"تردد واعتبارات أمنية".. سببان لتأخر الرد الإيراني على إسرائيل

رجح خبراء في الشأن الإيراني أن يكون رد طهران على إسرائيل قبل الخميس المقبل، مقدمين سببين لتأخره.

ووفق الخبراء، فإن "هذا الموعد يهدف إلى تعطيل الاجتماع الأمريكي المصري القطري للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة".

وبين الخبراء، لـ"إرم نيوز"، أن "الصين بدورها تهدف إلى استمرار وقوع واشنطن في فخ الحشد العسكري بالشرق الأوسط، حتى تستطيع هي التعامل مع ملف غرب المحيط الهادئ".

أما السبب الثاني، فإن "تأخر الرد الإيراني جاء بطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان".

ولفتوا إلى أن "ماكرون يرغب في أن يكون الرد بعد انتهاء أولمبياد باريس، حتى لا تتأثر الدورة بأي طارئ".

وأشاروا إلى "وجود صراعات داخل الأجهزة الإيرانية، وما تتعرض له حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، من غلق كافة الطرق مع صقور (ولاية الفقيه) حول شكل الرد الذي لا يزيد من أزمات إيران الداخلية، لا سيما الاقتصادية".

 وقال الباحث السياسي المختص في الشأن الإيراني د.محمد المذحجي، إن "تأخر الرد الإيراني يرجع إلى اتصالات مكثفة ومباشرة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان".

وبحسب الباحث طلب ماكرون من طهران أن تقوم بتأجيل أي رد عسكري إلى حين انتهاء دورة الألعاب الأولمبية بباريس، في ظل رغبة  الرئيس الفرنسي بنجاح الدورة وعدم تأثرها بأي طارئ يتعلق بالرد الإيراني على إسرائيل؛ وبالتالي مجيء رد جديد من الأخيرة في ظل هذا المسلسل.

وأشار إلى أن تأخر الرد يؤكد وجود انقسامات داخل مؤسسات الدولة في إيران.

واعتبر في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "حكومة بزشكيان ترفض توجيه ضربة مباشرة لإسرائيل لتفادي أي تصعيد في المنطقة ولتجنب انخراط إيران في حرب مباشرة".

وأوضح أن "الحرس الثوري المدعوم من الصين يريد إبقاء المنطقة في صراع مستمر، حتى لا تتمكن الولايات المتحدة من الانسحاب من الشرق الأوسط للتركيز على منطقة غرب المحيط الهادئ، وهذه استراتيجية لتطويق الصين وفرض حصار بحري عليها".

وبين أنه "من هذه النقطة تدفع بكين الحرس الثوري إلى توجيه ضربة مباشرة لإسرائيل، حتى تشتعل حرب إقليمية وتتورط أمريكا أكثر، ولا يمكنها الانسحاب من الشرق الأوسط".

ورأى المذحجي أن الخلاف في إيران قد ينتصر فيه الحرس الثوري على بزشكيان؛ مما يحقق "الفخ" الصيني الذي يعمل على سحب أمريكا عبر قواتها لتلك المواجهات.

ولفت إلى أن روسيا لا تريد تصعيدا مباشرا في المنطقة وهي الآن حاضرة عسكريا داخل إيران للردع بمنظومة صواريخ (إس 400)، وطواقم عسكرية روسية فضلا عن نظام "مورمانسك" للحروب الإلكترونية.

وتوقع الباحث السياسي أن توجه إيران ضربة مباشرة في أقرب وقت خلال هذا الأسبوع قبل الخميس المقبل 15 أغسطس الجاري، في ظل ما هو مرتقب من اجتماع أمريكي مصري قطري لمحاولة حل أزمة غزة يتزامن معه المطلب الصيني لـ"الحرس الثوري" لإفساد نتائج هذا الاجتماع".  

وبدوره، يقول المحلل السياسي المختص في الشأن الإيراني طاهر أبو نضال، إن "هناك خوفا وترددا في طهران من الرد، وسط ملفات طاحنة واشتباكات بين أعمدة النظام".

وبين أبو نضال أن "تجهيز الرد يرتبط بشكل كبير بالوضع الإيراني الداخلي الاقتصادي والسياسي في ظل وجود فراغ داخل السلطة وخلافات وانشقاقات، ويجب ألا نستبعد من هذه الصورة ما حدث للرئيس السابق إبراهيم رئيسي، وما يذهب إلى هذه الصراعات".

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن أهم شيء يمنع الرد الإيراني هو الوضع الداخلي الهش في طهران في ظل عدم الاتفاق على قرار موحد وسط خلافات وصراعات بين الأجهزة والتيارات.

واعتبر أن ما يلوح في الأفق على خلفية هذه الصراعات من تحذيرات بأنه إذا قامت إيران برد مباشر سيكون أمن الدولة والنظام الإيراني في خطر.

وأشار إلى أن استقالة نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، تدل على ذلك بما أعلنه على "تويتر" بأن تدهور الوضع السياسي والقبضة الأمنية التي تحكم بها "ولاية الفقيه" هو السبب وراء خروجه.

وتابع: "كان كل ما يتطلع إليه (ظريف) هو وحكومة بزشكيان، أصبح سرابا مما يشير إلى أن السلطة هشة".

 واستبعد أن "ترد إيران على إسرائيل بشكل مباشر وإذا كان هناك رد سيكون خجولا لإرضاء الأذرعة "الميليشياوية" التي تنادي طهران بالرد".

واستكمل حديثه: "لكنها غير قادرة في ظل عدة أسباب تمنعها بجانب الصراعات الداخلية لتأتي أيضا الظروف الاقتصادية والقدرات العسكرية مع ما تمتلكه إسرائيل وما تحصل عليه ممن يقف في ظهرها، في إشارة إلى واشنطن".