وزير خارجية فرنسا: المجال أمام إبرام اتفاق نووي مع إيران بات محدودا
اعتبرت مجلة "نيوزويك" أن المقترح الأمريكي لوقف إطلاق نار في البحر الأسود، يثير قلق كييف والدول الأوروبية، حيث يتخوفون من أن يؤدي هذا الاتفاق إلى تعزيز نفوذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حساب أوكرانيا.
ونقلت مجلة "نيوزويك" عن سياسين أوكرانيين، قولهم إن الاتفاق الهش لا يقدم أي ضمانات واضحة بشأن حماية موانئ أوكرانيا، خاصة موانئ أوديسا، التي كانت مستهدفة بشكل متكرر من القوات الروسية.
ويقول بعض الخبراء البحريين إن الاتفاق المقترح قد يبدد المكاسب جميعها التي حققتها أوكرانيا ضد الأسطول الروسي، وهو ما يعيد روسيا إلى ساحة العمليات البحرية بحرية أكبر.
ويشير نائب الأدميرال الأمريكي المتقاعد، روبرت موريت، إلى أن أوكرانيا قد حققت نجاحًا جزئيًا، ولكنه مهم في تقييد حركة البحرية الروسية، وهذا الاتفاق قد يهدد هذا النجاح إذا سمح لروسيا بمزيد من التوسع في البحر الأسود.
من جهة أخرى، أكد مسؤولون من رومانيا وبلغاريا أن هذا الاتفاق قد يوسع نطاق العمليات البحرية الروسية، مما يعيد النفوذ الروسي إلى مياه البحر الأسود التي تلامس شواطئ الدول الثلاث.
كما أشار يوروك إيشيك، رئيس شركة "بوسفور أوبزرفر" الاستشارية، إلى أن محادثات الرياض بشأن الاتفاق لا تعدو كونها "وثيقة استسلام" لمطالبات الكرملين، مما قد يمنح روسيا الفرصة لزيادة نفوذها في البحر الأسود.
وبالرغم من تصريحات بوتين عن دعم صفقة الحبوب، فإن روسيا تواصل مطالبتها بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، لا سيما تلك المتعلقة بمنتجي الغذاء والمؤسسات المالية الروسية، بحسب المجلة.
كما تسعى موسكو لإعادة ربطها بنظام "سويفت" للمدفوعات، الذي فُصلت عنه بعد بداية الحرب.
من ناحية أخرى، يبرز قلق آخر متعلق بأمن الموانئ الأوكرانية.
فقد أشار أوليكسي غونتشارينكو، النائب الأوكراني، إلى أن الاتفاق يجب أن يشمل أكثر من مجرد مدينة أوديسا، بل يجب أن يمتد ليشمل ميناءي خيرسون وميكولايف اللذين تعرضا لإغلاق من قبل القوات الروسية وزُرعت فيهما الألغام.
وعلى الرغم من تأكيد بعض النواب الأوكرانيين على أهمية وقف إطلاق النار في البحر الأسود كخطوة نحو تخفيف الحصار على صادرات الحبوب الأوكرانية، إلا أن المخاوف من فقدان السيطرة على المياه الاستراتيجية تظل قائمة.
وبالتزامن مع الجهود الأمريكية في الدفع باتجاه الاتفاق، فإن العديد من الخبراء يرون أن هذه المحادثات قد لا تكون ذات مصداقية إذا لم تكن واشنطن مستعدة لضمان تنفيذ الاتفاق.
في هذا السياق، حذر هاين غومانز، الخبير في إنهاء النزاعات الإقليمية، من أن الاتفاق قد يكون بلا قيمة إذا لم تُتبع الولايات المتحدة بالضغط على روسيا لتنفيذ تعهداتها.
وأضاف أن "روسيا لم تقدم أي تنازلات حقيقية، ربما ستسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب، لكن معظم تلك العمليات كانت تسير بشكل طبيعي بالفعل".
من خلال هذه المعطيات، ترى المجلة أن أوكرانيا قد تجد نفسها في موقف حساس مع هذا الاتفاق.
وبينما تسعى واشنطن لتحقيق وقف إطلاق نار يعزز الاقتصاد الأوكراني، يبدو أن موسكو قد تسعى لاستخدام هذا الاتفاق لكسب الوقت والاستفادة منه في ساحة المعركة، وهو ما يترك كييف في موقف بالغ الصعوبة قد يؤثر على استراتيجياتها العسكرية والسياسية في المستقبل، وفق التقرير.