شباط الماضي كبار المسؤولين الروس إلى الرياض، حيث جرت مناقشات حول تسوية محتملة لإنهاء النزاع الروسي الأوكراني.
ووفقًا للتسريبات الأمريكية، فإن المفاوض الروسي كيريل دميترييف قد يلتقي في واشنطن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وهناك إمكانية للتوصل إلى اتفاقات تتعلق بالقضايا الأمنية والاقتصادية، وربما حتى في مسألة الأزمة الأوكرانية.
حول ذلك قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الأمريكية، الدكتور توفيق حميد، إن زيارة كبير المفاوضين الروس إلى واشنطن تعد إشارة قوية إلى السعي لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
وأكد لـ"إرم نيوز"، أن الهدف الرئيس من هذه الزيارة هو التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع الأوكراني، يُلزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقبول به.
وأضاف حميد أن هناك احتمالًا كبيرًا لحدوث صراع بين الولايات المتحدة وأوروبا حال رفضت الأخيرة اتفاق وقف إطلاق النار، لذا فإن المبعوث الروسي يعمل مع الإدارة الأمريكية في واشنطن على وضع اللمسات النهائية لهذا الاتفاق.
وتابع: "أعتقد أن العديد من الدول الأوروبية لن تستطيع الوقوف في وجه إدارة أمريكا الجديدة، وأن الرئيس الأوكراني قد يجد نفسه مضطرًا للرضوخ لهذه القرارات، التي ستكون غالبًا لصالح روسيا".
وأشار إلى أن أوكرانيا قد تضطر للتنازل عن جزء من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، والتي تمثل حوالي 20% من أراضيها، وفي أعقاب ذلك ستتم إعادة رسم خريطة جديدة لأوكرانيا، مع الاعتراف الأمريكي بهذه التغيرات، بما في ذلك اقتطاع الأراضي من أوكرانيا لصالح روسيا.
وأوضح الخير في الشؤون الأمريكية، أن زيارة المبعوث الروسي تأتي في إطار تنسيق سياسي مستقبلي، مع احتمال موافقة روسيا على السماح للولايات المتحدة بالسيطرة على جزيرة غرينلاند الدنماركية مقابل تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها.
وأضاف أن هذه الزيارة تأتي في سياق ملفات أخرى مثل رفع العقوبات الاقتصادية، والملاحة في البحر الأسود، وتقليص وجود قوات الناتو بالقرب من الحدود الروسية.
ومن جهته، قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، بسام البني، إن الهدف الدقيق للزيارة لا يزال غير واضح، فقد تكون موجهة لحل الأزمة الأوكرانية والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وقد تتعلق بصفقة بحرية حول الملاحة في البحر الأسود.
وأوضح البني في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هذه الزيارة تحمل دلالات كبيرة فيما يتعلق بالعلاقات بين واشنطن وموسكو، مشيرًا إلى أن كلًا من الولايات المتحدة وروسيا تبدوان مصممتين على تحسين العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وأضاف أن الأزمة الأوكرانية لا تزال متصاعدة، حيث ترفض أوكرانيا التنازل عن الأراضي التي سيطرت عليها روسيا أثناء العملية العسكرية.
ونوه الخبير في الشؤون الروسية إلى أن هناك توجهًا أمريكيًا روسيًا بضرورة إتمام اتفاقية حول الحبوب والملاحة في البحر الأسود، مع تحديد المسؤوليات في حال خرق هذه الاتفاقيات.
ولفت البني إلى احتمال التوصل إلى اتفاق لتمديد مهلة وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، مع الالتزام بعدم استهداف المنشآت الحيوية لأوكرانيا.